بشارة شربل

نعاهدكم على الانحياز

1 تموز 2019

10 : 11

كلمة واحدة تختصر علّة وجود "نداء الوطن" التي بين أيديكم ابتداء من اليوم. إنها "السيادة". وبقدر إيجاز هذه الكلمة بقدر اتساع ما تعبر عنه. فصحافة لبنان لا تحتاج فقط الى جريدة ورقية تعاود إنعاش صناعة مهددة بالزوال بل تحتاج خصوصاً أداة إعلامية ذات صدقية تحمل لواء السيادة بلا قفازات ومن دون مواربة، باعتبارها هدفاً يرسم ويشق الطريق الموصلة اليه، وباعتبارها خلاصة كل الكلام والإطار الأساس لمعالجة الأزمات الوطنية المتنوعة التي يعانيها لبنان منذ الاستقلال.
منذ "ثورة الارز" المجيدة في 2005 وحتى اليوم، شهدنا محاولات جدية للنهوض بلبنان من تداعيات حروبه الداخلية التي استجرّت وصاية وهيمنة وتدميراً للمؤسسات وعلاقات الأفراد والمجموعات. بعضها تكلّل بالنجاح، وكثيرها مُني بالفشل او تعترضه عثرات، حتى بتنا نعيش في بلد منتهك السيادة باستمرار من عدو يعربد في سمائنا وشقيق لم يتوقف عن الأطماع ولا احترم يوماً حقوق الجار، وحتى كدنا نعتاد على العيش في شبه دولة، منقوصة الكرامة بالحدود السائبة وغير المرسَّمة والمعابر غير الشرعية والبؤر الامنية المحمية بقوتها الذاتية وبتواطؤ القوى السياسية. وكل ذلك تسبّب أو تفاعل مع فساد راسخ ومحاصصة يتبجح بها أصحابها وعجز عن تطمين اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين الى مستقبلهم.
"نداء الوطن" ستكون صوتكم. انه عقدٌ ولو من طرف واحد، وعهد ان نقول الحقيقة ونعبّر بكل جرأة عن قناعاتنا وقناعات من يشاركوننا الرأي والإيمان بالقضية اللبنانية ليعود لبنان حرّاً سيداً مستقلاً ويعيش ابناؤه في دولة منيعة الجانب مكتملة الأركان ليس فيها إلا سلاح الشرعية، وليتطهّر لبنان من رجس السياسيين الانتهازيين والوقحين الذين أغرقوه بالديون والفقر ويستتبعون كل المؤسسات مرتكبين جريمة العصر ممثلة بتدمير القضاء الذي هو عماد دولة القانون وملاذ الناس وخصوصاً الضعفاء.
"نداء الوطن" تعاهدكم أن تكون جريدة كل اللبنانيين التائقين الى عيش كريم والرافضين أن يكون ابناؤهم مشاريع هجرة أو اتباعاً لطوائف عمياء وطائفية بغيضة أو لزعماء وأحزاب باعوا ولاءهم الوطني بثلاثين من الفضة للاستقواء على الشركاء او تمسّحوا على الاعتاب لجني المناصب والثروات الحرام.
و"نداء الوطن" تعاهدكم على الموضوعية والأمانة في نقل الحقيقة وكشف المستور انطلاقاً من المصلحة الوطنية وبعيداً من الإثارة الرخيصة. لكنها تعدكم أولاً وأخيراً بأن تكون منحازة، إذ لا حياد في الحق ولا مساومة على الاستقلال والسيادة والحريات، ومصلحة اللبنانيين ولبنان قبل سائر الدول والأقوام. وستكون عند وعدها مهما كانت الصعاب، وحاضرة للمثول يومياً أمام محكمة القراء.


MISS 3