هالا نهرا

قصيدة

في مواقد الكلمات نارُنا تضيء العالم

27 نيسان 2022

02 : 00

يدخلُ الزنجبيلُ في الليلَك

يكفهرُّ حفيفُ الوترِ

ترفعنا غيمةُ شوقٍ وحشية

إلى تلفّت الأماسي فوق شلّال الهدب.

للضحكات خياطةٌ خفيفة متباعدة

على ماكينة الضوء المتجمهر في قمر الأيادي

والأرغفة غمزاتٌ تفور على المعاني..

‏كلّ التباسٍ ينقذ الشرودَ من اشتعال البرقِ في عيوننا

‏كلّ تنهيدةٍ أغنيةٌ مؤجّلة ‏تَعِدُ مقاماً بولع الصمت المجيد

‏بعد كلّ موشحٍ أندلسيّ ‏مطرّزٍ بحُجُبِ تمائمَ تُستحلَى.

‏أنينُ العالم بيتُهُ شامةُ كتفك

‏والتانغو في مشهدٍ مقابل انسكاب غواية اللهب في خطوتين ونيّف

‏"أنجيلينا جولي جميلة في هذا التانغو"، تقولُ لي..

أجيبك: "اسمها أنجيلينا très jolie"

بلى؛ هذا اسمها الجديد على صهوة الصدى

كرمى لرقص النسيم مع ستائر الدجى في مسام مواويل الشرق

‏وإكراماً لكل المشرّدين والأطفال الذين أحبّتْهُم ‏في مخيّمات اللاجئين وأزقّة التنك في وضح النهار.

أنا وأنتَ لنا موعدٌ مع انفطار الأرض بنبات وأمّهات القصائد

لنا موعدٌ مع انشطار قرص الحلوى

في طبق القهقهات التي لا يسمعها سوى زبد المرايا

في بُحّة العطر الفرنسيّ لا يُرى إلا النغم يلد نغماً يتأرجحُ على حبل المسافة

‏هنا أو هناك، لا فرق

في ‏الشطرنج إذا مات الملك ماتت اللعبة

وفي ملاعب لغتي أخلّدكَ ملك عيون المهمَلين والمهمَّشين.

من قال إنّ الحياةَ مسرحٌ كبير

أراها تطبع على جبينك تلالؤات الندى الحائر في الدهشة الأولى حتى مطلع الشغف..

أنا وأنت لنا ما لنا

فلنقاسم هذا العالم المبرمَج كالروبوت بعضاً من جموح الأحاجي والألغاز المتغندرة على أرصفة السحاب

فلننفخ نارنا في مواقد الكلمات لندفئ الكوكب البارد كحائطٍ من فولاذٍ أصمّ

لنحرّر الظلّ من فحيح العالم

أنا وأنت وانعطافُ الأنهار إلى نهمِ الغامض كلّما شفَّ كالبلّور الأزرق الضارب إلى حمرةٍ وخضرة.

أوّاهُ يا أيتها السماوات الفضّية... أنتِ خاتمي وسواري وخلخالي

والنجومُ زنّرت خاصرةَ الشهيقِ في سهادي

خطوةٌ إضافية لِلْمَا بعد في التانغو تُثلِّثهُ

هكذا نسبح خفافاً في الفالس

والموج معاطف المجهولِ المتلهّفِ لعَوْدٍ على بَدء.


MISS 3