طوني فرنسيس

المفاوضات المنتهية منذ إعلان الإطار

14 حزيران 2022

02 : 00

لا جديد منذ أعلن الرئيس نبيه بري قبل سنة وثمانية شهور (مطلع تشرين الاول 2020) عن انجاز اتفاق الإطار لرسم الحدود بين لبنان واسرائيل بوساطة اميركية ورعاية الامم المتحدة.

ولا جديد يميّز اعلان الخارجية الاميركية امس ترحيبها باستئناف الاتصالات التي يجريها مبعوثها آموس هوكشتاين، عن اعلان وزير الخارجية مايك بومبيو يوم الكشف عن اتفاق الاطار.

قال بومبيو يومها ان «الاتفاق بين الجانبين حول اطار مشترك للمفاوضات البحرية سيتيح للدولتين الشروع في مباحثات من شأنها ان تفضي الى مزيد من الاستقرار والأمن والازدهار للبنانيين والاسرائيليين على حدٍ سواء».

امس كررت خارجية بايدن ما قالته خارجية ترامب حيث رحبت بـ»الروح التشاورية والصريحة للطرفين للتوصل الى قرار نهائي، من شأنه أن يؤدي الى قدر أكبر من الاستقرار والأمن والإزدهار لكل من لبنان واسرائيل والمنطقة».

الاستقرار والأمن والازدهار، ثلاثية وصفة الخارجية الاميركية في مواكبة بيان رئيس مجلس النواب معلناً الاتفاق على التفاوض، وتعقيباً على قرار إرسال آموس هوكشتاين مرةً جديدة لاستكمال وساطته بطلب لبناني وموافقة اسرائيلية.

خلال سنة وثمانية أشهر غرق الموقف اللبناني في بحر التناقضات والحسابات الخاصة. اعلان بري جاء ليملأ فراغاً سياسياً محلياً في اعقاب اعتذار مصطفى اديب عن عدم تشكيل الحكومة، صار الحدث الجديد الترسيم مع اسرائيل، مع ان بري شدد على اولوية تشكيل حكومة لم يتمكن سعد الحريري منها ليخلفه بعد شهور نجيب ميقاتي، ثم لتصادف العودة، ربما الأخيرة للتفاوض، الحاجة الى حكومة جديدة، فلدى اعلان «الإطار» كان حسان دياب رئيساً للتصريف، والآن يصرّف ميقاتي الأعمال بانتظار حكومة مكتملة الصفات.

صراع الديكة والمصالح كان احد اسباب التعثر في الوصول الى رؤية موحدة تختم الاطار باتفاق، أضف اليه ارتباط سادة التفاوض بمحور أقليمي يوظف اي شاردة وواردة في حساباته الخاصة.

عند اعلان الاطار لم يحتجّ احد. لا سادة الممانعة ولا قادة محورهم، وفي الداخل اقتصرت المناكفة على تحديد الأدوار ومن هو الأقوى ممّنّ.

لم تتحول مقاطعة اسرائيل عنواناً، ولم يستلّ احد خنجر التطبيع ليطعن مشروع التفاوض. سارت الأمور كأن شيئاً لم يطرأ، عِلماً ان التوقيت كان يوحي بما هو أبعد. فقبل اسبوعين فقط كانت الامارات والبحرين ترسمان علاقتهما مع اسرائيل فاستحقتا غضب رعاة الاطار من الممانعين المحليين.

لولا مناكفات قادة الغاز السياسي المحليين والأهداف غير الصريحة للممسكين الفعليين بالتفاوض واطاره، لكان الاتفاق قد أنجز والغاز بدأ يزكم الأنوف، لكن يتضح من مسار عام وثمانية اشهر أن ثروة لبنان المفترضة لا زالت قيد الاستغلال السياسي في جبهات الإقليم، والخلاصة المتوقعة من جولة هوكشتاين لن تطول كثيراً لتظهر، رغم العزف الثنائي على احتمالات الصدام والحرب.


MISS 3