في سابقة لم يشهدها قطاع النقل عبر التواجد عن بُعد يوماً، نقلت وكالة "ناسا" جرّاح طيران إلى "محطة الفضاء الدولية" عبر تقنية "هولوبورت" (خليط من الهولوغرام والنقل عن بُعد)، فظهر بشكلٍ افتراضي في الوقت الحقيقي وراح يتكلم بطريقة عادية على بُعد مئات الأميال فوق سطح الأرض.
على عكس الإسقاطات الهولوغرامية التقليدية التي تحوم في الهواء، تتطلب تقنية "هولوبورت" استعمال سماعة الواقع المُعزز كي يتمكن المستخدم من رؤية الفرد الآخر عن بُعد والتفاعل معه، علماً أن هذا الأخير يتم تصويره عبر تقنية متعددة الكاميرات في موقعها الحقيقي.
ظهرت تقنية "هولوبورت" من إنتاج "مايكروسوفت" منذ سنوات، لكن لم يستعملها أحد يوماً لتنفيذ تجارب طموحة مثل ربط الباحثين في المجال الطبي على كوكب الأرض برواد فضاء يدورون حول الكوكب على علو مئات الأميال في السماء.
لتطوير هذه التقنية، تقضي الخطوة المقبلة بإطلاق تفاعلات كاملة في الاتجاهَين عبر تقنية "هولوبورت". حين يحصل جميع المشاركين في التجربة على المعدات نفسها، قد يصبح التفاعل مع واقع الطرف الآخر أكثر نفعاً لرواد الفضاء بعيداً عن الأرض.
يقول كريستيان مايندر، مدير بحثي في شركة البنية التحتية الفضائية Axiom Space: "تفتح هذه التجارب المجال أمام تنظيم رحلات فضائية أطول وبلوغ أعمق مساحات الفضاء. إنها طريقة مناسبة لإنشاء رابط بشري بين الطاقم الفضائي، بغض النظر عن وجهته، وشخص آخر على كوكب الأرض".
