مايا الخوري

نوال برّي: لا يهمّني رأي من يبغضني

26 نيسان 2022

02 : 05

مع ريموند عازار وجهاد الأطرش وجينيفر فرحات
بعدما لمع اسمها إعلامياً كمراسلة ومقدّمة أخبار، قررت نوال بري سلوك مسار حياتي جديد تحقق من خلاله أحلامها المؤجلة. فانتقلت من ساحة التغطيات الإخبارية إلى ساحة الدراما الرمضانية في بطولة مسلسل "والتقينا" (اخراج مكرم الريّس، كتابة غادة كلاس مهنا) الذي يُعرض عبر محطة "MTV". عن تجربتها الدرامية وخياراتها الجديدة تحدثت إلى "نداء الوطن".



إنطلقت في التمثيل من تجربتين مهمّتين، "عروس بيروت" و"إلتقينا"، كيف تقيمينهما؟

أردت في البداية إكتشاف ماهية التمثيل وما إذا كنت سأحبّ هذه المهنة أم لا، وما إذا كنت سأنجح فيها، لذلك تقصّدت أن تقتصر التجربة الأولى على ضيفة في "عروس بيروت" أهمّ مسلسل عربي يُعرض عبر شاشة "MBC"، فلا تكون الخطوة ناقصة مهما كانت نتيجة تلك التجربة. إلا أنها جاءت إيجابية جداً، مؤكدة حبّي للتمثيل ونجاحي فيه، ومؤسسةً لدخولي في هذا المجال.

أمّا بالنسبة إلى بطولة "وإلتقينا"، فهي تجربة مختلفة جداً، لأن المسلسل رمضاني محلي، أطلّ من خلاله بطريقة مغايرة وتحديات جديّة. أحببت شخصية "حلا" لأنها تشبهني كثيراً، ما أفسح في المجال أمام أدائي بشكل طبيعي على حد وصف الجمهور، كما أحببت الشخصيات الأخرى والممثلين وفريق العمل.



كيف تصفين قرار تغيير مسارك المهني بعد 12 عاماً من الإجتهاد والنجاح في الإعلام، إلى عالم لا يقلّ تعباً وسهراً؟

عندما تركت الإعلام، قررت التخلي عما يحتويه من أضواء وكاميرات للإتجاه نحو عالم جديد، إنما أعادتني الحياة إلى موقع مشابه، وأنا بطبعي أنصاع لما أحبّ. يدل خياري الجديد على أنني ممن يسعى إلى التحديات والتعب، وإلى ما يحتاج إلى تطوّر وعمل دؤوب من أجل الأفضل. صحيح أنني سعيت إلى الإرتياح من مهنة الإعلام الشاقة جداً في لبنان، لكن التمثيل متعب جسدياً فقط، لا نفسياً أسوة بالإعلام.



ما الذي إكتسبته من تعاونك مع الممثلين الكبار؟

وجودهم دعم كبير لي، وقد حثّني الأستاذ رفيق علي أحمد على الإستمرار في التمثيل معتبراً وجهي مناسباً لشاشة الدراما. أشعرتني كلماته المشجعّة بأنني أسير في الطريق الصحيح. عندما أقف إلى جانب كارمن لبّس وتقلا شمعون وجهاد الأطرش وريموند عازار، أندفع أكثر، ويتحسّن أدائي تلقائياً، لأن عطاءهم الكبير ينعكس على من حولهم.



تؤدين البطولة الأولى مع الممثل ميشال حوراني، كيف تصفين هذه الثنائية؟

إن الإنسجام بين البطلين مهمّ جداً في أي عمل، وميشال خلوق ومهنيّ جداً لذلك إرتحنا كثيراً في تعاوننا معاً.



رحّب بعضهم فيما إنتقد بعض آخر أداءك واختيارك من خارج إطار الممثلين المتخصصين، فما تأثير الترحيب والإنتقاد على مسارك وقراراتك المقبلة؟

لا أتأثّر أبداً. عندما إتخذت قراري، أدركت سلفاً أن ثمة من سيعارض ومن سيرحّب. أدعو أن يحكموا على أدائي لا على خلفية عملي في الإعلام. لم أدخل التمثيل لأنني إعلامية بل لأنني أحبّ هذا المجال منذ نعومة أظفاري، ولولا معارضة والدي لتخصصت في معهد الفنون منذ الأساس. إسترحت طيلة عامٍ بعيداً من الإعلام، فاسحة في المجال أمامي للتفكير والتخطيط لمسار جديد وتنفيذ كل ما تأجّل بسبب الظروف السابقة، فحظيت عندها بفرصة تجربة التمثيل، والتدرّب على يد بوب مكرزل. من حقّهم التفكير بأنني إعلامية إضافية دخلت التمثيل، وبالتالي تستحقّ الإنتقاد. إنما من جهتي، أفكّر بأن الحياة أدخلتني إلى الإعلام تمهيداً للعودة إلى المجال الذي أحبّ. من حقهم رؤية الأمور من منظارهم الخاص، كما من حقّي رؤيتها من منظاري الخاص أيضاً. أدعو المنتقدين الى تقييم أدائي لا النظر إلى خلفيّتي الشخصية. ما يضحكني فعلاً، هو إنتقاد من لم يحبّني يوماً في السياسة، لأنه يبدي الرأي إنطلاقاً من نقمته تجاه "نوال" لا تجاه "حلا". على كلٍ، أتفهّم من لم يحبّ "حلا" لكن لا يهمني رأي من يبغض "نوال".



نوال بري وميشال حوراني



نقلت طيلة 12 عاماً واقعا سوداوياً عبر الشاشة، حينها كان المراسلون اشبه بمن يقرأ ورقة نعي اللبنانيين في الوطن، ما الذي احتفظت به من تلك الفترة وما الذي تخليت عنه؟

إحتفظت بمحبة الناس وشوقهم لرؤيتي على الشاشة، إحتفظت بمحبّة من تعرّفت إليهم في مجال الإعلام كالأساتذة وليد عبود ومريم البسام ومحبة زملائي الذين أصبحوا عائلتي على مرّ السنوات. لكنني تخليت عن كل هموم البلد وساسته وسياساته، حتى أنني توّقفت عن متابعة الأخبار وقراءتها مبتعدة كلياً عن هذا المجال.



يتماهى المسلسل مع ما نعيشه من فساد في الدولة ونظام مافياوي، أي رسالة يحمل على عتبة الانتخابات النيابية المقبلة؟

قبلت فوراً بهذا المسلسل لأنه يشبه الرسالة التي حملتها سابقاً في الإعلام، وأجسّدها حالياً في الدراما. هو نصّ مشجّع على التغيير، كما هو جرعة أمل، لمن لديه النية أساساً لإحداث فرق في الوطن. أمّا من فقد الأمل، فلا يمكن لمسلسل او حرب او دم ان يدفعه الى تغيير رأيه.



هل تتوقعين تغييراً حقيقياً في 15 أيّار؟

من صمم هذا القانون الإنتخابي، أراد من خلاله المحافظة على موقعه، وأن يقتصر التغيير على بعض المقاعد إرضاء للمجتمع الدولي، خصوصاً أن القانون حيك في النهاية على مقاسهم الخاص، لذلك لا أظنّ أن التغيير سيكون كبيراً في مجلس النواب. برأيي، ستحكي أرقام الناخبين لتظهر تحليلاتها للداخل والخارج أن اللبنانيين قرفوا من الوضع، ويريدون التغيير لكنهم لا يستطيعون طالما هناك طبقة قابضة على البلد.



هل تخططين للعودة إلى الإعلام من باب البرامج مثلاً؟

لا يمكن الجزم لأن لا مخطط واضحاً للمستقبل، إنما أحد لا يعلم ماذا تحمل الحياة له. إذا اتجه بعض الممثلين إلى الإعلام، فكيف بالأحرى من كان إعلامياً في الأساس. طالما أسعى إلى التطوّر الذاتي والتقدّم في الحياة وأتمتع بالحضور والذكاء فكل شيء قابل للتفكير.



هل يؤدي الإعلام برأيك دور السلطة الرابعة حالياً؟

طبعاً، طالما هناك من يسلّط الضوء على الفاسدين، فسيبقون خائفين في مكان ما. الإعلام مؤثر وهو سيف مصلت في وجوههم. بغضّ النظر عن وجود إعلام مأجور، طالما هناك إعلام حرّ في الواجهة سيشعرون بخوف ولو كان محدوداً.



هل من مخططات لعمل درامي مقبل؟

أنا متأنية بخياراتي، لذا أنتظر إنتهاء المسلسل وعرض الحلقة الأخيرة والإستراحة من التصوير قبل التفكير بالخطوة التالية.



هل تحتاجين إلى وقت للخروج من الشخصية التي تؤدين؟

لقد عوّدني الإعلام الفصل ما بين الأحداث وحياتي الخاصة لئلا أنهار نفسياً.

وهكذا، إستعنت بتلك الخبرة في التمثيل، حيث أرتاح لدقائق بعد تصوير مشاهد البكاء المؤثرة جداً، حتى يخفّ توتّري وتستكين دقّات قلبي المتسارعة قبل العودة إلى التصوير مجدداً.


MISS 3