عماد موسى

اسكتوا!

9 أيار 2022

02 : 05

يوم أمس كان وجه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب يفيض سعادة وقد نجح في آخر امتحانات حكومة الرئيس ميقاتي بدرجة حسن ومن دون "إكمال". كما نجح في إدارة انتخابات المهجّرين بالتنسيق مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي نجم الشاشات الأوّل. تعظيم سلام لهما، كما يقول الإخوة في مصر.

بدت الخارجية كخلية نحل. شاشات تملأ الجدران. شبان أمام حواسيبهم. موظفون في حال غليان.على الربع وعلى النص وعلى الإّ ربعاً وعلى "راس الساعة"، يطل بو حبيب على الجمهور الحبيب. يحسب النسب. يقدم تقريره. ينسحب ثم يعود. وعندما عرفت أطقم السفارة باحتمال قدوم السيد رئيس الجمهورية لمنح العاملين بركته الرسولية حصلت حالات إغماء بين الموظفين والإعلاميين وجيران قصر بسترس تمت معالجتها ميدانياً وتم نقل بعض الحالات الحرجة إلى مستشفى الروم. رؤية "بي الكل" بتوقف القلب. في زيارته السريعة جال السيد الرئيس على غرف عمليات الخارجية وغرف الإنعاش. استمع إلى شروحات. طالب بالميغاسنتر. أثنى على جهود المتطوعين والعاملين. إعتلى صهوة المنبر. سرت همهمات بين الطواقم الإعلامية. حدجهم الرئيس بنظرة غضب وقال: "إذا بدكن ياني إحكي اسكتوا". هذا هو الجنرال. وهذا هو طبعه. اسكتوا!

تابعنا كمقيمين زملاءنا المنتشرين بين مجاهل أفريقيا واستراليا وأوروبا ودبي. أحد الزملاء لفت نظره أن معظم الناخبين في دبي دون الأربعين. أدهشه الأمر. أكان يتوقع مشاهدة الناخبين الكهول والعجزة في إمارة المال والأعمال والفرص؟ أو دينوصورات لبنانية في غابات الإمارات الأمازونية؟ وسها عن بال الزميل أن الحرارة في دبي "بتشوي راس العصفور" كيف برأس رجل سبعيني يابس!

وهبّت علينا كمقيمين مقهورين رياح الأمل والوعظ الوطني، ناخب تغييري أشار في مداخلة قيّمة إلى أن صوته التفضيلي سيصب في مصلحة مرشح سيعيد للبنانيين أموالهم. وتمنى على كل الناخبين التصويت له. وصوتي أيضاً له بشرط أن ينقدني نصف أموالي المسروقة قبل 15 أيار على أن يسدد الباقي في خلال ولايته النيابية. وناخب عوني فار من البلد منذ شهرين طلب تيكيت من التيار كي يعود إلى لبنان وينتخب جبران.

أمضيت الأحد متنقلاً من محطة الى محطة وأجمل المحطات الإنتخابية كانت في المانيا. يا ألله كم فرحت لسماعي أهزوجة من أمام مقر السفارة اللبنانية في برلين يردد مرنّموها:

يا نبيه ارتاح ارتاح

برلين صارت شياح

معطوفة على بالروح بالدم نفديك يا نبيه. وكواحد من ملايين المعجبين بالـ "إستيذ" أضيف من عندياتي.

الله ينصر /الله يعين

برلين بتهتف تبنين