جاد حداد

Maleficent: Mistress of Evil... باهت لكن ممتع!

31 تشرين الأول 2019

01 : 20

الفيلم تتمة متأخرة وباهتة للجزء الأول. وحدها ميشيل فايفر تتميز في هذا العمل. إنه فيلم مناسب للأولاد وأهاليهم الذين يرافقونهم. لن يعاني الراشدون كثيراً لأن إيقاع الأحداث متسارع...

بعد سنوات على اكتشاف السبب وراء قسوة أشهر شخصية شريرة في عالم "ديزني" وما دفعها إلى إلقاء تعويذة مريعة على الأميرة "أورورا"، يتابع Maleficent: Mistress of Evil استكشاف العلاقات المعقدة بين الساحرة والملكة المستقبلية، فيما تعقدان تحالفات مختلفة وتواجهان أعداءً آخرين في صراعهما لحماية أرضهما والكائنات السحرية المقيمة فيها.

من بين جميع مشاريع "ديزني" الناجحة في العام 2019، يبقى Maleficent: Mistress of Evil الأقل نجاحاً على شباك التذاكر. كان الفيلم الأصلي أول عمل يعيد ابتكار الرسوم المتحركة الكلاسيكية ويكشف خلفية قصة Sleeping Beauty (الأميرة النائمة) التي كانت حكاية مثالية لا تجرؤ على أخذ المجازفات وتوضيح الجوانب المظلمة من عنوانها. نجح الفيلم في المكسيك واليابان والبرازيل والصين والمملكة المتحدة، وحصد في فرنسا مليونَي مشاهد. إنه عدد جيد لكن غير مبهر، ما يعكس تلاشي أثر هذه القصة المنسيّة. بين الجزءين، أصبحت "ديزني" شركة عملاقة، وكبرت إيل فانينغ واخترقت عالم السينما الأميركية المستقلة بنجاح، وانفصلت أنجيلينا جولي عن براد بيت وانسحبت من هوليوود.



كلّف الجزء الثاني مبالغ طائلة وصرف جزءاً من ميزانيته على المؤثرات الخاصة والديكورات الرقمية والمظاهر المبهرجة التي تُذكّرنا بالمعارك الملحمية في عصر The Chronicles of Narnia(سجلات نارنيا)، وهي نسخة طفولية من The Lord of the Rings (سيد الخواتم). في هذه الحكاية التي تعود إلى القرون الوسطى وتسترجع أجواء القصص الخيالية التي عُرِفت بها "ديزني"، سنشاهد لقطات متقنة وأخرى رديئة. يبدو مشهد تقديم الأميرة "أورورا" ساذجاً وسيُخيّب آمال كل من أراد أن تثبت إيل فانينغ نفسها في عالم السينما المستقلة الأميركية. المشهد الأخير سيئ أيضاً، فتظهر فيه أنجيلينا جولي بشخصية باردة وجامدة ونحيلة بشكلٍ محزن ويائسة إلى حد السذاجة. في ما يخص الشخصيات الذكورية والثانوية عموماً، يبدو الأداء ضعيفاً. يتّكل طاقم الممثلين على العنصر النسائي بشكلٍ أساسي، ومع عودة ميشيل فايفر التي تتفوق في الأدوار الشرير، كما في Hairspray (رذاذ الشعر) وMother (أم)، وفي الأعمال الدرامية مثل Chéri للمخرج ستيفن فريرز، تبدو أدوار الرجال، من الأمير إلى الملك، باهتة، وكأن كتّاب السيناريو عجزوا عن عرض أدوار ثانوية قيّمة عليهم. إنها شخصيات ضعيفة من الناحية النفسية، لكنّ وضع البطلة الطيبة (الأميرة "أورورا") والبطلة الشريرة ("ملافسينت") ليس أفضل بكثير لأنهما تدوران في مضمون فارغ.

رغم هذه السلبيات كلها، يبقى الفيلم ممتعاً للصغار، فهو يعجّ بالمشاهد الخيالية والمغامرات والأجواء الساحرة. كان يمكن أن يتغاضى عن جزءٍ من عيوبه في البداية والنهاية، حيث تغيب بصمة المخرج ويلجأ السيناريو إلى أفكار مألوفة، لكنه يتميّز بطريقة عرض القصة. تبدو الكائنات جاذبة ويضمن الجو الفكاهي أن يبتسم المشاهدون. في النهاية، لن تكون تجربة الراشدين الذين يرافقون أولادهم لمشاهدة هذا الفيلم سيئة بقدر ما يخشون!


MISS 3