الفلسطينيون يتحدّون قمع إسرائيل: تشييع مهيب في وداع أبو عاقلة

02 : 00

خلال مسيرة تشييع شيرين في القدس أمس (أ ف ب)

على الرغم من التضييق الأمني الإسرائيلي الذي وصل إلى حدّ الإعتداء الوحشي على المشيّعين لدى إخراجهم نعش الصحافية شيرين أبو عاقلة من مستشفى القديس يوسف الفرنسي، شارك آلاف الفلسطينيين في القدس الشرقية في تشييع "صوت فلسطين" رافعين الأعلام الفلسطينية ومطلقين الشعارات الوطنيّة.

وعملاً بمقولة "رضي القتيل ولم يرضَ القاتل"، اعتدت الشرطة الإسرائيلية على حاملي نعش أبو عاقلة، وعمدت إلى تفريق الحشود التي لوّحت بالأعلام الفلسطينية خارج المستشفى بهمجية. وأظهرت مشاهد بثتها قنوات التلفزيون مباشرة على الهواء التابوت وهو يوشك على السقوط على الأرض بفعل ضربات عناصر الشرطة الإسرائيلية التي كانت تنهال بقوّة على أجساد المشيّعين.

وقال شرطي إسرائيلي عبر مكبّر صوت أمام الحشد: "إذا لم توقفوا هذه الهتافات الوطنيّة، فسنضطرّ إلى تفريقكم بالقوّة وسنمنع الجنازة"، بحسب ما جاء في مقطع فيديو نشرته الشرطة الإسرائيلية. لكنّ النعش نُقل أخيراً إلى البلدة القديمة حيث أُقيم قدّاس على راحة نفس المراسلة الصحافية الفلسطينية - الأميركية، التي توفيت عن 51 عاماً، في كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك التي ازدحمت بالمصلّين.

وبالمثل، امتلأت أزقة الحي المسيحي حول الكنيسة بمَن قدموا للمشاركة في المأتم المهيب للصحافية التي نشأت وترعرعت في القدس الشرقية، بينما أغلقت الشرطة الإسرائيلية بعض مداخل البلدة القديمة، فيما سارت الحشود خلف النعش إلى مقبرة "صهيون"، حيث ووريت الثرى بالقرب من البلدة القديمة.

وأعلن "الهلال الأحمر الفلسطيني" إصابة 33 شخصاً خلال الجنازة، نُقِلَ 6 منهم إلى المستشفى، في حين أشارت الشرطة الإسرائيلية إلى اعتقالها 6 أشخاص.

وفي ردود الفعل الدولية على القمع الإسرائيلي، أعرب البيت الأبيض عن "انزعاجه الكبير" من أعمال العنف التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية خلال الجنازة التي "كان ينبغي أن تكون جنازة هادئة"، فيما جاء في بيان بعثة الاتحاد الأوروبي إلى الأراضي الفلسطينية: "مستاؤون من العنف في حرم مستشفى القديس يوسف ومن مستوى العنف من دون طائل الذي مارسته الشرطة الإسرائيلية طوال مراسم الجنازة".

كما أعربت القنصلية الفرنسية في القدس عن "صدمتها الشديدة" من "عنف الشرطة" في مستشفى القديس يوسف، بينما أعربت قطر عن "إدانتها واستنكارها الشديدَيْن لمنع شرطة الاحتلال الإسرائيلي في القدس خروج جثمان الإعلامية شيرين أبو عاقلة من المستشفى الفرنسي وقمعها مسيرة التشييع".

توازياً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لم يتسنَ تحديد مصدر إطلاق النار الذي أدّى إلى مقتل شيرين، بحسب النتائج الأولية لتحقيقاته، مشيراً إلى أن إطلاق النار يُمكن أن يكون من مصدر فلسطيني أو إسرائيلي.

وخلال جنازة شيرين، اندلعت في مخيّم جنين للاجئين وبالقرب منه، اشتباكات عنيفة جديدة قُتِلَ خلالها شرطي إسرائيلي مُقيم في مستوطنة في المنطقة وأُصيب 13 فلسطينيّاً خلال عملية اقتحام جديدة للجيش الإسرائيلي، بحسب مصادر إسرائيلية وفلسطينية. وأعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" مسؤوليّتها عن مقتل الشرطي الإسرائيلي.

وفي الغضون، طالبت 15 دولة أوروبّية بينها فرنسا وألمانيا وايطاليا، في بيان مشترك، إسرائيل، بالتراجع عن مشروع لبناء أكثر من 4 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية.