قوّات أميركيّة لتأمين حقول النفط السوريّة

01 : 18

في موقف لافت، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أمس أن الولايات المتّحدة ستستخدم "قوّات ميكانيكيّة"، من عربات مدرّعة قد تتضمّن دبّابات، للمساعدة في حماية حقول النفط السوريّة ومنع مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي من السيطرة عليها، بينما أرسلت موسكو ودمشق تعزيزات عسكريّة إضافيّة إلى مناطق في شمال شرقي سوريا الحدوديّة مع تركيا، حيث وصلت قافلة عسكريّة تضمّ مئات العناصر من قوّات النظام إلى بلدة كوباني تحديداً، فيما أشار "المرصد السوري" إلى أن 180 آليّة عسكريّة سوريّة دخلت البلدة. كما أرسلت روسيا إلى مناطق حدوديّة بين سوريا وتركيا، تعزيزات بنحو 300 عسكري إضافي كانوا منتشرين سابقاً في الشيشان، في إطار اتفاقها مع تركيا.

وستعمل هذه العناصر، وفق بيان لوزارة الدفاع الروسيّة، على ضمان سلامة المدنيين وتقديم المساعدة للقوّات الكرديّة في عمليّات الانسحاب من ما تُسمّيه أنقرة "المنطقة الآمنة" الممتدّة بعمق 30 كيلومتراً وطول 440 كيلومتراً على الحدود التركيّة - السوريّة. وقرب مدينة القامشلي، شاهد مراسل لوكالة "فرانس برس" انطلاق دوريّة روسيّة مؤلّفة من مدرّعتَين من مطار المدينة، التي يُسيطر عليها النظام السوري وتوجّهت غرباً نحو بلدة الدرباسيّة الحدوديّة. كذلك، أشار "المرصد السوري" إلى أن دوريّة روسيّة جديدة جابت ريف الدرباسيّة عند الشريط الحدودي.

وبالرغم من الهدنة، أفاد "المرصد السوري" عن "اشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف بين الفصائل الموالية لتركيا من جهة و"قسد" من جهة أخرى، على محاور في ريف مدينة رأس العين وتل تمر، ومحاور في ريف تل أبيض". وقرب بلدة عين عيسى، أصيبت عائلة مكوّنة من 5 أشخاص، بينهم 3 أطفال، بجروح في قصف جوّي تركي شمال مدينة الرقة.

وفي الأثناء، دعت تركيا الولايات المتّحدة إلى تجنّب أيّ حوار مع قائد "قسد" مظلوم عبدي، معتبرة أنّ ذلك يؤدّي إلى "إضفاء شرعيّة على الإرهابيين". ولفت وزير الخارجيّة التركي مولود تشاوش أوغلو إلى مذكّرة توقيف صدرت بحق عبدي من قبل الإنتربول قبل سنوات، مضيفاً: "إذا بدأتم بإضفاء شرعيّة على إرهابيين، فسينتهي الأمر بكم بلقاء البغدادي"، في حين كانت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي قد حضّت هذا الأسبوع وزارة الخارجيّة الأميركيّة على منح تأشيرة لعبدي، لكي يتمكّن من زيارة الولايات المتّحدة بغية التباحث مع مسؤولين في شأن الوضع في سوريا، فيما طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأوّل، واشنطن، بأن تُسلّم السلطات التركيّة، عبدي، الذي تعتبره أنقرة إرهابيّاً.

توازياً، شدّد وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف على أن بلاده ترفض فكرة سيطرة الناتو على "المنطقة الآمنة" في شمال سوريا، معتبراً أن هذه الفكرة لا تتضمّن أموراً جيّدة، في وقت رأى مبعوث الأمم المتّحدة إلى سوريا غير بيدرسن أنّ الاتّفاق الروسي - التركي في شمال شرقي سوريا سيكون موَقّتاً، مبدياً تفاؤله حيال نتائج الاجتماع الأوّل للّجنة الدستوريّة السوريّة الأسبوع المقبل في جنيف.

وفي غضون ذلك، اتهمت منظّمتا "العفو الدوليّة" و"هيومن رايتس ووتش"، أنقرة، بأنّها رحّلت سوريين قسراً إلى بلدهم خلال الأشهر التي سبقت إطلاق عمليّتها العسكريّة في شمال شرقي سوريا.


MISS 3