بو حبيب: لبنان تضرّر بصورة حادّة من انعدام الأمن الغذائي

21 : 56

أكد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أننا "نلتقي في مرحلة حرجة تمر بها الإنسانية، حيث ان ‏ملايين من الناس حول العالم يكافحون من أجل وضع الطعام على مائدتهم، لذلك، نشكركم لعقد هذا ‏الاجتماع الوزاري المهم حول الأمن الغذائي العالمي - نداء من أجل العمل في التوقيت المناسب".‏

وقال خلال إجتماع وزاري برئاسة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية آنتوني بلنكن: "غني ‏عن القول سيدي الرئيس، الوضع رهيب، 276 مليون انسان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، ‏‏48.9 مليون انسان على حافة المجاعة، هذه أرقام مخيفة وتزداد سوءاً كل يوم، وأسعار المواد ‏الغذائية ترتفع بحدّة، ووصلت الى معدّلها الأعلى إطلاقاً في آذار 2022".‏

وأضاف: "يتزامن ذلك مع مواجهة العالم لأزمات متعدّدة، من جائحة كورونا، الى التغيّر المناخي، ‏والصراعات والحروب. هذه التحديات أصابت العالم النامي بشكلٍ أساسي، وفاقمت صعوبات هذا ‏العالم، خصوصاُ ان معظم دول العالم النامي تعاني من المخاطر العالية او سبق ووقعت في مشقّة ‏الديون، في أجزاء عدّة من العالم، انعدام الأمن الغذائي أعاد الى الوراء سنوات من التقدّم في تحقيق ‏أهداف التطور المستدام، وفاقمت الحاجات الانسانية، وتسبّبت بإضطرابات اجتماعية".‏

وأردف: "للأسف، بلادي لم تسلم مما وصفته آنفاً. لبنان، الذي بالأساس يواجه تحديات غير ‏مسبوقة تضرّر بصورة حادّة من انعدام الأمن الغذائي. فوفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، ارتفعت ‏أسعار المواد الغذائية في لبنان بصورة إجمالية بنسبة 1000% منذ بدء أزمة لبنان الإقتصادية، ‏وبلغ التضخم نسبة 215% في شباط 2022، وفي خضم هذا الواقع القاتم، فان عواقب الصراع ‏الجاري في اوروبا، مصحوبةً مع دمار اهراءات القمح الأكبر في لبنان الناتج عن انفجار مرفأ ‏بيروت في آب 2020، أدّت الى تفاقم الأزمة". ‏

وتابع: "في الواقع، فان الدمار الكبير الذي تسبب به انفجار مرفأ بيروت حدّ من تدفق المواد الغذائية ‏مّما أدّى الى ارتفاع اسعار هذه المواد لتصبح بعيدة عن متناول العديد، كما أضاف الصراع في ‏أوروبا تحديات جديدة على واقع لبنان الصعب، خصوصاً ان لبنان يتصدّر لائحة الدول التي تعتمد ‏على القمح الأوكراني. فإن حاجة لبنان الشهرية تُقدّر بـ50,000 طن من القمح، كما ان لبنان يعتمد ‏على الواردات لتأمين حوالي 85% من حاجاته الغذائية، واتخذت الحكومة اجراءات عملية لتخفيف ‏وطأة هذه المشكلة: فنحن نتخذ الخطوات لتحفيز زيادة الانتاج المحلّي ونعمل على تأمين اتفاقات مع ‏عدد من الدول لإستيراد القمح بأسعارٍ مقبولة".‏

وتابع: "معلوم من الجميع ان هذه الأزمة العالمية تتطلب حلول على المستوى العالمي وليس فقط ‏على المستوى الوطني، علينا ألا ندق ناقوس خطر انعدام الأمن الغذائي فقط، بل علينا ان نتصرف ‏بسرعة، وحزم وبصورةٍ جماعية، ولهذه الغاية، انضممنا الى "خارطة الطريق للأمن الغذائي - ‏النداء من أجل العمل" ونشكركم على هذه المبادرة، ونؤكّد مجدّداً دعمنا مبادرة الأمين العام لإنشاء ‏مجموعة استجابة دولية للأزمة حول الغذاء، الطاقة والمال، صاغ لبنان مشروع قرار تحت عنوان ‏‏"حالة انعدام الأمن الغذائي العالمي" ليتم تبنيه من قبل الجمعية العامة الأسبوع المقبل. وأود ان ‏أشكر الولايات المتحدة الأميركية لمشاركتها في المجموعة الأساسية الى جانب 20 دولة أخرى. ان ‏نص القرار حاز حتى تاريخه على الرعاية المشتركة لأكثر من 80 دولة من الدول الأعضاء، وهو ‏يتضمن خطوات عملية. مجدّداً، نغتنم الفرصة لدعوة الجميع لتبني مشروع القرار بغية اظهار أننا ‏كمجتمع دولي متّحدون في مواجهة انعدام الأمن الغذائي ومحاربة الجوع حول العالم".‏

وشدد على ان هذه المنظمة الكريمة أُنشئت لمواجهة أزمات كالتي نمر بها حالياً، حيث يجب أن ‏نعمل جميعاً سويّاً بروح التعدّدية، والتعاون، والتضامن لمعالجة التحديات المهمّة التي يواجهها ‏عالمنا اليوم.‏ 

MISS 3