"المناظرة الحاسمة": ماكرون ولوبن يلعبان "الورقة الأخيرة"!

02 : 00

لوبن وماكرون خلال المناظرة أمس (أ ف ب)

قبل 4 أيّام من تنظيم الدورة الثانية للإنتخابات الرئاسية الفرنسية، لعب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة حزب "التجمّع الوطني" مارين لوبن أوراقهما الأخيرة بكلّ حنكة خلال المناظرة التلفزيونية الحاسمة أمس، حيث اتهم ماكرون منافسته بـ"التبعية للسلطة الروسية وبوتين"، وذلك بسبب قرض مالي بقيمة 9 ملايين يورو حصل عليه حزبها من بنك روسي العام 2014. لكن سرعان ما ردّت لوبن بنفي هذا الإتّهام بحدّة، مؤكّدةً أنّها "إمرأة حرّة تماماً وقطعاً"، ومبرّرةً لجوءها إلى البنك الروسي بأنّ ما من مصرف فرنسي وافق على منحها قرضاً.

وبينما أعرب ماكرون عن رغبته في الحوار مع موسكو بالتزامن مع مواصلة فرض عقوبات عليها بهدف وضع حدّ للحرب ضدّ أوكرانيا، التي ينوي الاستمرار في تقديم مساعدات لها، كان لافتاً ثناء لوبن على مبادرات الرئيس الفرنسي في هذا الصدد، معبّرةً عن إدانتها المطلقة للغزو الروسي لأوكرانيا. كما وعدت بحماية الأوكرانيين ومواصلة تقديم المساعدات لهم، مشيرةً إلى أنها تُؤيّد "أوكرانيا حرّة ومستقلّة" عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا في آن معاً.

كذلك، أوضح ماكرون أنه يعمل منذ 5 سنوات على تغيير أوروبا، موجّهاً انتقاده للوبن قائلاً: "أنتِ لم تُحدّدي موقفك، لكن مشروعك هو الخروج من الاتحاد الأوروبي". لكنّ لوبن سارعت للردّ بتأكيدها أنها لا تُريد الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتساءلت: "هناك سلسلة من السياسات التي تجعلني أقول، لماذا لا تنجح فرنسا في الدفاع عن مصالحها بينما تنجح ألمانيا في ذلك؟".

وفي الملفات المعيشيّة والاقتصاديّة، اقترحت لوبن زيادة تدريجية في سن التقاعد مع السماح لمَن بدأوا العمل قبل 20 عاماً بالتقاعد في سن 60 عاماً، ومن ثمّ يتمّ ترفيع سنّ التقاعد تدريجاً ليكون في سن 62 عاماً، معتبرةً أن التقاعد في سن 65 عاماً يُعدّ "ظلماً لا يُطاق". وكشفت كذلك أن عدد الفقراء وصل إلى 400 ألف شخص خلال ولاية ماكرون، فيما بلغ العجز التجاري للبلاد 85 مليار يورو، محذّرةً من أن الإنتاج الفرنسي يتهاوى، بينما وعد ماكرون بمواصلة تحسين المعاشات ووضع حدّ أدنى لها لا يقلّ عن 1100 يورو، وقال: "لا أُريد زيادة الضرائب ولا أُريد زيادة ديوننا، والحلّ الوحيد هو العمل لوقت أطول".

وتعهّدت لوبن بتخفيض ضريبة القيمة المضافة على الطاقة من 20 إلى 5 في المئة، فضلاً عن وعدها بإعفاء من يقلّ سنهم عن 30 عاماً من الضرائب، في حين اتفق المرشّحان الرئاسيّان على إحدى النقاط، من دون الإقرار بذلك، وهي أن قراراتهما في شأن تحسين القدرة الشرائية تبقى رهينة موافقة أرباب العمل، سواء تعلّق الأمر بزيادة في الرواتب التي تقترحها لوبن أو تخصيص منح سنوية مقترحة من قبل ماكرون.


MISS 3