طوني كرم

مسيرة تضامن والتزام بكشف الحقيقة في تفجير المرفأ

"التغيير" يكسر الروتين أم "... لا تعالج"؟!

1 حزيران 2022

02 : 00

أمام مدخل المجلس (فضل عيتاني)

كسر «النواب التغييريون» المشهدية التي طبعت إنتخاب رئيس وهيئة مكتب مجلس النواب منذ عقود، مسجلين سابقة في إسقاط النتائج المعلبة واضعين أنفسهم وزملاءهم أمام امتحان الرأي العام الذي واكب عبر الشاشات «المهزلة» التي اتسمت بها جلسة الأمس.

وفي محاولة لم تخلُ من الإنتقاد، توجه النواب بولا يعقوبيان، إبراهيم منيمنة، رامي فنج، ياسين ياسين، الياس جرادي، نجاة صليبا، ملحم خلف، حليمة قعقور، وضاح الصادق، سينتيا زرازير، فراس حمدان، مارك ضو، وميشال دويهي في مسيرة شعبية من مرفأ بيروت إلى مجلس النواب في رسالة للتأكيد على أن وجودهم في المجلس سيشكل إمتداداً وصداً للمطالب التي رُفِعَت في الشارع، واضعين إكليلا من الغار أمام تمثال الشهداء في وسط بيروت، ليعبروا بعدها إلى ساحة النجمة بعيداً عن المواكب السيارة والزجاج الداكن محصنين بهتافات المشاركين ومنها: «فتَحوا لـ بواب.. وصلوا النواب».

واستهلت المسيرة بكلمة لأهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020، شكروا فيها النواب الذين «جعلوا من قضية 4 آب وإنفجار المرفأ بداية لمشوارهم إلى المجلس»، طالبين «العمل على تمرير مرسوم تعيين رؤساء غرف التمييز، وتعديل القانون المتعلق بطلبات ردّ المحقق العدلي القاضي طارق البيطار لتصبح الغرامات دون سقف مالي، والتصدي لتحويل «قضية المرفأ» إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والنواب»، لأنه ليس من العدل حسب تعبيرهم أن يحاكم المجرم نفسه، كما «إخراج «القضية» من التجاذبات والتدخلات السياسيّة وفكّ قيود المحقق العدلي ليتمكن من استكمال عمله»، إلى جانب «الضغط من أجل تنفيذ مذكرات التوقيف بالمتهمين وسوقهم إلى السجون، واسقاط الحصانات عن جميع المتهمين بإنفجار المرفأ إفساحاً في المجال أمام استكمال المحقق العدلي عمله وسوق المتهمين إلى العدالة».





وصول «نواب التغيير» سيراً على الأقدام إلى ساحة النجمة لم يفقد وهج الساحة التي وصلها النواب في سياراتهم الفاخرة، قبل أن يسرق النائب كميل شمعون الأنظار لدى وصوله بسيارة «Collection Car» تعود لجده الراحل الرئيس كميل شمعون.

وعلى هامش الجلسة، أشار النائب زياد حواط إلى أن غياب التعاون بين قوى المعارضة أدى إلى فوز أحزاب السلطة في جميع المراكز، داعياً الجميع إلى التعلّم من هذا الدرس تحديداً بعد فشل محاولات التنسيق مع جميع القوى «السيادية» وتمسّك البعض في آرائه ما أدى إلى فوز أحزاب السلطة مجدداً، ليشدد على أن الأهم اليوم نتائج ما بعد الجلسة للتصدي للتحديات التي تنتظر الجميع.

في السياق، رفض النائب مروان حمادة التعليق على الفوضى العارمة التي رافقت الجلسة مكتفياً بوصف أداء بعض النواب بالـ «مرتّ». في حين رأى النائب بلال عبدالله أن «القوى الجديدة تعطي حيوية ودينامية للعمل في المجلس»، داعياً إلى تلقف «وجع الناس بعيداً عن جميع المشاكل التي إعترت الجلسة».





أما النائب اللواء أشرف ريفي فأشار إلى أن الجلسة «أظهرت شبه توازن بين القوى السياسية بعد الإنتقال من هيمنة شبه كاملة لـ «حزب الله» وحلفائه إلى حدّ ما لتحقق المساواة مع الفريق الآخر»، ليبقى الأساس بالنسبة له «قيام وطن سيّد يحقق العيش الكريم للإنسان».

وتوقف النائب ملحم خلف عند السياق الذي رافق الإنتخابات داخل الجلسة، مشيراً إلى أن الديمقراطية لا تقبل الفوضى، بل يجب أن تكون صورتها أكثر بهاءً.

وعن غياب التنسيق الذي أدى إلى خسارتهم بعض المراكز، أوضح أنهم كـ «قوى التغيير» خارج جميع الاصطفافات، بعيداً عن السعي إلى المناصب التي تقع خارج إهتماماتهم، مؤكداً أن «الأهم إكمال المسيرة التي إنطلقت من الشارع بعيداً عن عقد أيٍّ من الصفقات مع قوى السلطة الحالية».





بدورها، إعتبرت النائب بولا يعقوبيان «أنها المرة الأولى التي تحصل فيها الإنتخابات بعيداً عن التعليب المسبق للنتائج»، مشيرة إلى «أننا شهدنا جلسة إنتخاب حقيقية، بعيدا عن الصفقات والنتائج المسبقة والتعيين والتوافقات المسبقة على النتائج».

في حين أوضح النائب فراس حمدان، أن «المسيرة التي حصلت تأتي في إطار التضامن والإلتزام في كشف الحقيقة والوقوف إلى جانب أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت، وإلتزام بالعدالة ووصول التحقيقات إلى خواتيمها بعيداً عن تعطيل القضاء، وتأكيداً على الإلتزام بدولة القانون والمؤسسات»، قائلاً: «هذا الإلتزام هو في الأساس أخلاقي قبل أن يكون إلتزاماً قانونياً أو إنسانياً».

وعن أدائهم كـ «نواب»، ترك الحكم للرأي العام، ليتوقف أيضاً عند الفوضى العارمة التي حصلت في الجلسة، والتي إنطلقت جرّاء فرضهم المعركة الإنتخابية على المواقع، رافضاً تكريس الطائفية في المواقع على مستوى أمناء السرّ والمفوضين، مشدداً على أن «المواقع والمناصب لا تعنينا، إنما الأهم بالنسبة لنا يكمن في إعادة بناء دولة القانون والمؤسسات».





كذلك وضعت النائب سينتيا زرازير التحرك الذي حصل في إطار تسجيل موقف، للتأكيد على تمسكهم في متابعة قضية شهداء 4 آب في الشارع كما في المجلس، قائلة: «هذه قضيتنا.. وهي نحنا».

وعلى الرغم من المسيرة المؤيدة التي رافقت دخول «نواب التغيير» إلى ساحة النجمة، إلاّ أن بعض «الثوار» تصدوا لهم خلال مغادرتهم رافعين عنهم صفة «نواب الثورة» مشددين على أن «الثورة» تكون في الشارع وليس عبر مشاركة «المنظومة» في السلطة.

وعلى صعيد آخر، توجه الرئيس نبيه بري فور إنتهاء الجلسة إلى لقاء الرئيس ميشال عون في بعبدا، مكتفياً في الردّ على سؤال عما اذا بحث مع الرئيس عون في موضوع الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة، بالقول «من دون شك».




الحاضر الشهيد لقمان سليم



وفور إعلان فوز الرئيس نبيه بري بولاية سابعة، شهد العديد من المناطق اللبنانية إطلاقاً كثيفاً للنار، كما غصت الطرق المؤدية إلى مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة بالوفود الشعبية والمناصرين احتفالاً في المناسبة شاركت فيه شرطة المجلس النيابي.