تسديدة واحدة على المرمى أهدته اللقب!

ريال مدريد يستعيد "عرش" أوروبا ويحرم ليفربول من تحقيق "الثلاثيّة"

02 : 00

لاعبو ريال مدريد بعد تتويجهم (أ ف ب)
تَوّج ريال مدريد الإسباني نفسه "الملك" المطلق لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعدما احرز اللقب للمرة الرابعة عشرة في تاريخه، بفوزه في "ستاد دو فرانس" في باريس على ليفربول الإنكليزي 1 - صفر في المباراة النهائية.

أهدى ريال مدربه الجديد القديم الإيطالي كارلو أنشيلوتي انجاز أن يكون أول مدرب يحرز اللقب أربع مرات في تاريخ المسابقة بنسختيها السابقة والحالية، بعدما سبق له أن توّج به مع ميلان (2003 و2007) ومع النادي الملكي بالذات (2014) في مروره السابق به.

وقال الإيطالي بعد اللقاء: "لا أصدق ذلك. لقد خضنا موسماً رائعاً. لعبنا جيداً. كانت مباراة صعبة وعانينا كثيراً، خصوصاً في الشوط الأول. في النهاية، أعتقد أننا نستحق الفوز في هذه المسابقة".

ويدين ريال بتعزيزه رقمه القياسي بعدد الألقاب وتجديد فوزه على ليفربول الذي خسر نهائي 2018 أمام الفريق الإسباني 1-3 في كييف، الى البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي سجل في الدقيقة 59 الهدف الوحيد في اللقاء الذي تأخر انطلاقه لمدة 36 دقيقة، بسبب "مشكلات أمنية" مرتبطة بـ"الوصول المتأخر للمشجعين" والتذاكر المزورة وفق "ويفا".

ولم يكن فينيسيوس جونيور البطل الوحيد في ضاحية سان دوني الباريسية، بل لعب الحارس البلجيكي تيبو كورتوا دوراً أساسياً بتألقه في وجه محاولات ليفربول، خصوصاً المصري محمد صلاح الذي كان يبحث عن الثأر من النادي الملكي بعدما حُرِمَ من إكمال اللقاء أمامه في العام 2018 بسبب إصابة في الكتف تسبب بها سيرجيو راموس.

وقال كورتوا: "قلتُ إنه عندما يلعب ريال مدريد مباريات نهائية، يربح. قلت ذلك نظراً للتاريخ الجيد".

وأضاف: "كنت بحاجة للفوز في مباراة نهائية من أجل مسيرتي، من أجل الجهود التي بذلتها، كي يحظى اسمي بالاحترام لأني أعتقد أنني لم أُحترم كما يجب، خصوصاً في إنكلترا. لقد قرأت العديد من الانتقادات حتى من موسم رائع".

مشوار استثنائي

وحرم ريال، الذي توّج أيضاً بلقب الدوري المحلي، منافسه الإنكليزي من لقبه السابع في المسابقة القارية ومن تحقيق الثلاثية، ليكتفي بالتالي بلقبي مسابقتي الكأسين المحليين بعدما كان يحلم برباعية تاريخية، قبل أن يسلبها منه مانشستر سيتي بإحراز الدوري المحلي في المرحلة الأخيرة بفارق نقطة واحدة، وبعده النادي الملكي بالفوز عليه.

وعلى رغم الانتقادات التي وجهت له في بداية مغامرته الثانية في "سانتياغو برنابيو"، نجح أنشيلوتي في قيادة النادي الملكي الى إضافة لقب دوري الأبطال الى لقب الدوري، بعد مشوار استثنائي في المسابقة القارية فرض فيها ولاعبوه أنفسهم "ملوك" العودة من بعيد، بعدما كانوا قريبين من الخروج في الأدوار ثمن وربع ونصف النهائي امام باريس سان جرمان الفرنسي وتشلسي الإنكليزي حامل اللقب ومواطن الأخير مانشستر سيتي، قبل العودة وحسم التأهل في الوقت القاتل.

وفي رابع مباراة نهائية بين مدربين توّجا سابقاً باللقب، بعد 2007 (أنشيلوتي مع ميلان والإسباني رافايل بينيتيز مع ليفربول بالذات) و2010 (البرتغالي جوزيه مورينيو مع إنتر ميلان الإيطالي والهولندي لويس فان غال مع بايرن ميونيخ الألماني) و2011 (الإسباني جوزيب غوارديولا مع برشلونة والاسكتلندي أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد الإنكليزي)، خرج أنشيلوتي منتصراً على الألماني يورغن كلوب، الفائز باللقب مع "الحمر" في العام 2019، وبات أفضل مدرب في تاريخ المسابقة من حيث الألقاب بعدما كان أول مدرب يخوض النهائي أربع مرات.

كورتوا "المنقذ"

وبدأ ليفربول اللقاء ضاغطاً لكن من دون أي فرص حتى الدقيقة 16، حين كان صلاح قريباً من افتتاح التسجيل للفريق الإنكليزي بعد عرضية من ألكسندر-أرنولد، إلا أن كورتوا كان له في المرصاد، ثم كرر الأمر بعدها بثوانٍ في وجه الهداف المصري.

ووسط عجز ريال عن الخروج من منطقته، واصل ليفربول ضغطه وكان قريباً مرة أخرى من الشباك لولا تدخل كورتوا بمساعدة القائم الأيسر لصد تسديدة مانيه (21).

وبعد خروجه سالماً من المد الهجومي لليفربول، بدأ ريال في الانطلاق نحو منطقة "الحمر" لكن من دون خطورة على مرمى الحارس البرازيلي أليسون بيكر، الذي لم يختبر في أي مناسبة وسط عجز رجال أنشيلوتي عن التسديد حتى نحو المرمى ولو لمرة واحدة مع الوصول الى الدقائق الخمس الأخيرة للشوط الأول.

وعندما كان الشوط يلفظ أنفاسه الأخيرة، اعتقد ريال أنه خطف هدف التقدم عبر بنزيمة إثر معمعة في المنطقة بين أليسون وكوناتيه وفابينيو إثر عرضية من الفرنسي، ما أعاد الكرة اليه ليسددها في الشباك، إلا أن الحكم وبعد تدقيق مطوّل من قبل "في أيه آر" ألغاه بداعي التسلل، على رغم أن الكرة وصلت اليه من ركبة فابينيو.

وعلى غرار الشوط الأول، بدأ ليفربول الثاني ضاغطاً لكن من دون فعالية مجدداً أمام مرمى كورتوا، فدفعوا الثمن في الدقيقة 59 عندما بدأ كازيميرو بهجمة مرتدة وصلت بعدها الكرة الى فالفيردي المتوغل على الجهة اليمنى، فلعبها عرضية لتصل الى القائم البعيد لفينيسيوس جونيور فأودعها الشباك. وكان صلاح قريباً من إدراك التعادل بتسديدة من مشارف المنطقة تألق كورتوا في صدها (64)، ثم كرر الأمر بعد دقائق معدودة باقفاله الزاوية أمام المصري (69).

وعرف ريال كيف يحافظ على الهدف رغم محاولات رجال كلوب، بفضل كورتوا الذي تألق مرتين في وجه صلاح وحرم المصري من إدراك التعادل، ليقود فريقه الى برّ الأمان وتكريس نفسه في نهاية المطاف "ملك" المسابقة القارية الأم. 


MISS 3