طوني كرم

596 قلم اقتراع في 58 دولة والصناديق تحت المراقبة حتى الفرز

عون: "الميغاسنتر" يُسهّل الإنتخابات... و"الشاشات" ترصد المخالفات

9 أيار 2022

02 : 00

عون في الخارجية متابعاً إنتخابات المغتربين

شكلت الجولتان الأولى والثانية من إنتخابات المغتربين إمتحاناً لجهوزية السلطات الرسميّة لمواكبة الإنتخابات النيابية رغم الشكوك الجمّة التي تحيط بمسار ونزاهة هذا الإستحقاق الدستوري.

وعلى الرغم من الإمكانات اللوجستيّة الضئيلة لمواكبة وتسهيل مشاركة المغتربين الذين تسجل منهم 225,624 لبنانياً للإقتراع في الخارج، دون إحتساب 341 منهم حالت الظروف الأمنية في أوكرانيا دون تخصيص مركز إقتراع لهم، عمدت وزارة الخارجية والمغتربين إلى إنشاء غرفة عمليات مزودة بشاشات كبيرة لنقل مجريات العملية الإنتخابية من داخل مراكز الإقتراع في 58 دولة حول العالم.

وتفقد رئيس الجمهورية ميشال عون غرفة العمليات المستحدثة لمراقبة عملية اقتراع المغتربين، أمس، وأثنى على الجهود التي تقوم بها الوزارة وقال: «ما تقومون به ليس عملاً سهلاً، وان شاء الله تتحسن الامور في الانتخابات المقبلة بحيث تكون اسهل من اليوم لان هناك امكانية ان يكون هناك «كود» للتصويت وتأتي النتيجة من دون صناديق وأوفر على الدولة»، وتمنى خلال كلمته «ان تنتهي الانتخابات من دون مشاكل او اعتراضات».

الإنتخابات التي جرت بجولتها الأولى نهار الجمعة في 6 أيار، بلغت نسبة الإقتراع فيها ما يقارب 59.5 في المئة. وصوّت 18,225 ناخباً من أصل 30,929 مسجلاً موزعين على 13 مركزاً تضم 77 قلم إقتراع في 10 دول تعتمد يوم الجمعة عطلة نهاية الأسبوع.

في حين تستمر الجولة الثانية من الإنتخابات التي تجرى في 193 مركزاً تضم 519 قلم اقترع في 48 دولة. وانطلقت منتصف ليل السبت الاحد بتوقيت بيروت في أستراليا على أن تستمر حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم الإثنين حتى أقفال آخر صندوق اقتراع للمغتربين في الولايات المتحدة الأميركية.

ومواكبةً لذلك، عمدت وزارة الخارجية إلى تخصيص 3 قاعات مزودة بشاشات كبيرة لنقل مجريات العملية الإنتخابية من داخل أقلام الإقتراع في الخارج. وخصصت القاعة الأولى لهيئة الإشراف على الإنتخابات وبعثة من الإتحاد الأوروبي والجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الإنتخابات LADE، في حين خصصت القاعة الثانية لمتطوعين من طلاب الجامعة اللبنانية وزّعوا إلى مجموعات صغيرة لمراقبة أدق لأقلام الإقتراع وإبلاغ المعنين في الوزارة عند رصد أي مخالفة، لتبقى الغرفة الثالثة للزملاء في وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

المراقبة التي اقتصرت على متابعة ما يجري داخل أقلام الإقتراع عبر «الفيديو»، لم تسلم من تسجيل مخالفات وانتقادات، ليشكل إنقطاع البث المباشر يوم الجمعة لما يقارب 15 دقيقة عن الشاشات مادة سجاليّة بين وزارتي الخارجية والإتصالات التي أوضحت في بيان أن «المشكلة التقنية التي طرأت مصدرها وزارة الخارجية والمغتربين نفسها»، خلافاً لما تردد عن مسؤولين في وزارة الخارجية والمغتربين بأنّ الإتصال انقطع لفترة من الوقت مع عدد من أقلام الإقتراع في الخارج بسبب ضعف الشبكة الوطنية.

وعلى الرغم من التصويب على آلية توزيع المغتربين على أقلام الإقتراع، أكان لجهة تشتيت العائلات في أستراليا، أو حصر الإنتخاب في مقر القنصلية في دبي للعدد الكبير من المسجلين الذي قارب الـ 19 ألفاً، توقف أمين سرّ الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الإنتخابات حسين مهدي عند تجاوب الوزير بوحبيب إلى حدّ كبير مع المراجعات المقدمة من قبل المراقبين حول المخالفات التي تحصل، أكان من قبل المراقبين المتواجدين في غالبية المراكز في الخارج أو من خلال ما يتم رصده عبر غرفة العمليات في الوزارة. ومنها عدم وضع العازل بطريقة سليمة، أو محاولة تأثير المندوبين على الناخب داخل أقلام الإقتراع وصولاً إلى تصوير ورقة الإقتراع ما يعدّ خرقاً لسريته...

ولا تقتصر التحديات التي تواجهها العملية الإنتخابية عند مراكز الإقتراع، لا بل يبرز الهاجس الأكبر لدى المراقبين والمرشحين حول سلامة وصول «صناديق الإقتراع» إلى لبنان ومنها إلى لجان القيد العليا بعد فقدان العديد منها في الإنتخابات السابقة.

ولتفادي هذا الأمر، وخلافاً للإنتخابات السابقة، مع اقفال الصناديق، سوف يتم تنظيم محضر بعدد الظروف داخل الصناديق دون الإطلاع على مضمونها، ومطابقتها مع أعداد المقترعين. وذلك بوجود رئيس القلم والكاتب والمندوبين قبل ختمها بالشمع الأحمر ونقلها عبر شركة عالمية (DHL) باستثناء سوريا، إيران، روسيا، فنزويلا، البرازيل، الإكوادور وكولومبيا، حيث ستنقل عبر الحقائب الدبلوماسيّة مباشرة إلى لبنان، على أن تسلّم فوراً إلى ممثلين عن وزارتي الخارجية والداخلية عبر محضر استلام قبل نقلها إلى مصرف لبنان.

وإن كان عدم الفرز في الخارج يعود لإجراء العملية الإنتخابية في يوم واحد، وذلك لتجنّب التأثير على النتائج اللاحقة، فإن الإشكالية تكمن في المخاطر حول سلامة الصناديق وعدم التلاعب في مضمونها. ولهذا الغرض، ومنعاً للتلاعب بها، أو فقدانها، تم تزويدها بنظام تعقب GPS، في محاولة لمنع تكرار سيناريو «الصناديق الضائعة» في 2018. في حين سجّل وصول محضر صندوق عائد للجولة الأولى من الانتخابات في قطر بطريقة غير سليمة ليبقى القرار النهائي بهذا الأمر لرئيس لجنة القيد العليا حول كيفيّة التعامل مع هذا الأمر لاحقاً.

وعشيّة إنتهاء الإنتخابات في 15 أيار، يتم نقل صناديق المغتربين من مصرف لبنان إلى جانب الصناديق العائدة لإنتخابات الموظفين التي ستجرى في 12 أيار، إلى لجنة القيد العليا في بيروت، لتعمد إلى فرزها وتوزيع النتائج على لجان القيد الفرعية في الدوائر وضمها إلى جدول إحتساب النتائج الرسمية.


MISS 3