الثورة بعين الرياضيين

صلواتي معكم من ألمانيا

02 : 16

كلّي أمل في أن ينسحب الاسبوعان اللذان مرّا على لبنان أشهراً، وأن يبقى الثوار في الشوارع والساحات، وأن يظلوا صامدين وثابتين في مواقعهم ومطالبهم وحقوقهم المشروعة.

أنتم الثورة الفعلية التي تتجلّى بأبهى صورها، وأنتم المرآة الحقيقية الناصعة لجيل الشباب اللبناني الذي ينبض حرّية وكرامة، ويقف الى جانب كلمة الحقّ في مواجهة نظام طائفي فاسد عنصريّ...

أنا أعيشُ في ألمانيا منذ خمس سنوات، لم أغادر لبنان لأنني أحبّ الغربة أو لأنني أكره وطني، بالعكس، تركتُ لبنان قسراً ومُبعداً ومقهوراً، تركته رغماً عن إرادتي لأنني لم أجد نفسي فيه، وذهبتُ الى بلد بعيد وغريب. شعرتُ بأنّ مستقبلي ضائعٌ ومجهول في لبنان لأنّه وطن مخطوفٌ ومرهون، لذا أتمنى أن يستطيع هذا الحراك الشعبي الجارف أن يفكّ قيده وأسره ويُعيده الى الحرّية من جديد.

لبنان اليوم هو رهينة الطائفية البغيضة والمحاصصة والفساد المستشري في كافة قطاعات وأجهزة الدولة، ولو كنتُ الآن في لبنان لكنتُ أول من يتواجد في الشارع أصرخُ بأعلى صوتي وأنادي بإطلاقه من السجن الذي وُضع فيه.

مارستُ كرة القدم طوال 10 سنوات، لعبتُ في كلّ المناطق ولكلّ الطوائف، كانت ارزة لبنان معلّقة على صدري وأفتخر أنني رفعتُ إسم بلدي عالياً، إن من خلال الفرق أو من خلال المنتخب اللبناني لكرة القدم الذي دافعتُ عن ألوانه لسنوات طويلة، ولكن ماذا فعل لي وطني في المقابل؟ لم ينظر إليّ عندما إحتجتُ إليه، وقفتُ على باب المستشفيات مرات كثيرة ولم أتمكن من الدخول إليها. أنا اليوم أخضع لغسيل الكلى هنا في ألمانيا 3 مرات في الأسبوع، فلو كنتُ في لبنان ماذا كان حلّ بي يا ترى؟

لا يُقنعني أحدٌ من اليوم وصاعداً بأنّ دولتنا غير منهوبة ومسروقة، أو بأنها عادلة ورحومة مع مواطنيها، انا مصدومٌ من الحاكمين في وطننا، واليوم سنحت لنا فرصة حقيقية لكي نحرّر لبنان فعلياً ونُعيده شامخاً ليس مرتهناً أو تابعاً لأحد.

أملنا كبير فيكم أيها الثوار، وقلوبنا وصلواتنا معكم دائماً، "والله يوفقكم وينصركم، وكلّن يعني كلّن" ...


* عبد الفتاح شهاب

لاعب الأنصار ومنتخب لبنان لكرة القدم سابقاً


MISS 3