محمد دهشة

خطوة أولى على طريق الألف ميل... وصولاً إلى استعادة الأموال المنهوبة

ترحيب صيداويّ باستقالة الحكومة

30 تشرين الأول 2019

00 : 14

المحتجّون تلقّوا الاستقالة بالزغاريد وحلقات الدبكة والفرح

بالزغاريد وحلقات الدبكة والفرح، تلقّى "المحتجون" في ساحة "الاعتصام المفتوح" عند تقاطع "ايليا" في صيدا، إعلان الرئيس سعد الحريري إستقالة حكومته "الى العمل"، بعد ثلاثة عشر يوماً على الحراك الشعبي الاحتجاجي، واعتبروها "خطوة أولى على طريق الألف ميل لتحقيق كامل المطالب التي رفعوها".

وفور إعلان الاستقالة، تحول تقاطع "ايليا" الى مكان للتعبير عن الفرح، إحتشد المواطنون فيه، تبادلوا التهاني، وسط تأكيد إستمرار "الاعتصام المفتوح" حتى تحقيق كامل المطالب، والتنسيق مع باقي الساحات لاتخاذ موقف موحد تجاه الخطوات المقبلة.

وقالت إحدى المشرفات على الاعتصام الناشطة هدى حافظ لـ "نداء الوطن"، إنه "من حق الناس أن تعبر عن فرحها وسعادتها لهذه الاستقالة، بعد ثلاثة عشر يوماً على الحراك الشعبي الاحتجاجي، وهي الخطوة الاولى على طريق الالف ميل لتحقيق المطالب كاملة، مطالبنا تبدأ باستقالة الحكومة، والخطوة الثانية الضغط تجاه تشكيل حكومة انتقالية من ذوي الاختصاص، وصولاً الى انتخابات نيابية مبكرة ومحاربة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة"، قبل أن تضيف أن "الاستقالة انتصار لارادة الشعب الذي نزل الى الميادين رفضاً للظلم وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والذي سيواصل حراكه حتى العيش بكرامة".

بينما قال محمد حجازي: "إن الاستقالة حققت الهدف الاول في الحراك الشعبي، والتحدي الكبير أن يتواصل من أجل تحقيق باقي المطالب المحقة"، قبل ان يضيف: "إننا لا نخشى الفراغ الدستوري في بلد ديموقراطي، وعلينا ان نكون حذرين من أي توتير وفي ذات الوقت متمسكين بمطالبنا".

أجواء "المستقبل"

في المقلب الآخر، فإن الاستقالة جاءت تحاكي مطلب القاعدة الشعبية لـ"تيار المستقبل" ضمناً، على اعتبار أن الرئيس الحريري كان داعماً للمطالب المرفوعة للحراك الشعبي منذ اليوم الاول، وفق ما تقول أوساطه لــ" نداء الوطن"، والتي تضيف: "هناك ارتياح بين صفوف "التيار" شعبياً، وهي شدّت عصبه بعد فترة من التزام الصمت والمتابعة والابتعاد من المشهد اليومي، والتحدي الآن هو لاستكمال الحراك لتحقيق باقي الحراك، فالكرة بمفهومه في ملعب الآخرين لإثبات المصداقية، أما على المستوى السياسي فكل الوزراء والنواب والكوادر تحت سقف خطاب الرئيس الحريري، وهم راضون عنها، وفي اجوائها مسبقاً في حال وصلت الامور الى طريق مسدود".

ومشهد المدينة عصراً بعد الاستقالة، كان يختلف كلياً قبلها صباحاً، إذ تجاوز "المحتجون" مشكلة إقفال الطرق بالقوة، تفادياً لأي صدام مع الجيش اللبناني من جهة، ومع المواطنين ممن يضطرون لعبور الطرقات من جهة أخرى، وأقفلوا عدداً من الطرق بأجسادهم من دون اإحراق الاطارات كما جرى الاثنين.

وحمل اليوم الصيداوي، مشهداً متناقضاً بين قطع بعض الطرق بالإطارات غير المشتعلة حيناً وبالأجساد والمستوعبات حيناً آخر، والتي عمل الجيش اللبناني سريعاً على فتحها، وميّزه تدحرج الإعتصام الاحتجاجي من أمام "مصرف لبنان"، الى مبنى "البلدية" في ساحة "النجمة"، وسط محاولة لدخولهم الى ساحتها للاعتصام فيها، بعد اقفال بوابتها الرئيسية، وقد حال عناصر الجيش اللبناني دون فتحها بالقوة، إضافة الى إقفال محطات الوقود لنفاد مخزونها من مادة البنزين ورفع خراطيمها، حيث أكد بعض اصحاب المحطات انهم يواجهون أزمة بسبب الخسارة الناجمة جرّاء ارتفاع سعر صرف الليرة أمام الدولار، وسط مخاوف من أن تمتد الازمة الى الافران والخبز بعد أيام.

في المقابل، إستعادت المدينة جزءاً من حركتها الطبيعية مع إعادة فتح السوق التجاري، إضافة الى المؤسسات الرسمية كالسراي الحكومي ومؤسسة "كهرباء لبنان" ومؤسسة "مياه لبنان الجنوبي" و"أوجيرو"، وقد التحق الموظفون في مراكزهم وبدأوا باستقبال معاملات المواطنين، في وقت لوحظ فيه تهافت المواطنين على المصارف التي فتح بعضها أبوابه فقط لتعبئة "الصراف الآلي" مع نهاية الشهر ليتسنى للمواطنين سحب الأموال منها.

مبادرة "تكافل"

وبين المشهدين، أطلقت "الرعاية" وهي مؤسسة خيرية تهتم بالايتام والفقراء والعائلات الفقيرة والمتعففة، حملة "صيدا تتكافل" تحت شعار "نحنا لبعض"، وهي حملة إنسانية عاجلة تهدف لتقديم وحدات غذائية للعمال اليوميين والاسر المتعففة في مدينة صيدا، بهدف التكافل بين أبناء المدينة الواحدة.

وأوضح المدير التنفيذي للرعاية باسم سعد لـ "نداء الوطن"، "إننا أطلقنا هذه الحملة الخيرية نتيجة الاوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان، لا سيما الاوضاع الاقتصادية الضاغطة والتي تضع شريحة كبيرة من العائلات الصيداوية تحت خطر تأمين الحاجات الأساسية بخاصة الغذاء، وبعد أن وردتنا عشرات النداءات من أبناء المدينة الذين يعملون بشكل يومي أو من العائلات المتعففة والفقيرة يطلبون مساعدات عاجلة وطارئة لعجزهم عن تأمين قوت يومهم في هذه الأيام"، مشيراً الى ان "الوحدة الغذائية" تحتوي على المواد الرئيسية التي تحتاجها العائلة بشكل دائم، وتبلغ تكلفة الواحدة منها 30 ألف ليرة لبنانية.


MISS 3