قيومجيان: الأرمن مع خيار الدولة وإنكار الإبادة استمرار لها

16 : 10

شدد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق ريشار قيومجيان، على أن "علاقة الأرمن بلبنان مميزة لا تشبه أي وجود أرمني في دول الانتشار من الولايات المتحدة الى اوروبا وتقوم على اربعة ثوابت: الثابتة الاولى، ان الارمن ليسوا جالية في لبنان بل نحن مواطنون لبنانيون من اصل ارمني نفتخر في آن بأصلنا الارمني وهويتنا اللبنانية، الثابتة الثانية، ان لبنان وطن نهائي نؤمن به وضحينا ومستعدون دوما للتضحية حتى الاستشهاد في سبيل سيادته وحريته واستقلاله، الثابتة الثالثة، ان هناك ارتباط روحي ووجداني وقومي مع ارمينيا يتفهمه كثر من اللبنانيين ولكن هذا لا ينفي ارتباطنا النهائي بلبنان والثابتة الرابعة اننا نحن ابناء قضية واحدة ومعاناة مشتركة وقدر تاريخي مشترك. فيوم كان اجدادنا يموتون في الابادة كان ثلث سكان لبنان يموتون جراء الحصار والتجويع الذي مارسه الاتراك بحق سكان جبل لبنان".

موقف قيومجيان جاء خلال تلبيته دعوة الهيئة الطالبية لاتحاد شباب وطلاب حزب الهنشاك اىشتراكي الديموقراطي "دخروني" لإلقاء كلمة في حفل احياء الذكرى ال107 لشهداء الابادة الأرمنية، في قاعة ثانوية ساهاكيان ليون مكرديتشيان في سن الفيل، في حضور أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الهنشاك الإشتراكي الديمقراطي في لبنان وممثلي عدد من المنظمات الشبابية والطالبية للأحزاب اللبنانية. كما تضمن الحفل عددا من العروض الثقافية والفنية واختتم بنشيد سارداراباد.

وقال: "نحن هنا في ذكرى ربيع الشهداء لنحافظ على دمهم وقضيتهم، قد يسأل بعضهم لماذا نتحرك في 24 نيسان. نحن نعبر في هذا التاريخ عن ذلك في العلن لكننا نتذكرهم يوميا ونرفع الصلاة لأرواحهم فهم دوما حاضرون في قلوبنا ووجداننا".

أضاف: "الحكم استمرارية، لذا ثمة مسؤولية معنوية تقع على عاتق احفاد السلطنة العثمانية، من هنا عليهم الاعتراف بما ارتكبه اجدادهم كي يستطيع الشعب الارمني ان يعيش عزاء مكتملا ويختم جروحه. ولا مصالحة ما لم يتم الاعتراف".

وتابع: "ان ما تعنيه لنا آني اي مدينة الكنيسة والف كنيسة وأختمار على بحيرة فان يوازي تماما ما ترمز اليه قنوبين وايليج والبلمند وبكركي وحريصا. لم يكن وجود بطريركية ارمنية كاثوليكية في بزمار منذ العام 1749 ولا كاثوليكوس بيت كيليكيا في انطلياس لسبب تبشيري او روحي بل لأن اجدادنا وجدوا في لبنان ملاذا آمنا لعيش المعتقد والدين والتعبير عن الرأي. لبنان استقبلهم بلا شرط وهم اعطوه بلا حدود، هو منحهم كل الحقوق وهم اضحوا شركاء كاملين بالمواطنية ويدينون للدولة بالولاء الكامل".

وتوقف عند الدور الذي يلعبه حزب "الهنشاك" قائلا: "يتميز بصوابية الخيار السياسي والصدق في الموقف وعدم الانغماس في منطق المال والزبائنية. في الخيار السياسي، هو حزب سيادي شارك في 14 آذار وكان طليعيا في ثورة الارز والمطالبة بالانسحاب السوري من لبنان. خياره خيار الدولة وهذا خيارنا كأرمن لبنانيين منذ مشاركتنا في الحياة السياسية اللبنانية ودخولنا الندوة البرلمانية. لذا الارمن اللبنانيون كجزء من البنية المجتمعية اللبنانية متمسكون بالرهان على خيار الدولة لا على حزب مسلح من هنا وحلف اقليات من هناك. وجودنا كمكون لبناني تضمنه الدولة وأتمنى على الاحزاب الارمنية كافة العمل في هذا الاطار. ان حزب الهنشاك هو من القلائل في الاحزاب اللبنانية التي لا تدخل بلعبة المال بل يمارس دوره وفق قناعات ومبادئ. واستغنم المناسبة لأؤكد ان الارمن كما الاحزاب والجمعيات الارمنية ليسوا للبيع. قد يستطيع بعضهم ان يستغل فقر الناس وبؤسهم ولكنه لا يستطيع ان يسلب كرامتهم. كما يتمتع بالصدق في السياسة، فنحن نؤمن ان السياسية رسالة وفعل خدمة لمصلحة المجتمع والوطن. لذا تحالف الهنشاك والقوات قائم على مبادئ ومواقف وقراءة مشتركة لا على منطق البيع والشراية".

وختم قيومجيان: "حزب القوات اللبنانية سيبقى داعما للقضية الأرمنية وسيظل إلى جانب حزب الهنشاك لتحقيق الأهداف المرجوة أيضا في لبنان".