مايز عبيد

التبّانة تُعانق جبل محسن ومسيرة لـ"مدرسة المشاغبين"

الثورة شمالاً: من الألم يصنعون البسمة

6 تشرين الثاني 2019

02 : 00

حشود يومية إلى ساحة النور

تحافظ الثورة شمالاً على عدم رتابتها فكل يوم تشهد ساحة النور حضور أهالي الشمال، وفي اليوم العشرين على الثورة استعدت الساحة في طرابلس ليوم جديد من الإحتجاجات السلمية واستقبال الوافدين لإقامة عرس ثوري مطلبي على الطريقة اللبنانية.

فتحت بعض المدارس أبوابها في المدينة ومع ذلك فضّل الكثير من الطلاب عدم الحضور إلى مدارسهم فقصدوا الساحة للإعتصام والتعبير عن حقهم "في العيش بسلام واستقرار في بلدهم بما يضمن حياتهم الكريمة ومستقبلهم".

وإلى جانب مظاهر الفرح بالوحدة الوطنية المتمثّلة باجتماع اللبنانيين من مختلف توجهاتهم، وعلى الرغم من حضور إبن "باب التبانة" إلى جانب إبن "جبل محسن" وهو مشهد لم تصنعه إلا الثورة، إلا أن هذه الثورة تخبّئ الكثير من المآسي. بين الجموع المحتشدة الكثير من الفقراء والمحرومين الذين لا يجدون عملاً ووظيفة ولا تشملهم أي رعايات صحية وخدماتية ولا يملكون حتى مأوى وقوت يومهم.

وتناقلت العديد من وسائل التواصل الإجتماعي صورة الرجل الذي ينام تحت جسر السنترال في الميناء، والآن يشارك في الثورة بساحة النور. هيثم بيروتي الذي لا يملك هاتفاً يلوّح فيه ليلاً في الساحة استعاض عنه "بولاّعة" ولوّح فيها للثورة والتغيير وبكى من قلبه ووجعه. وهناك الكثير ممن يستظلهم العَلم اللبناني، وهم لا يملكون شيئاً في هذا البلد، فشكّلت ساحة النور المأوى لهم، بانتظار أن يتحقق لهم شيء من هذا الحلم الكبير الذي يعيشون لأجله وأقله الشعور بالأمان والمواطنية. ثمة الكثير من كبار السن يعتصمون والدمعة في أعينهم تتطاير رغماً عنهم في بلد لا يضمن لهذه الشيخوخة كرامتها ومكانتها.

في اليوم العشرين على الثورة، استمرت انتفاضة المواطنين على المؤسسات العامة واستمرّ التحرّك باتجاه تعطيلها ووقف العمل فيها. إنطلق المتظاهرون باتجاه مؤسسة مياه لبنان الشمالي لإقفالها واصطدموا مع القوى الأمنية المولجة حماية المرافق العامة. البنوك بقيت مقفلة إضافة إلى المدارس بأغلبيتها والجامعات، بينما بقيت حركة السير خفيفة في المدينة باستثناء المتوجهين للمشاركة في فعاليات الإعتصام. كما أعيد فتح الطرقات جميعها في عكار ظهراً سواء في العبدة أو المحمرة وغيرها. كما استمر المعتصمون بفرض الإقفال على المصارف وشركتي الهاتف الخلوي في المنطقة.

كما أعيد فتح الطرقات شمالاً اعتباراً من ساعات الظهر، حيث أصبحت الطرقات المؤدية إلى طرابلس سواء من عكار أو المنية أو الضنية أو الكورة... كلها مفتوحة، إضافة إلى الطرقات المؤدية من طرابلس إلى بيروت الأساسية والساحلية (البحرية). ولا تزال القوى المدنية المشاركة باعتصام طرابلس تنظّم المسيرات السيّارة في المدينة، من ساحة النور إلى بعض الأحياء والشوارع للمطالبة برحيل السلطة والإستجابة للمطالب الشعبية.

ونفّذ تجمع "مدرسة المشاغبين" مسيرة في شوارع طرابلس، حمل المتظاهرون فيها وأغلبهم من فئة الشباب، العديد من الرايات المطلبية من مثل "الضمان خط أحمر... ضمان الشيخوخة حق... مجانية التعليم حق" وغيرها من الشعارات. كما حمل بعض المتظاهرين في ساحة النور "الملاعق والطناجر وغيرها من الأدوات وقرعوا عليها لعلّ المسؤولين يسمعون الصوت". وفي زغرتا نظمت مجموعة من الناشطين أمس مسيرة صامتة دعماً لمطالب الحراك الشعبي، انتهت بوقفة احتجاجية أمام سراي زغرتا حيث مبنى البلدية، ووضعوا خلال المسيرة كمامات للتعبير عن رفضهم لعدم ايجاد حل لأزمة النفايات.

ولوحظ تكتيك الإستعاضة عن قطع الطرقات بالتظاهر أمام المؤسسات والمرافق العامة، وشلّ عملها مع الإبقاء على موضوع قطع الطرقات كأداة ضغط تستعمل وقت الحاجة إليها.


MISS 3