مايز عبيد

إنتخابات الدائرتين الأولى والثانية شمالاً

مرشّح خائف وناخب ضائع وغياب للمشروع الإنقاذي

16 أيار 2022

02 : 00

توافد محدود

أمام أحد مراكز الإقتراع في الزاهرية - طرابلس، انتظرت السيدة إيمان (65 سنة) لأكثر من نصف ساعة حتى حان دورها لكي تنتخب، ولدى دخولها تفاجأت بخطأ في اسمها!!.

بشكل عام، شهدت دائرتا الشمال الأولى والثانية جوّاً انتخابياً هادئاً باستثناء الزحمة أمام مراكز الإقتراع، وقد كانت حركة بلا بركة لجهة رفع نسب الإقتراع، وباستثناء الإشكالات المتنقلة، هي انتخابات أهم ما ميّزها انخفاض نسب التصويت في الشارع السني وارتفاعها في القرى والمناطق المسيحية.

إنتخابات الشمال كانت عبارة عن فوضى متنقّلة انعكس فيها الإنهيار الإقتصادي في البلد على الأداء الإنتخابي والوظيفي، فغابت الكهرباء طوال النهار واستعمل المندوبون ورؤساء الأقلام هواتفهم للإنارة. حضر صباحاً كبار السن واختلطوا مع المندوبين في الماكينات. اشتدت وتيرة التصويت بعض الشيء في ساعات ما بعد الظهر. بعض الإشكالات هنا وهناك عكّرت صفو العملية الإنتخابية، لكنّها استمرت حتى نهايتها.

من المخالفات التي تمّ رصدها في دائرتي الشمال الأولى والثانية؛ دخول مندوبي المرشحين مع المقترعين إلى داخل الغرف والعازل، فيما مراقبو LADE المتواجدون حيناً والغائبون أحياناً أخرى لم تكن لديهم الخبرة في التعامل مع المخالفات كما يظهر. مواطنون سجّلوا اعتراضهم على LADE نفسها عندما أرادوا توجيه شكاوى ولم يجدوا مراقبيها في أقلام الإقتراع.

هنا في الشمال بدائرتيه الأولى والثانية، انقسم الناس بين مشارك، غير مشارك، مقاطع وغير مبالٍ. عند الخامسة عصراً نشطت الماكينات الإنتخابية للمرشحين لشدّ عصب الناس وتأمين التصويت، إلا أن المال الإنتخابي الذي استعمل بالليرة اللبنانية ووصول الصوت لأكثر من مليون ليرة، والمناشدات المتكررة من المرجعيات السياسية والدينية، لم يستطع رفع نسب الإقتراع إلى الحدود المطلوبة.

أطفال في أقلام الإقتراع!

من المشاهدات في النهار الإنتخابي الطويل في الشمال، اصطحاب أهالٍ لأطفالهم إلى مراكز الإقتراع وإدخال بعضهم إلى داخلها والتقاط الصور لهم. ولدى مناقشة الوضع الإنتخابي مع أحد المتواجدين في مركز اقتراع في سهل عكار قال: «كل شيء في عهد ميشال عون لا يشبه السابق، حتى الإنتخابات في عهده باتت مهزلة». مجموعة من الشبان في حرم أحد المراكز الإنتخابية في طرابلس ولدى سؤالنا لهم هل انتخبتم؟ رفعوا أصابعهم فلم تكن ممهورة بالحبر السري. ولدى سؤالنا لهم ماذا تنتظرون؟ كان الجواب: «بدنا مصاري»... يقاطع أحدهما الآخر ويقول:»ما قبضوك بالليل»؟ فيجيب بكل صراحة وسرعة بديهة: «مبارح راح مع مبارح». من المفارقات في هذه الإنتخابات أن مناصرين لتيار «المستقبل» شاركوا في العمل لدى ماكينات المرشحين لكنهم بالمقابل لم يشاركوا في الإقتراع رغم ذلك، أما المقاطعون بالكامل ففضّلوا «الكزدورة» ونشر الصور على «الفايسبوك».

خليل صوراني مواطن التقيناه في أحد شوارع طرابلس لم ولن ينتخب لأنه برأيه ليس هناك مشروع إنقاذي يستحق التعب والذهاب إلى الصندوق وتحمل المشقة لأجله. هو غير مقاطع لكنه يبحث عن مشروع فلا يلاقيه.

لعلّها الإنتخابات الأكثر غرابة في تاريخ لبنان، فمزاج الناس تبدّل بشكل كبير. فحتى لدى غير المقاطعين، هناك رأي عام واسع لم يعد يؤمن بأي تغيير. إنهم يريدون شيئاً ما لكن ما هو؟ حتى هم لا يعرفون. وبعد هذا كله وكل هذه الصورة الضبابية، هل سيكون «بكرا أحلى» بالفعل بالنسبة لطرابلس والشمال؟ أم ستكون نتيجة هذه الإنتخابات وبالاً إضافياً على هذه المناطق؟


MISS 3