محمد دهشة

صيدا تُراقب... المعتصمون: جاهزون للمحاسبة

31 تشرين الأول 2019

02 : 00

المحتجّون أزالوا الخيم وفتحوا الطرق

تجاوزت مدينة صيدا قطوعاً أمنياً – شعبياً، بين استمرار الحراك الاحتجاجي عند تقاطع "ايليا"، وبين قرار قيادة الجيش إعادة فتح كل الطرق، بعد نحو أسبوعين على اقفالها في اطار "الحراك الشعبي" الذي عمّ لبنان من شماله الى جنوبه.

وفرضت خصوصية المدينة في تعقيداتها المختلفة وتداخلها السياسي، طريقة مختلفة في التعامل مع فض الاعتصام وفتح الطريق وإزالة الخيم. الجيش تولى عملية التفاوض بسلاسة، حرصاً على عدم وقوع أي احتكاك مع المحتجين وفي الوقت نفسه تطبيق القرار بحزم، فقابلها المحتجون بالمثل، وهتفوا مراراً تأييداً للجيش، رغم اعتراض بعض الناشطين بداية، فجرى استيعابهم أكثر من مرة، فانكفأوا الى حديقة المرحوم محمد الناتوت "أبو مازن"، الفاصلة بين الطريقين على بعد امتار، والتي تحولت سريعاً الى مساحة للتعبير الحر، بعد نصب الخيام ورفع اليافطات كما كانت سابقاً.

وعلمت "نداء الوطن" أن انسحاب المحتجين وإعادة فتح الطريق، استغرق بعض الوقت الاضافي، ولكنه جاء ترجمة لـحوار متبادل وصولاً الى "اتفاق"، دخل على خطه إضافة الى "هيئة التنسيق الميداني" و"مجموعات الحراك"، الأمين العام لـ "التنظيم الشعبي الناصري" النائب أسامة سعد، الذي استقبل مدير فرع المخابرات في الجنوب العميد فوزي حمادة، فيما كان يشرف ميدانياً في المكان مدير مكتب "الامن القومي" في الجنوب العقيد سهيل حرب ورئيس مكتب مخابرات صيدا العقيد سعيد مشموشي.

بالتوازي، أبلغت مصادر متابعة للحراك، أن إصرار المحتجين على عدم مغادرة المكان مباشرة، يعود الى رغبتهم في الحفاظ على سلميته وعدم وقوع أي صدام مع القوى الامنية، ولتحقيق بقية الاهداف التي كان أولها استقالة الحكومة، وكي لا يتم تسييس الحراك، بحيث يقال انه عند استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وهو ابن المدينة انسحبوا من المكان وانتهت باقي المطالب، مشددة على أنه سيجري التشاور مع المناطق لتحديد الخطوة الثانية بعد الاستقالة.

وتلت الناشطة جمال عيسى، بياناً باسم المحتجين، أعلنت فيه الموافقة على فتح الطريق، وقالت "الاعتصام باقٍ في صيدا، مع فتح الطرقات، ساحات الثورة مفتوحة ولن تغلق بعد اليوم. الشعب قال كلمته، ولم يتراجع. تحت ضغط صموده ووحدته، ورغم جميع محاولات السلطة وأدواتها بإجبار الشعب على الخروج من الشارع حققنا الانتصار الأول، وهو إسقاط الحكومة. ولكن بما أن مطالبنا لم تتحقق بالكامل والتي حددناها في بياناتنا السابقة، نؤكد على الإبقاء على مظاهر الاعتصام في ساحة "إيليا"، ساحة الثورة، والاستمرار في الاعتصام حتى تحقيق كامل المطالب. والشعب حاضر للمراقبة والمحاسبة".

واستلزم تطبيق الاتفاق بعضاً من الوقت، لاقناع بعض المحتجين بالمغادرة، حيث افترشت الشابة منار قنواتي الارض، وهي تقرأ كتاباً باللغة الانكليزية، وقالت لـ "نداء الوطن": "ما جرى لا يحقق مطالب الناس كافة، يجب ان نبقى في الساحات ونحافظ على كرامتنا"، قبل أن تضيف "لا نريد للسلطة أن تلتقط أنفاسها وتعيد تقاسم النفوذ والمحاصصة لتحافظ على مصالحها، الشعب اليوم ثار ويجب أن يحقق آماله وتطلعاته من دون أي تردد".

بينما دعت الناشطة فاطمة حنينة، الى استمرار الحراك الشعبي، ومراكمته على الانجاز الذي تحقق باستقالة الحكومة، وانتزاع ما تبقى من المطالب التي رفعتها الجماهير في الساحات، والإبقاء على حالة الاستعداد والجهوزية لتحشيد الحراك وتزخيمه لمنع "السلطة" من الالتفاف على أهدافه وإجبارها على الالتزام بجدول أعمال الحراك الشعبي والا العودة الى الشارع مجدداً".

وقرابة الواحدة إلا ربعاً، وبعد ازالة الخيم والعوائق ونقلها الى حديقة الناتوت أو الى جانبي الرصيف، عبرت أولى السيارات الطريق التي تم فتحها بشكل طبيعي عبر مساراتها الأربعة، بينما تولى المحتجون تنظيف التقاطع، وبلدية صيدا رفع اليافطات الكبيرة لتسهيل مرور حركة الشاحنات.


MISS 3