رندة تقي الدين

القوّات الأميركيّة تضمن حقول النفط في سوريا وتمنع بروز "داعش"

29 تشرين الأول 2019

07 : 40

أفاد مصدر ديبلوماسي غربي لـ"نداء الوطن" بأنّه لم تكن إدلب، مكان الضربة التي قضت على زعيم ومؤسّس "داعش" أبو بكر البغدادي، مفاجئة، إذ كانت هناك تنقلات من منطقة وادي الفرات إلى إدلب منذ السنة الماضية وبداية هذه السنة، عندما اشتدّ الضغط على الجيوب الأخيرة من مناطق خلافة "داعش". فآنذاك عدد من قيادات التنظيم الجهادي غادر منطقة الفرات إلى إدلب.

على صعيد آخر، كشف المصدر أن القوّات الأميركيّة المتبقية في شمال شرقي سوريا لن يقتصر وجودها على مجمّع نفطي، بل ستكون متواجدة في منطقة واسعة من النفط والغاز في سوريا، تتضمّن حقول ومنشآت نفطيّة، ومهمّتها أن تتأكّد أن ما تبقى من "الدواعش" لن يعودوا ليُنظّموا أنفسهم من جديد. وتابع المصدر: "عندما تُنفّذ القوّات هذه المهمّة في مناطق النفط، تضمن عدم حصول قوّات "الحشد الشعبي" التي تعمل مع القوّات الإيرانيّة في دير الزور وأبو كمال، وهم بالآلاف، والنظام السوري والروس، على هذه الثروات لاستخدامها ضدّ الغرب". وأوضح المصدر أنّه حيث يتواجد آلاف من قوّات "الحشد الشعبي" أو من المتمرّدين الحوثيين في اليمن، وفي أيّ وقت، تتواجد قوّات "حزب الله" إلى جانبها، إمّا كمستشارين وإمّا كقادة، مؤكّداً أن لـ"حزب الله" مستشارين في اليمن إلى جانب الحوثيين.

وفي سياق منفصل، أشار المصدر إلى أن ما قامت به تركيا في شمال سوريا في الأسابيع الأخيرة، كان بسبب قلقها من حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وأيضاً بسبب اللاجئين السوريين المتواجدين في منطقة إسطنبول، وهم أكثر من مليون شخص، بحيث يضغط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاجبار اللاجئين على العودة إلى سوريا، فكان بذلك الهدف التركي مزدوجاً لغزو شمال شرقي سوريا. واعتبر المصدر أن الاتحاد الديموقراطي الكردي لم يكن يُشكّل تهديداً عسكريّاً لأنقرة قبل الغزو التركي، لأنّ الآليّة الأمنيّة المشتركة التركيّة - الأميركيّة إضافةً إلى "قسد"، التي تمّ الاتفاق عليها في آب، كانت مكثفة بشكل أن الاتحاد الديموقراطي الكردي لا يُمكن أن يُشكّل تهديداً لتركيا، مضيفاً: "من الواضح أن موضوع اللاجئن السوريين في تركيا كان أيضاً سبباً للغزو". أمّا بالنسبة لما يحدث اليوم، فقال المصدر إن هناك نيّة قويّة من الجانب الأميركي للحفاظ على التحالف التركي - الأميركي لعدم خسارة حليف ثمين. ولكن على صعيد آخر، الولايات المتّحدة لا تُريد السماح لتركيا أن تتّخذ إجراءات أحاديّة. والآن الغزو التركي أزال كلّ ما قامت به الآليّة التركيّة - الأميركيّة المشتركة في هذه المنطقة، حيث باتت تتواجد القوّات التركيّة مع القوّات الروسيّة. ورأى المصدر أن الغزو التركي أدخل عوامل زعزعة الاستقرار في هذه المنطقة، حيث هناك بعض الميليشيات تحت مظلّة الجيش وأيضاً قوّات النظام السوري والقوّات الروسيّة. كما لفت إلى أنّه من الخطأ الاعتقاد بأن قوّات الاتحاد الديموقراطي الكردي تحوّلت إلى العمل مع النظام السوري، فالأكراد في شمال شرقي سوريا كانوا من الأوائل في التظاهرات ضدّ النظام، وقوّات التحالف متأكّدة أن الأكراد في هذه المنطقة يرفضون عودة النظام السوري إلى منطقتهم ولم يتغيّر ذلك. فعندما وافق الأكراد على دخول قوّات روسيّة وسوريّة، كانوا تحت القصف التركي، وهم لا يُريدون التعامل مع النظام السوري.

كذلك، رأى المصدر أن "العمليّة العسكريّة في سوريا أعاقت استقرار المنطقة في شمال شرقي سوريا، التي كانت مستقرّة قبل ذلك. ومن المبكر أن نعرف كيف يُمكن أن يُعاد الاستقرار". أمّا عن عودة اللاجئين السوريين من منطقة إسطنبول، تساءل المصدر كيف يُمكن ذلك لأن عليهم أن يُجبروا هؤلاء على العودة، والعالم بأسره سيدين تركيا إذا أجبرت اللاجئين على العودة، مضيفاً: "لا يُمكن أن يعود مليون لاجئ سوري من تركيا بارادتهم إلى أماكن غير مرحّبة لقبولهم.

وعن مساعي روسيا للمصالحة بين أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد، أكّد المصدر أنّه "الهدف الطويل الأمد والمستمرّ لروسيا للمصالحة بين تركيا وسوريا وإعادة التطبيع بينهما. ولكن يبدو لأعضاء التحالف أن تركيا - أردوغان ليس لها مصلحة مشتركة مع النظام السوري، الذي لديه سياسة مستمرّة ضدّ مصلحة تركيا". وتابع أن الدول السبع الأعضاء في المجموعة الصغرى لسوريا تُشارك في سياسة عزل النظام السوري وحلفائه والضغط عليهم. وأضاف المصدر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجول العالم بحثاً عن دول تتصالح وتُطبّع علاقاتها مع الأسد، مشيراً إلى أن لا أحد في الغرب يحسد بوتين على مثل هذا المسعى لتسويق سلعة مثل الأسد في أسواق عدة، إذ لا أحد يُريد هذه السلعة، كما أن نظام الأسد لم يُشجّع بعض الدول التي حاولت التطبيع معه. وشدّد على أن الإدارة الأميركيّة ما زالت على موقفها من الأسد، ولم يسبق لأيّ إدارة أميركيّة من قبل أن قصفت مرتَيْن النظام السوري.وعن مسار جنيف حول الحلّ السوري، ذكر المصدر أنّه "إذا قرّر النظام السوري إرسال وفد للجلوس مع وفد من المعارضة، الذي كان النظام يرفض دائماً الجلوس معه، سيظهر للعالم أن وفد النظام يجلس مع معارضة مكوّنة من مهندسين وأطباء إلخ، يتكلّمون عن علاقة الشعب السوري بدولتهم وعن المسائل المرتبطة بدستور وطنهم وسينفي ما يزعمه النظام أن المعارضة السوريّة تتمثّل بارهابيين". وأشار المصدر إلى أن هدف الإدارة الأميركيّة هو الضغط لخروج إيران من سوريا، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركيّة تأمل بأن تُشارك روسيا في هذا الضغط لاخراج طهران من سوريا.


MISS 3