أردوغان يُحذر وبوتين يُهدّد بالردّ

السويد: قرّرنا الإنضمام إلى "الأطلسي"

02 : 00

الجيش الروسي ترك بصماته في معظم القرى الأوكرانيّة (أ ف ب)

بعد قرار فنلندا ترشّحها الأحد، أعلنت السويد بالأمس أنها ستطلب الإنضمام إلى "حلف شمال الأطلسي" في انعطافة تاريخية لهذَيْن البلدَيْن اللذَيْن لم ينضمّا أبداً إلى الحلف، حتّى في ذروة "الحرب الباردة"، نتيجة للعدوان الروسي على أوكرانيا.

وإذ أعلنت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسن أن "الحكومة قرّرت إبلاغ "حلف شمال الأطلسي" برغبة السويد في أن تُصبح عضواً في الحلف"، أضافت: "نخرج من حقبة لندخل حقبة جديدة"، وذلك بعد عقدَيْن من الحياد ثمّ عدم الانحياز العسكري.

وتوقّعت رئيسة الحكومة السويدية الاشتراكية - الديموقراطية "ألّا يستغرق الإنضمام أكثر من سنة" مع المصادقة اللازمة من قبل الأعضاء الـ30 في الحلف. لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد مساء أمس أن بلاده "لن تتنازل" في موضوع انضمام فنلندا والسويد إلى "الأطلسي".

وتساءل أردوغان: "كيف نثق بهم؟ السويد هي حاضنة التنظيمات الإرهابية! لن نتنازل في شأن انضمام أولئك الذين يفرضون عقوبات على تركيا إلى حلف شمال الأطلسي"، مكرّراً أن البلدَيْن يُبديان تساهلاً مع متمرّدي حزب "العمال الكردستاني" الذي تُصنّفه أنقرة تنظيماً إرهابيّاً.

وعن زيارة وفد ديبلوماسي سويدي إلى تركيا قريباً "لمعرفة كيف يُمكن حلّ المسألة"، بحسب وزير الدفاع السويدي، حذّر أردوغان قائلاً: "سيأتون لاقناعنا؟ أجدى ألّا يتكبّدوا عناء ذلك!"، فيما كشفت وكالة أنباء "الأناضول" أن تركيا تأخذ بشكل خاص على السويد وفنلندا عدم الموافقة على طلبات تسليم أشخاص تتّهمهم بأنهم "أعضاء في منظّمات إرهابية".

توازياً، وإذ اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة نقلها التلفزيون لـ"منظمة معاهدة الأمن الجماعي" أن انضمام فنلندا والسويد المحتمل إلى "الأطلسي" لن يُشكّل تهديداً في ذاته، هدّد بأنّ موسكو ستردّ على عمليات الانتشار العسكري، بينما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه "بشكل تام" قرار السويد بعدما كان قد عبّر عن موقف مماثل حين أعلنت فنلندا ترشحها.

وفي السياق ذاته، شدّد "الإليزيه" على أن فرنسا "ستقف إلى جانب فنلندا والسويد" في حال تعرّضتا لعدوان، محذّراً من أن "أي دولة تسعى إلى اختبار التضامن الأوروبي، عبر تهديد أو عدوان على سيادتهما وبأي وسيلة كانت، ينبغي أن تتأكد أن فرنسا ستقف إلى جانب فنلندا والسويد".

كما اعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في بيان أن على السويد وفنلندا أن تنضمّا إلى "الأطلسي" بأسرع وقت لأنّ "انضمامهما سيُعزّز الأمن المشترك لأوروبا"، مؤكدةً أن المملكة المتحدة "تتطلّع إلى العمل معهما بوصفهما عضوَيْن جديدَيْن في الحلف "الأطلسي" وهي مستعدّة لأن تُقدّم إليهما مساعدتها الكاملة خلال عملية الإنضمام".

ميدانيّاً، صدّت القوّات الأوكرانية القوات الروسية واستعادت السيطرة على جزء من الحدود مع روسيا في منطقة خاركوف، في وقت قُتِلَ فيه 10 أشخاص جرّاء قصف روسي طاول مدينة سيفيرودونيتسك في شرق البلاد. بالتزامن، أعلنت وزارة الدفاع الروسية التوصّل إلى هدنة في مجمّع "آزوفستال" للصلب، آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية، لإجلاء الجرحى الأوكرانيين.

وفي الغضون، أبدى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أسفه لعرقلة المجر الحظر الأوروبي للنفط الروسي، لكنّه أعرب في الوقت عينه عن ثقته بإقرار هذا الأمر، داعياً الدول الأعضاء في الاتحاد إلى "القضاء على الصادرات الروسية" لمنع الكرملين من تمويل الحرب على بلاده.

وبعد اجتماع في بروكسل مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي، قال كوليبا: "حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي السادسة يجب أن تشمل حظراً نفطيّاً ويؤسفني أن تبنّي هذا القرار يستغرق وقتاً طويلاً"، في حين كشف مسؤول أوروبي أن سلوفاكيا وجمهورية تشيكيا وبلغاريا وحتّى كرواتيا، تتبنّى موقف المجر، وتُبدي تحفّظات شديدة في شأن الحظر. وطلبت بلغاريا رسميّاً بالأمس منحها مهلة عامَيْن لإنهاء اعتمادها على النفط الروسي.


MISS 3