مايز عبيد

باسيل في عكّار رغم الإعتراضات: تطيير للإنتخابات أم إيجاد عذرٍ مسبق لتراجع الشعبية التمثيلية؟

1 أيار 2022

16 : 09

في الشكل كما في التوقيت يمكن تفهّم زيارة جبران باسيل إلى عكار وإلى بلدة رحبة تحديدًا، لكونها معقل أورثوذكسي أساسي، وعلى مسافة أيام قليلة من موعد الإنتخابات النيابية. لكنّ الزيارة الباسيلية التي كان من المفترض أن تشدّ أزر لائحة التيار الوطني الحر وتقوّي من عزيمة المناصرين، جعلتها الأحداث المرافقة لها أشبه بـ "تهريبة" قام بها باسيل بعد موجةاعتراضات واسعة على الزيارة من ناشطين عكاريين، ترافقت مع قطع للطرقات ومواكبة غير مسبوقة للزيارة من قِبل الجيش اللبناني تأمينًا لسلامة رئيس التيار الوطني الحر الساعي إلى كرسي بعبدا.


الزيارة التي كانت في الأصل لإقامة مهرجان دعم للائحة "عكار أولًا"، جاء مهرجانها هزيل الحضور والمشاركة، مع تسجيل غياب للمرشحين (السنّة) على اللائحة من الحضور. حاول الناشطون الذين اعترضوا على الزيارة إيصال رسالة إلى صهر العهد والرجل الأول في الجمهورية في عهد ميشال عون: "أنك غير مرغوب فيك في عكار طالما أنك تعمل على حرمان هذه المنطقة من مشاريعها، بعدما حرمت الشعب اللبناني من التيار الكهربائي". بالمقابل عزت قواعد التيار العوني هزالة الحضور إلى قيام البعض من أعداء نهج الإصلاح والتغيير، بمحاولات يائسة من أجل إفشال الزيارة بشتى الوسائل.


 

لكن جبران وصل إلى عكار ولو بتغطية الجيش. ألقى كلمته المكتوبة في المهرجان فتحدّث عن تقصير الدولة تجاه عكّار. لكن اللافت في كلامه تركيزه على القول "كيف يمكن للحكومة أن تنجز إنتخابات نيابية في وقت لا يستطيع فيه طرف سياسي زيارة منطقة كعكار؟.. أين تكافؤ الفرص مع باقي الأطراف في وقت نرى أنه بمقدورنا أن نفوز بـ 3 مقاعد في هذه الدائرة؟ ما الفكرة مما يحصل؟ منع الإنتخابات أم منع الناس من الوصول إلى الإنتخابات؟ لهذا كنا نطالب ب الميغاسنتر؟". وفي تحليل بسيط لهذه العبارة فإن جبران باسيل من الآن سيعزو سبب حصول التيار الوطني الحر على أقل من 3 مقاعد في عكّار لباقي الأطراف ولكل من اعترض على زيارته إلى المنطقة. لكنّ البعض قد رأى بأن ما حصل من اعتراض على الزيارة قد يشكّل في مكان ما شدّ عصب لمصلحة باسيل في الشارع المسيحي، كون التيار الوطني الحر يعاني من تراجع في شعبيته في قواعده المسيحية.


تشبه زيارة باسيل إلى عكار أمس زيارته إلى طرابلس في الـ 2019 والإعتراض الشعبي الواسع الذي رافقها. فهل باسيل مأزوم إلى هذا الحد في البترون (الدائرة الثالثة) وفي باقي الدوائر، ويحاول تطيير الإنتخابات بزيارات إلى مناطق ترفضه وهو بات بالفعل فتنة متنقلة كما وصفه نائب المستقبل محمد سليمان؟ أم أنّ إصراره على الزيارة كان استباقًا لنتائج الإنتخابات والقول من الآن أنه ممنوع عليه الحصول على نواب في مناطق كالشمال ولذلك تراجعت كتلته النيابية؟.

 


MISS 3