"إعلان بيروت العمراني": مبنى الاهراءات لا يشكل أي خطر على السلامة العامة

20 : 13


​يؤكد إعلان بيروت العمراني على رمزية مبنى أهراءات الحبوب في مرفأ بيروت، لما يمثّله من ذاكرة جماعية تعبر عن حدث مأساوي في تاريخ المدينة، نُكبت العاصمة بسببه في الرابع من آب ٢٠٢٠ بأكثر من مئتين وعشرين ضحية وأكثر من سبعة آلاف جريح. كما يؤكد أن تحديد مصير هذا الأثر، المتمثّل بشواهد الصوامع ومحيطها، هو حق لبناني عام ومصلحة عامة يتم بشراكة المجتمع.



إضافة إلى دلالة الأهراءات على قساوة وعنف الانفجار، هي تشكّل معلما معماريا بارزا في واجهة بيروت البحرية، تحوّل ليصبح رمزا عميقا بدلالاته الوظيفية العمرانية والمأساوية للعاصمة. حيث استولد انفجار مرفأ بيروت دلالات راهنيه لمبنى الأهراءات، جعلت منه شاهداً تحدى الانفجار بالرغم من تدمير أكثر من نصفه، يحكي دمار المدينة وزعزعة تماسكها الاجتماعي.



لطالما عانت مدينة بيروت وما زالت من التدمير وإعادة الإعمار في زمنها المعاصر، ولم يتمكن اللبنانيون حتى يومنا هذا من الحفاظ على معلمٍ أو شاهدٍ يوثّقون عبره ذاكرتهم الجماعية، ويحذرون أجيال المستقبل من ارتكاب نفس الأخطاء. لذلك نجد أنه من الضروري المحافظة على مبنى الأهراءات كمَعلم يعبّر عن حق الضحايا بالتعويض المعنوي وللتذكير بالخطأ وعدم تكراره.



ومن الأساسي اعتبار المَعلم حيّزاً من حقوق المدينة، بصفته استكمالا لمساحاتها العامة، وأحد معالم تاريخها الذي يتم تكريسه للمستقبل ولتكريم الضحايا. وليصبح هذا المبنى جزءا من طبقات المدينة المكوِّنة لعمرانها.



إن المعالم والشواهد تشكّل إدانة حقيقية لكل أعمال السوء التي يتم ارتكابها بحق المجتمع اللبناني وشعبه. وإن مبنى الأهراءات بواقعه الذي انتجه الانفجار، يمثل ذاكرة في طبقة من طبقات العمران المديني، يكرّس ثقافة رفض وتكرار التجارب المأساوية. وبالمحافظة عليه نحرر تاريخنا من سماته المعقدة ونتجه نحو العدالة والاستقرار الاجتماعي.



من هذا المنطلق، إن معالجة منطقة الانفجار ينبغي أن تكون جزءا لا يتجزأ من المكوّنات العامة للمدينة، وذلك من خلال دمجها مع وسط المدينة وتطوير الواجهة البحرية لبيروت. وذلك لأن مرفأ بيروت هو أحد مداخل لبنان، ويذكّر القادمين بأن الوجود والبقاء في لبنان يُدفع ثمنه غالياً.



أما من الناحية التقنية والإنشائية، فقد صدر ثلاثة تقارير من جهات علمية موثوقة، تؤكد بأن مبنى الأهراءات لا يشكل أي خطر على السلامة العامة، الجزء الشمالي منه يشهد حركة متفاوتة ويتطلب تدعيم، بينما الجزء الجنوبي ثابت منذ تاريخ الانفجار.



إن إعلان بيروت العمراني يهمّه أن يؤكد بأن التعاطي مع مدينة بيروت يجب أن يكون وفق نظرة شاملة، تربط كل مكوناتها وتراعي نسيجها الاجتماعي والعمراني، ولا بد من التركيز على مشاريع خدمة الخصوصية المكانية لمناطقها، وتحقق حاجتها الاجتماعية والاقتصادية، وتؤمن سمات تعدّدياتها الوظائفيّة ضمن النّظرة الشّاملة، لإعادة ترميم وتحديث المنطقة المنكوبة.



إعلان بيروت العمراني: 

مؤسسة الجادرجي من أجل العمارة والمجتمع، كليات وأقسام العمارة في: الجامعة اللبنانية، الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة "ALBA"-جامعة البلمند، جامعة بيروت العربية "BAU"، الجامعة اللبنانية الأمريكية "LAU"، جامعة سيدة اللويزة "NDU"، الجامعة الأمريكية في بيروت "AUB"، جامعة الروح القدس-الكسليك "USEK


MISS 3