أردوغان: لا ننتظر إذناً من واشنطن لشنّ عمليّة في سوريا

02 : 00

شنّت تركيا 3 عمليات عسكرية في سوريا منذ العام 2016 (أ ف ب)

فيما من المرتقب أن تشنّ أنقرة في أي لحظة عمليّة عسكريّة جديدة تستهدف المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لا تنتظر إذناً من الولايات المتحدة لشنّ عمليّة هناك، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام تركية أمس.

وفي تصريح للصحافيين خلال عودته من زيارة إلى أذربيجان، قال أردوغان: «لا يُمكن محاربة الإرهاب عبر أخذ إذن من أحد». وردّاً على سؤال حول تحذير أميركي من مغبة شنّ حملة عسكرية جديدة في سوريا، أجاب: «إذا كانت الولايات المتحدة لا تقوم بما يترتّب عليها في مكافحة الإرهاب، فماذا سنفعل؟ سنتدبّر أمرنا».

وأوضح أن بلاده لا يُمكنها أن «تترك أدنى هجوم ضدّها من شمال سوريا يمرّ من دون ردّ»، في إشارة إلى حزب «العمال الكردستاني». وتحدّث عن وجود بؤر تتركّز فيها «التنظيمات الإرهابية» المعروفة في شمال سوريا، لافتاً إلى أن تلك التنظيمات تنشط في مناطق تمتدّ من شمال شرق إلى شمال غرب سوريا.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة أرسلت آلاف الشاحنات المحمّلة بالأسلحة والذخيرة إلى تنظيمات حزب «العمال الكردستاني» و»وحدات حماية الشعب» الكردية وحزب «الاتحاد الديموقراطي الكردستاني»، بحسب ما أوردت وكالة «الأناضول» للأنباء.

وشدّد أردوغان على أن تركيا لا يُمكنها تجاهل هذه الحقائق، معتبراً أن العمليات ضدّ حزب «العمال الكردستاني» وتفرّعاته في شمال سوريا باتت أكثر إلحاحاً وأهمية من العمليات التي تُنفّذها تركيا ضدّ التنظيم في شمال العراق. وأردف: «كما أقول دائماً، سنُباغتهم ذات ليلة ولا بدّ لنا من القيام بذلك».

وكانت الولايات المتحدة قد أعربت الثلثاء الماضي على لسان المتحدّث باسم وزارة خارجيّتها نيد برايس عن «قلق بالغ» إزاء إعلان أردوغان الإثنين الماضي أنّ بلاده ستشنّ قريباً عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا لإنشاء «منطقة آمنة» بعمق 30 كيلومتراً على طول حدودها مع جارتها الجنوبية.

ومنذ العام 2016، شنّت تركيا 3 عمليات عسكرية في سوريا لإبعاد مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تُصنّفها أنقرة «إرهابية»، والتي تحالفت مع الولايات المتّحدة في حملتها ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي.

وعلى الجبهة العراقية، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان أن جنديّاً تركيّاً قُتِلَ فيما أُصيب آخر السبت خلال العملية العسكرية الجارية في شمال العراق، حيث تشنّ أنقرة حملة عسكرية ضدّ المقاتلين الأكراد. وترتفع بذلك حصيلة الجنود الأتراك الذين قُتِلوا في المنطقة نفسها منذ الثلثاء إلى 7.

وانفجرت عبوة ناسفة أثناء مرور الجنديَّيْن، بحسب الدفاع التركية. وتُنفّذ تركيا بشكل متكرّر هجمات في العراق، حيث لحزب «العمال الكردستاني» قواعد ومعسكرات تدريب في منطقة سنجار وفي المناطق الجبلية في إقليم كردستان العراق الحدودي مع تركيا.

ومنتصف نيسان، أعلنت تركيا التي تُقيم منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق، تنفيذ عملية جديدة ضدّ المقاتلين الأكراد. وتأتي العملية التي أُطلق عليها اسم «قفل المخلب» بعد عمليّتَيْ «مخلب النمر» و»مخلب النسر» اللتَيْن أطلقهما الجيش التركي في شمال العراق العام 2020.

ويخوض حزب «العمال الكردستاني» الذي تُصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على أنه «منظّمة إرهابية»، تمرّداً ضدّ الدولة التركية منذ العام 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية في العراق.


MISS 3