النفخة... تخلّص منها بأسهل الطرق

02 : 00

يصاب جميع الناس بالنفخة بعد الأكل أحياناً. إنه شعور مألوف من الضيق، أو الشبع، أو الضغط، أو التورم في البطن، وقد يكون الانزعاج خفيفاً أو حاداً. يقول الدكتور كايل ستالر، اختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": "غالباً ما تزول النفخة بعد فترة، لكن تتكرر هذه المشكلة بعد الأكل دوماً في حالات أخرى".

غازات متراكمة

تحصل النفخة حين تتراكم كمية غير طبيعية من الغازات في البطن. تتعدد أسباب هذه الحالة.

تُفكك الأنزيمات والجراثيم في الجهاز الهضمي المأكولات وتُحوّلها إلى سكريات بسيطة لتسهيل امتصاصها في الجسم. لكن تتراجع مستويات الأنزيمات في المعدة والأمعاء طبيعياً مع التقدم في السن. ويعني تراجع كمية الأنزيمات عدم تفكيك المأكولات بالكامل، فتزيد الأعباء على الجراثيم وتتصاعد كمية الغازات التي ينتجها الجسم.

يميل كبار السن مثلاً إلى إنتاج كميات أقل من الأنزيمات اللازمة لهضم الكربوهيدرات الأساسية في مشتقات الحليب، ما يؤدي إلى ظهور مشكلة عدم تحمّل اللاكتوز.

على صعيد آخر، قد يجد الناس صعوبة في هضم فئات معينة من الكربوهيدرات اسمها "فودماب" (السكريات قليلة السكاريد، والسكريات الثنائية والأحادية، والبوليولات). قد يعجز الجسم عن هضم هذه المنتجات أو يهضمها بشكلٍ جزئي، ما يؤدي إلى زيادة التخمّر تحت تأثير الجراثيم المعوية وإنتاج المزيد من الغازات.

تتعدد الأغذية الشائعة التي تدخل في خانة "فودماب" وتنتج الغازات، منها البروكلي، والفاصوليا والعدس، والقمح، والثوم، والبصل، والتفاح، وعصائر الفاكهة. لكن قد تشمل هذه الفئة أيضاً أغذية غير مُسبّبة للغازات، مثل الأفوكادو والكرز.

مؤشرات تحذيرية

تكون النفخة طبيعية في بعض الحالات، لكن يجب أن تستشير طبيبك إذا تكررت المشكلة أو دامت لفترة طويلة، أو إذا ترافقت النفخة مع أعراض أخرى مثل وجع البطن، وفقدان الوزن، والحمى، وظهور دم في البراز. قد تشير هذه الأعراض إلى مشكلة أكثر خطورة مثل الداء البطني، أو التهاب القولون التقرحي، أو مرض كرون، أو خلل في الكبد.





وظائف متباطئة

قد تتأثر مشكلة النفخة بتباطؤ الجهاز الهضمي أيضاً. يوضح ستالر: "تميل وظيفة الجهاز الهضمي إلى التغيّر والتباطؤ مع التقدم في السن. في هذه المرحلة، تحتاج المعدة إلى وقتٍ أطول لبدء عملية الهضم، ولا تعود الأمعاء قادرة على تحريك الطعام بالسرعة نفسها. هذا التباطؤ يُسهّل تراكم الغازات".

كذلك، قد يتراكم فائض من الغازات عند ابتلاع كمية مفرطة من الهواء. هذا ما يحصل مثلاً بسبب الأكل السريع، أو الإفراط في الأكل، أو التكلم أثناء الأكل.

بشكل عام يتصاعد فائض الغازات، بغض النظر عن سببه، نحو المريء ويخرج من الجسم عن طريق التجشؤ أو يتابع مساره في الجهاز الهضمي ويخرج من القولون على شكل غازات. لكن حين تتراكم كمية مفرطة من الغازات ويعجز الجسم عن إخراجها بسرعة كافية، قد تنتفخ المعدة.

تستطيع المعدة في هذه الحالة أن تعيد تشكيل نفسها وتتوسّع كي تستوعب كميات صغيرة من الغازات التي تنتجها خلال عملية الهضم العادية. لكنّ أي فائض من الغازات قد يطغى على هذه المساحة.

عند إنتاج الغازات بطريقة طبيعية، ينتفخ الحجاب الحاجز ويصبح جدار البطن مشدوداً للسماح للمعدة بالحفاظ على شكلها. لكن يهبط الحجاب الحاجز أحياناً أو ينقبض بطريقة شائبة رغم غياب أي فائض من الغازات، ما يؤدي إلى إرخاء عضلات جدار البطن ونتوء المعدة.


تنبّه إلى نظامك الغذائي


غالباً ما تزول النفخة تلقائياً لأن الغازات تخرج من الجهاز الهضمي عبر التجشؤ أو إطلاق الريح. لكن إذا تكررت النفخة، من الأفضل أن تبدأ بتخفيف مشتقات الحليب وتتأكد من عدم إصابتك بمشكلة عدم تحمّل اللاكتوز.

إذا لم تنفعك هذه الخطوة، راجع حميتك الاعتيادية بحثاً عن أغذية "فودماب". في مطلق الأحوال، من الأفضل أن تستشير خبير التغذية لتحديد المأكولات المُسببة للمشكلة ووضع استراتيجية مناسبة لحذف الأغذية الشائكة واستبدالها بمأكولات أخرى أو تعديل كمياتها.

كذلك، يمكنك أن تحمي نفسك من النفخة الناجمة عن فائض الهواء عبر إبطاء وتيرة الأكل، وتقليص حجم الوجبات، وتخفيف استهلاك المشروبات الغازية.

أخيراً، قد تستفيد من أخذ علاجات شائعة ومضادة للغازات، مثل "غاز إكس"، بعد الأكل لمعالجة النفخة العابرة (يسهم عنصر سيميثيكون الناشط في الدواء في تفكيك فقاعات الغازات). لكن يجب أن تعرف أن هذه المنتجات لا تفيد جميع الناس، وما من أدلة قوية على منافعها لمعالجة النفخة المتكررة أو المزمنة.