أسامة القادري

"حزب الله" دق النفير لرفع نسبة الإقتراع الشيعي مقابل التراجع السني

في البقاع الغربي وزحلة... المخالفات مرتفعة و"مدعومة"

16 أيار 2022

02 : 00

أمام مركز اقتراع في تعلبايا

أخيراً بعد كثير من آمال التغيير والقليل من الانتساب للوطن ولقضاياه، توقفت صيغ التكهنات والاحصاءات والتقديرات، عند الساعة الثامنة من يوم أمس لفرز أصوات المقترعين في دائرتي البقاعين الغربي والأوسط بعد ماراتون انتخابي طويل، وبدا واضحاً مدى ترهل مؤسسات الدولة الامنية والعسكرية مقارنة بالاستحقاقات السابقة، وتسليم زمام الأمور لأحزاب الأمر الواقع و»بهوراتهم» والتهويل على الناس بهدف التأثير على نسبة الاقتراع ورفع نسبة المقاطعين للانتخابات النيابية.

فصباحاً في البقاع الاوسط دارت المعركة على أشدها بين ثماني لوائح، ثلاث منها كانت حاضرة كقوة فعلية من خلال مندوبيها وهي: «زحلة السيادة»، «محازبي القوات» و»زحلة الرسالة» بدعم عسكري لوجستي من «حزب الله»، و»الكتلة الشعبية» و»سياديون مستقلون»، أما لوائح «التغيير»، «زحلة تنتفض»، «قادرون» و»القول والفعل»، كان حضورها خجولاً مقارنة مع الأخرى.

أما بخصوص سير العملية، فبدا واضحاً مدى تراجع نسبة الاقتراع عند الناخب السني، والذي يعتبر هو الرافعة الاساسية لجميع اللوائح. هذا التراجع دفع بـ»حزب الله» صباحاً لأن يقوم باطلاق «النفير العام» بهدف رفع حاصله من خلال رفع نسبة المقترعين الشيعة امام تراجع الاقتراع السني، وهذا ما يخوله الحصول على الحاصل الثالث.

فيما كانت المخالفات واضحة لا تعد ولا تحصى في أقلام الاقتراع خاصة في القرى ذات الغالبية الشيعية، حيث عمد عناصر «حزب الله» وامام الملأ والقوى الامنية والعسكرية، الدخول والخروج الى اقلام الاقتراع دون تصاريح، وتدخلهم بشكل فج مع الناخبين.

عدا عن طرد مندوبين للائحتي «سياديون مستقلون» و»زحلة السيادة» من اقلام الاقتراع مما تسبب بمشاكل واعاقة في الاقتراع ومراقبة العملية الانتخابية.

وأما تراجع نسبة الاقتراع السني والمسيحي وارتفاعها شيعياً، مما استدعى قيادات حزبية في «القوات» ومقربين من المستقبل دعوة الناس لرفع نسبة الاقتراع، لانه بحال بقيت متدنية في القرى السنية والمسيحية ودون الـ40%، فإن «حزب الله» قد يحصد أكثر من اربعة مقاعد مما ادى الى ارتفاعها نوعاً ما لتخفيف الخسارة.

وبعد دعوة «حزب الله» «الى انتخاب نهج المقاومة والسلاح الحامي للطائفة»، حصل إزدحام خانق على طريق ضهر البيدر بسبب المئات من السيارات المنطلقة من بيروت الى البقاع للاقتراع، بعدما أمن الحزب كما أشيع، لكل مقترع شيعي بونين من البنزين ومليوني ليرة، أما المقترع من طائفة اخرى فمنحه مئة وخمسين دولاراً اميركياً بدل صوته اضافة الى بون بنزين بدل انتقاله الى البقاع.

كما وشهدت قرى البقاع هرجاً ومرجاً من قبل سماسرة بيع وشراء الاصوات اثناء توزيع الاموال بالقرب من مراكز الاقتراع.

وسجل ان بعض رؤساء الاقلام عمدوا إلى التباطؤ في اداء العمل وانجاز الاقتراع مما ادى الى اشكالات عديدة في بعض اقلام الاقتراع.

أما في البقاع الغربي فرست المعركة فعلياً على ثلاث لوائح «نحو غد افضل» و»القرار الوطني المستقل» و»سهلنا والجبل»، فكان يوماً شاقاً ايضاً وطويلاً، تخلله الكثير من المخالفات الواضحة وغياب فعلي وكلي للقوى الامنية ومندوبي مراقبة الانتخابات، أيضاً كانت النسبة المتدنية للمقترع السني هي»الفيصل» الحاد لمجريات هذه المعركة، كذلك كانت نسبة المخالفات كبيرة خاصة في قرى لبايا وسحمر ومشغرة ويحمر حيث وقع العديد من الاشكالات والكثير من الاستفزازات للناخبين وللمرشحين، ومضايقات للمندوبين وخاصة منع مندوبي لائحة «القوات» من التواجد في القرى الشيعية.

ففي بلدة لبايا اثناء جولة للمرشح حاتم الخشن عضو لائحة «سهلنا والجبل» على اقلام الاقتراع، وعندما اعترض على تدخل احد عناصر «حزب الله» بشكل سافر وواضح، امر رئيس القلم باحتجاز المرشح الخشن داخل القلم لفترة اكثر من نصف ساعة، مما يدل على مدى ديمقراطية هذه الانتخابات في البيئة الشيعية المخطوفة من قبل «الثنائي» حركة «امل» و»حزب الله».

كما تمت مضايقة مندوبي المرشح عباس عيدي المرشح عن المقعد الشيعي في لائحة «القرار الوطني المستقل» واستفزازهم بشكل سافر من قبل محازبي الحركة والحزب.


MISS 3