خلال جولة له في الشرق الأوسط

بايدن يلتقي محمد بن سلمان في تموز

02 : 05

جولة مفصليّة مرتقبة لبايدن في المنطقة (أ ف ب)

بعد أسابيع من التكهّنات حول موعد جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط، كشف البيت الأبيض أمس تفاصيلها لافتاً إلى أن بايدن سينتقل خلالها في رحلة تاريخية مباشرة من إسرائيل إلى السعودية، حيث سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في خطوة تُجسّد نهجاً جديداً في المقاربة الإستراتيجية للإدارة الأميركية الحالية.

وأوضح البيت الأبيض أن الرئيس الديموقراطي سيزور بين 13 و16 تموز إسرائيل والضفة الغربية والسعودية. وستكون هذه زيارته الأولى له إلى الشرق الأوسط كرئيس.

ويسعى بايدن إلى إقناع السعوديين بزيادة إنتاجهم النفطي، من أجل وقف ارتفاع أسعار المحروقات والتضخم في بلاده التي تشهد انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني، من المتوقّع أن يخسر خلالها الديموقراطيون سيطرتهم على الكونغرس.

وفي السعودية التي سيزورها في 15 و16 تموز، سيلتقي بايدن الملك سلمان وولي العهد الذي سيبحث معه خصوصاً مواضيع ذات صلة بمصادر الطاقة المتجدّدة والأمن السيبراني والأمن الغذائي والطاقة، وفق بيان صادر عن السفارة السعودية في واشنطن.

وأضاف البيان أن «الشراكة بين بلدَيْنا هي أكثر أهمّية من أي وقت مضى لتعزيز السلام والازدهار والاستقرار في العالم»، فيما أشار مسؤول أميركي للإعلام إلى أن السعودية شريك استراتيجي للولايات المتحدة منذ 8 عقود ويقطنها قرابة 80 ألف أميركي.

وأوضح البيت الأبيض أن «أمن الطاقة» سيكون محوراً رئيسيّاً في زيارة بايدن إلى السعودية، إلّا أن مسؤولين أميركيين تحدّثوا عن أن للجولة أهدافاً ديبلوماسية أوسع.

وذكرت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار أنّ «الزيارة إلى الشرق الأوسط تُشكّل ذروة أشهر عدّة من الديبلوماسية»، ولا تُمليها اعتبارات داخلية. وسيلتقي بايدن 10 مسؤولين خلال الجولة القصيرة لكن المكثفة، وستؤشّر الزيارة، وفق مسؤول أميركي كبير، إلى «عودة القيادة الأميركية».

وستبدأ الزيارة بلقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت. وسيتناول الحديث مع بينيت الدعم الأميركي للجيش الإسرائيلي، لا سيّما لنظام الدفاع الجوّي المضاد للصواريخ، «القبة الحديدية»، على خلفية توترات يُغذّيها الفشل في إحياء الإتفاق حول الملف النووي الإيراني.

وكشف المسؤول الأميركي أن بايدن «سيزور في إسرائيل على الأرجح منطقة تستخدم فيها هذه الأنظمة ويتحدّث عن آخر الاختراعات في بلدَيْنا في مجال استخدام تقنيات الليزر المضادة للصواريخ وللأخطار الجوّية الأخرى»، مشدّداً على أن بايدن «سيُجدّد التزام الولايات المتحدة الحازم بأمن إسرائيل».

كذلك، سيلتقي بايدن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على الأرجح في بيت لحم، وفق المصدر نفسه. وسيُجدّد «التزامه الدائم بحلّ يقوم على دولتَيْن»، وسيسعى إلى إعادة الحرارة إلى العلاقات مع السلطات الفلسطينية التي قطعت بشكل شبه كامل خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.

وفي نهاية جولته، يتوجه بايدن إلى السعودية في محطة ستطبع التاريخ، إذ سينتقل في طائرة تقلّه مباشرة من إسرائيل إلى جدة، وسيكون أوّل رئيس أميركي يصل إلى المملكة منطلقاً من الدولة العبرية، فيما كان ترامب قد استقلّ رحلة جوّية انطلقت من السعودية نحو إسرائيل في العام 2017.

وسيُشارك بايدن في قمّة لـ»مجلس التعاون الخليجي» في السعودية، يحضرها قادة البحرين وسلطنة عُمان والكويت وقطر والإمارات والسعودية. وقد يُشارك في الاجتماع قادة مصر والعراق والأردن، وفق المسؤول الأميركي.

ووضع الرئيس الأميركي ضمن أولوياته العمل على تمديد الهدنة المعمول بها في اليمن، ولجم الطموحات النووية لإيران، والعمل على تأمين الطاقة والغذاء العالميَّيْن. ويشمل برنامجه أيضاً قمّة افتراضية مع قادة مجموعة تضمّ إسرائيل والهند والإمارات والولايات المتحدة، ستتناول «أزمة الأمن الغذائي وغيرها من مجالات التعاون عبر نصف الكرة الأرضية حيث تُشكّل الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل مركزَيْن مهمَّيْن للابتكار»، بحسب ما أفاد المسؤول الأميركي الرفيع المستوى الصحافيين.


MISS 3