الروس يُدمّرون ويتقدّمون في دونباس

زيلينسكي على "الجبهة الشرقية": سنُقاتل وسنربح!

02 : 00

زيلينسكي خلال زيارته إلى خاركوف أمس (أ ف ب)

في جرعة دعم معنويّة للمقاومين الأوكران الذين يتصدّون بضراوة للتقدّم الروسي على جبهات شرق البلاد، توجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالأمس للمرّة الأولى منذ بدء الغزو الروسي إلى الشرق، حيث زار منطقة خاركوف التي سحبت موسكو قواتها منها في الأسابيع الأخيرة لتُعيد نشرها على جبهات أخرى.

وكتب زيلينسكي في منشور مرافق لمقطع فيديو عن زيارته عبر تطبيق "تلغرام": "2229 منزلاً مدمّراً في خاركوف وفي المنطقة. سنُرمّم وسنُعيد الإعمار وسنُعيد الحياة إلى خاركوف وكافة المدن والقرى الأخرى حيث أتى الشرّ"، فيما يظهر زيلينسكي في المشاهد وهو يتفقد الدمار والسيارات المحطّمة على جانب طريق، مرتدياً بزّة لونها كاكي وسترة واقية من الرصاص، برفقة مساعدين وجنود مسلّحين.

وقال الرئيس الأوكراني: "في هذه الحرب، يُحاول المحتلّون الحصول على نتيجة مهما كانت. لكن يجب أن يُدركوا منذ وقت طويل أنّنا نُدافع عن أرضنا حتّى النهاية. لن تكون لديهم أي فرصة. سنُقاتل وسنربح". وفي وقت لاحق، كشف خلال خطابه الوطني اليومي أنه أقال رئيس الأجهزة الأمنية في خاركوف "لأنّه لم يعمل من أجل الدفاع عن المدينة منذ الأيام الأولى للحرب، لكنّه فكّر فقط في نفسه".

وفي غضون ذلك، تقدّمت القوات الروسية، التي انسحبت من منطقة خاركوف وأعادت انتشارها جنوباً، نحو المدن الرئيسية في سيفيرودونيتسك وجارتها ليسيتشانسك في دونباس تحت غطاء قصف عنيف. وأعلن الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرغي غايداي عبر "تلغرام" أنّ "الوضع يزداد سوءاً في ليسيتشانسك"، متحدّثاً عن "قذيفة روسيّة سقطت على مبنى سكنيّ" حيث "قُتِلت فتاة على الفور ونُقِل 4 مصابين إلى المستشفيات".

وتُشدّد القوات الروسية الطوق على منطقة دونباس، لا سيّما حول سيفيرودونيتسك حيث "شنّ العدو عمليات هجومية"، وفق ما جاء في تقرير صدر عن رئاسة أركان الجيش الأوكراني، في حين ذكرت وزارة الدفاع الروسيّة في بيان أنّ قواتها دمّرت باستخدام صواريخ بعيدة المدى وعالية الدقة ترسانة مهمّة للجيش الأوكراني في منطقة دنيبرو.

توازياً، درس ممثلو الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حلاً يرمي إلى إزالة العقبات من أمام حزمة عقوبات أوروبّية سادسة ضدّ موسكو تتضمّن حظراً تدريجيّاً على النفط الروسي بحلول نهاية العام، لعدم التأثير على القمة الأوروبّية في بروكسل اليوم.

ويخشى الأوروبّيون من أن يُلقي غياب إتفاق حول العقوبات الجديدة، بظلاله على اجتماع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي اليوم وغداً، خصوصاً أن الرئيس الأوكراني سيُلقي كلمة عبر الفيديو في مستهلّ القمة، في وقت تضغط فيه كييف على الغربيين "لوقف الصادرات الروسية".

وتُعرقل هذه العقوبات الجديدة المجر، الدولة غير الساحلية التي تعتمد في ظلّ عدم قدرتها على الوصول إلى البحر على خطّ أنابيب "دروجبا" البريّ الذي يمرّ عبر أوكرانيا ويؤمّن 65 في المئة من استهلاكها. واجماع الدول الأعضاء الـ27 ضروري لتبنّي العقوبات.

والحلّ الذي درس في بروكسل يرتكز على استثناء خطّ أنابيب "دروجبا" من الحظر النفطي، لتكون العقوبات مفروضة فقط على إمدادات النفط عبر السفن، فيما يصل ثلثا إمدادات النفط الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر السفن والثلث المتبقي عبر خطّ "دروجبا".

ومن شأن هذا الاقتراح الذي جاء بمبادرة من الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي، أن يسمح بالمضي قدماً في الرزمة السادسة من العقوبات الأوروبّية التي تُجرى محادثات حولها منذ مطلع أيار.

وفي الأثناء، أبدى بطريرك موسكو كيريل تفهّمه لقرار كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية التي أعلنت الأسبوع الماضي قطع الروابط مع الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسية على خلفيّة غزو أوكرانيا. وقال البطريرك كيريل خلال قدّاس الأحد في "كاتدرائيّة المسيح المخلّص" في موسكو: "نتفهّم جيّداً معاناة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، نفهم أنّه على غبطة المتروبوليت أونوفري (رئيس الكنيسة) وأساقفته التصرّف بأكبر قدر من الحكمة كي لا يُعقّدوا حياة رعيّتهم".

وعلى صعيد آخر، جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التأكيد على رفض بلاده القاطع لانضمام فنلندا والسويد إلى "حلف شمال الأطلسي"، مشيراً إلى أن المحادثات مع البلدَيْن الاسكندنافيَّيْن "لم تكن على المستوى المتوقع". وقال: "لا نستطيع أن نقول نعم لانضمام البلدان الداعمة للإرهاب إلى الناتو... طالما أنا رئيس لتركيا".


MISS 3