التجديف بعد الستين... خيار مناسب؟

02 : 00

يستمتع الكثيرون بغرس المجداف في الماء أو اختراق المساحات المائية لتحريك المركب على طول سطح الماء. تعطي هذه العملية الشاقة نتائج ملموسة، فينتقل ممارسوها من مكان إلى آخر وصولاً إلى وجهتهم النهائية. وحين تترافق هذه الرياضة مع أجواء الطبيعة الهادئة ويشارك فيها أصدقاء ممتعون، سرعان ما تتحول إلى نشاط جسدي ممتاز وصحي. لكنها تطرح بعض المخاطر في حالات معينة.

أنواع النشاطات

تشمل رياضات مائية متنوعة شكلاً من التجديف العكسي (Rowing) أو التجديف الأمامي (Paddling). يمكنك ممارسة التجديف العكسي عبر استعمال مجداف واحد أو اثنين. تنقّل في مركب مستطيل يَسَع شخصَين أو أربعة أو ثمانية أشخاص. يجب أن تكتفي بمجداف واحد في هذه الحالة. أو يمكنك أن تستخدم مجدافَين في أي مركب أصغر حجماً إذا كان يَسَع شخصاً واحداً أو شخصَين أو أربعة.

في المقابل، يشير التجديف الأمامي إلى الرياضات المائية التي تستعمل مجادف فردية مزوّدة بشفرة مسطّحة على أحد أطرافها، ويمكن استخدامها أيضاً لممارسة التجديف وقوفاً (الوقوف أو الركوع على منصة مشابهة للوح التزلج العريض).

منافع التجديف

تعطي رياضة التجديف منافع صحية عدة:

تشغيل القلب والرئتين: تسهم تمارين الأيروبيك في زيادة قوة التحمّل، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وحماية قدرة التحرك، وتعديل المزاج، والحفاظ على القدرات المعرفية.

تشغيل مجموعات عضلية كثيرة: تقول دينيز فروست، معالِجة فيزيائية ومديرة "حركة الصحة" في مستشفى "سبولدينغ" لإعادة التأهيل التابع لجامعة "هارفارد": "هذه النشاطات تُحسّن قوة الجسم وتُنسّق حركاته. يُشغّل التجديف العكسي الساقين والظهر بشكلٍ أساسي. أما التجديف الأمامي، فهو يُشغّل عضلات الجذع لإنتاج قوة الدفع. في المقابل، يُشغّل التجديف وقوفاً عضلات المؤخرة وجوانب الجذع ويُحسّن التوازن أثناء الوقوف".

تعزيز الروابط الاجتماعية: تسمح مشاركة النشاطات مع الآخرين بمحاربة مشاعر العزلة والوحدة التي ترتبط بأمراض مزمنة وحالات الوفاة المبكرة.

التحكم بالضغط النفسي: يمكن التصدي للضغط النفسي المزمن، الذي يزيد احتمال التعرّض للالتهابات والأمراض المزمنة والوفاة المبكرة، عبر ممارسة الرياضة وتمضية الوقت في الطبيعة.

بعض المخاطر بعد الستين


حتى لو كنت تمارس التجديف العكسي أو الأمامي قبل سنوات، يجب أن تتوخى الحذر بعد عمر الستين وتفكّر بالمخاطر الجسدية التي تطرحها هذه الرياضة. توضح فروست: "التكرار جزء أساسي من هذا النشاط. قد يضغط التجديف الأمامي على أوتار الكتف، ويُسبب التجديف العكسي تشنّجاً في أسفل الظهر. لن يكون أي نوع من هذه الرياضات مناسباً إذا كنت مصاباً بالتهاب أوتار الكتف أو المرفق أو المعصم، أو بمشكلة في الظهر (إصابة في الأقراص أو تضيّق العمود الفقري)، أو إذا خضعتَ سابقاً لجراحة في الظهر".

كذلك، قد تطرح هذه النشاطات الرياضية خطورة عليك إذا لم تكن تجيد السباحة، أو لم تتدرّب منذ وقت طويل، أو كنتَ مصاباً بمرض في القلب أو الرئة. في مطلق الأحوال، استشر طبيبك قبل المشاركة في أي رياضة مماثلة.

نقطة الانطلاق


إذا كنت تهتم برياضة التجديف عموماً، قد يكون التجديف الأمامي خياراً أكثر ذكاءً في المرحلة الأولى لأن سهولة النشاط أو صعوبته تتوقف عليك. في المقابل، يتطلب تعلّم التجديف العكسي وقتاً أطول ويستلزم جهداً جسدياً أعلى مستوى. بعبارة أخرى، يجب أن تتمتع برشاقة كافية لممارسة هذا النشاط. كذلك، يُفترض أن تستعمل الواقي الشمسي وتضع نظارات شمسية، وتحافظ على ترطيب جسمك، وتكتفي بممارسة نشاطك في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من فترة بعد الظهر خلال الصيف لتجنب السخونة المفرطة.

إذا قررت ممارسة التجديف الأمامي، استأجر نوع المركب الذي تفضّله وشارك في حصص مسبقة لاكتساب هذه المهارة والتأكد من رغبتك في ممارستها.

في النهاية، قد تبدو رياضة التجديف سهلة، لكن تذكّر أنّ تعلّم أي مهارة جديدة وتنسيق حركات الجسم يتطلبان بعض الوقت. قد تشعر بالتشنج والتصلب في بعض مناطق جسمك لأن الجسم يتكيف في المرحلة الأولى مع قوى ومتطلبات جديدة. احرص إذاً على بدء النشاط ببطء واكتفِ بحصص قصيرة لزيادة قوة تحمّلك قبل تكثيف نشاطاتك.


MISS 3