ركِّزوا على التربية!

هيدا رأيي - بقلم رائد جرجس

13 : 21

ركِّزوا على التربية!

حكمٌ في مباراة كرة قدم يهرب من لاعبين يهاجمونه ليضربوه. مدربٌ يدخل أرض الملعب ويعتدي بالضرب والركل على لاعب قاصر من الفريق الخصم. فريقٌ يزوّر أعمار لاعبيه في بطولة للناشئين ليفوز باللقب. هذه وغيرها من الممارسات الشاذة التي شاهدتُها شخصياً في لبنان خلال السنتين الماضيتين.

أضف إلى ذلك، فإنّ وزراء للشباب والرياضة وهم ليسوا رياضيين ولا شباب، ورؤساء اتحادات تعيّنهم مرجعيات سياسية لا يُضيفون شيئاً على ألعابهم ولا يحققون أيّ إنجاز لا على المستوى المحلي ولا القارّي، لا بل يتقاعسون في إتمام أبسط الأمور في إدارة البطولات المحلية. شبهاتُ فساد واختلاس أموال واللائحة في هذا السياق تطول...

لقد شهدتُ ما سبقَ ذكره وعايشتُه خلال سنوات طويلة من مواكبتي للرياضة في لبنان. هذا واقع الحال الذي يجب ألا ننكره بل يجب مواجهته ومعالجته. لقد فات الأوان لمعالجة موضَعيَّة من خلال النظام القائم في لبنان، فلن يُصلِح أحدٌ ما خرّبته يداه على مدى سنين. من هنا يجب أن يبدأ الإصلاح من النظام التربوي القائم على أساسَين مهمّين: تربية الأهل والتربية في المدارس. هنا يكمنُ عنصرا النجاح: فالتربية تقوم أولاً على الاحترام، لذا فإنّ أهمّ مادتين في البرنامج التربوي هما: التربية المدنية والتربية الرياضية.

فمن لا يحترم أهله أو معلّمه في المدرسة لن يحترم عامّة الناس في المستقبل، ومن لا يحترم الحكم في مباراة مدرسية أو بطولة رسمية لن يحترم شرطي السير أو عامل النظافة أو أيّ شخص يعمل للمصلحة العامة. ومن لا يحضَر إلى التمارين بانتظام وفي الوقت المحدّد سيستسهل الحضور متأخراً وعدم الإنتاج في عمله لاحقاً. ومن لا يستطيع التناغم مع رفاقه في فريق رياضي، من الصعب أن يجد سبيلاً للنجاح في عمله داخل مؤسّسات خاصة أو عامة. ومن لا يتقيّد بقوانين اللعبة ويغشّ عند الصغر، سيحاول التلاعب على القوانين في الكِبَر.

بإختصار، أرى أنّ أكثر مادتين مُهمَلتين في البرنامج التربوي اللبناني يجب أن تكونا الأهمّ، فليتعلم أولادنا التربية المدنية ويمارسوا الرياضة كلّ يوم، ليصبحوا أشخاصاً صالحين في المستقبل وليبنوا معاً وطنًا أفضل.

إنّ مستوى رقيّ البلدان ينعكسُ جلياً في مدى تطوّر نظامهم التربوي والإجتماعي وفي مستواهم الرياضي.


MISS 3