مايز عبيد

من نادى بمنع "القوات"من دخول الفيحاء خرج عبر الإنتخابات

طرابلس تعاقب السلطة وعكار تمنحها فترة سماح إضافية

18 أيار 2022

02 : 00

أُسدلت الستارة على الإنتخابات النيابية ونتائجها وهذا يومٌ آخر. نتائج كل من الدائرتين الأولى والثانية في الشمال كانت معاكسة لبعضهما البعض. فطرابلس والمنية اختارتا التغيير الجذري بشكل واضح، حيث فاز في المنية أحمد الخير ليحل مكان النائب السابق عثمان علم الدين. أما الضنية فجاءت نتائجها بنصف تغيير، حيث احتفظ جهاد الصمد بمقعده وذهب مقعد سامي فتفت لصالح عبد العزيز الصمد، ليكون النائبان الفائزان هذه المرة من عائلة واحدة.

نواب طرابلس المنتخبون الجدد هم: أشرف ريفي، كريم كبارة، إيهاب مطر، رامي فنج وطه ناجي عن السنة، الياس خوري عن الموارنة، جميل عبود عن الأرثوذكس وفراس السلوم عن المقعد العلوي.

في الدائرة الأولى- عكار بقي القديم على قدمه. فازت نفس الأحزاب تقريباً أي قدامى «المستقبل» إلى جانب «التيار الوطني الحر»، بينما خسر حزب «القوات» مقعده الأرثوذكسي. في النتائج الجديدة تغيّرت بعض الوجوه، إذ جاء في السياق فوز نائب «التيار الوطني الحر» جيمي جبور على حساب نائب «المستقبل» هادي حبيش، ومحمد يحيى كوجه جديد مكان نائب «المستقبل» طارق المرعبي، بينما احتفظ كل من وليد البعريني ومحمد سليمان بمقعديهما، إلى جانب أسعد درغام نائب «التيار الوطني الحر». والنتائج النهائية في عكار جاءت على الشكل الآتي:

محمد يحيى، وليد البعريني، محمد سليمان عن السنة، أسعد درغام، سجيع عطية عن الروم الأرثوذكس، جيمي جبور عن الموارنة وأحمد رستم عن المقعد العلوي.

المفارقة في نتائج انتخابات طرابلس أن من نادى بضرورة منع «القوات» من الدخول إلى المدينة عبر الإنتخابات خرج هو من الإنتخابات خالي الوفاض، وربح حلف «القوات» مع اللواء أشرف ريفي. نتحدث هنا تحديداً عن الرئيس نجيب ميقاتي وفيصل كرامي وعمر حرفوش.

إنتهت المعركة الإنتخابية لتبدأ عمليًا معركة أشد ضراوة هي معركة إنماء كل من عكار وطرابلس. فالمنطقتان تحملان نفس الهموم وتعانيان من نفس التهميش، ومن غياب الخدمات عبر الدولة. التحديات المقبلة أمام نواب المنطقتين تتلخص باتجاهين أساسيين لا ثالث لهما: الأول تحقيق الإنماء المطلوب والخدمات ورفع الغبن، والثاني تحديد الإتجاه السياسي الواضح، والخيار الواضح بين الدولة والسلاح، لكل منطقة ضمن إطار التوازنات الوطنية.

وإذا كان الإنماء المتوازن قد أرساه اتفاق الطائف ولم تعمل الحكومات المتعاقبة على إرسائه وترسيخه، فإن النهوض بهاتين المنطقتين وبالضنية والمنية أيضاً، بالمشاريع والخدمات، سيكون أمراً ملحاً وضرورياً ولن ينتظر الناس كثيرًاً حتى يلمسوا الفرق في تعاطي النواب الجدد مع هذه الملفات، قبل أن يأخذوا القرار والحكم النهائي على ممثلي الشعب الجدد بالنجاح أو بالفشل.

ومع أن معاناة كل من عكار وطرابلس مع السلطة متشابهة، إلا أن الإختلاف في التعبير لم يكن كذلك. فإذا كانت طرابلس قد اختارت معاقبة السلطة والإتيان بأسماء جديدة فإن عكار أعادت التجديد لهذه السلطة ومنحتها فترة سماح جديدة لـ 4 سنوات إضافية.


MISS 3