جوزيفين حبشي

القبلة المثلية ممنوعة في السينما العربية

ماذا عن القبلة المثالية بين رجل وامرأة؟

17 حزيران 2022

02 : 00

أم كلثوم وأنور وجدي

الشحرورة صباح غنّت يوماً "بوسة ما بسنا وعقلن طار، كيف لو بسنا شو كان صار؟"... "شو كان صار؟؟؟؟"، "ما كان صار شي" فحتماً الشحرورة لم تكن تقصد يومها قبلة بين شخصيتين مثليتين، كتلك التي تضمّنها اليوم الفيلم التحريكي الجديد لاستوديوات "بيكسار" بالتعاون مع "ديزني" "Lightyear"، ما دفع عدداً من الدول العربية لمنع عرضه في صالاتها.




رشدي أباظة وسعاد حسني




ولكن القبلة (حتى تلك المثالية والمتبادلة بين شخصين مغايرين جنسياً)، لطالما شكّلت مشكلة في عالم الفن العربي. فعلى عكس السينما العالمية، السينما العربية لا تحبّذ كثيراً أن تُطبّق على شفاه نجوم الأفلام، أغنيات عالمية وعربية مثل "besame mucho" لداليدا و"Viens M’Embrasser" لخوليو ايغليزياس و"Kiss You All Over" لبريتني سبيرز، واعطيني بوسة قبل النوم" لنجوى كرم، و"ابوسك الف بوسة يا حبيبي في المنام" لمادونا.




فاتن حمامة وعمر الشريف



القبلة المسموحة في الغناء (حتى العربي) مثلاً "غير مستحبة كثيراً على الشاشة، ونجمات عربيات كثيرات كن يرفضن "التبويس" في الأفلام، وأشهرهن فاتن حمامة (مع استثناء وحيد مع عمر الشريف في فيلم "صراع في الوادي" للمخرج يوسف شاهين سنة 1960). بدورها الممثلة سميرة أحمد كانت ترفض مشاهد القبلات، وصرّحت مرة أنها تخاف أن تقدّم القبلة في السينما لأنها تخاف على سمعتها، فالجمهور لا يصدق أن الأمر مجرد تمثيل. أيضاً الممثلة شهيرة كانت ترفض تقبيل أي ممثل يشاركها بطولة فيلم ما، ولم يحظ أحد بشرف لمس شفتيها في الأفلام سوى زوجها الممثل محمود ياسين. الممثلة حنان الترك تعرضت للطرد من مكتب المخرج يوسف شاهين عندما رفضت مشهد القبلة في فيلم "المهاجر" سنة 1994، وحتى لا تثير غضب شاهين عليها مرة ثانية، وافقت على مضض على مشهد قبلة مع هاني سلامة في فيلم "الآخر" سنة 1999. أما أول قبلة سينمائية تبادلتها يسرى في حياتها مع النجم حسين فهمي في فيلم "ألف بوسة وبوسة"، فقد تسببت لها يومها بـ"علقة" كبيرة مع والدها.

ولكن هذا لا يعني أن السينما العربية خلت من القبلات في الزمن الذهبي الجميل (حقبة الأربعينات حتى الستينات)، فأول قبلة سينمائية تعود لسنة 1942، وتبادلتها مديحة يسري مع فريد الأطرش في فيلم "أحلام الشباب". أما أشهر وأكثر صورة قبلة حاولت أم كلثوم منعها من النشر، فتعود لها مع أنور وجدي أثناء تصوير فيلم "فاطمة" الذي عرض سنة 1947. يومها كانت أم كلثوم تتمرّن مع أنور وجدي على أحد المشاهد العاطفية، ويبدو أن وجدي اندفع بأدائه وقام بطبع قبلة على فم كوكب الشرق. يومها لم تبالغ أم كلثوم في غضبها فهي كانت مطمئنة إلى أن المشهد لم يتم تصويره، ولكنها لم تنتبه لوجود أحد الصحافيين الذي التقط صورة فوتوغرافية للمشهد. وحاولت أم كلثوم منع نشر الصورة في الصحف والمجلات بعدما تسرّبت، ولكنها لم تنجح.




عبد الحليم وصباح في فيلم شارع الحب



أكثر النجوم العرب الذين "قبّلوا" في أفلامهم السينمائية في الزمن الماضي، هم عبد الحليم حافظ (فيلم ابي فوق الشجرة تضمن 50 قبلة) وفريد الأطرش ورشدي أباظة وناديا لطفي وشادية وعادل امام. أما هند رستم، ورغم أنها كانت تلقب بنجمة الإغراء و"مارلين مونرو العرب"، فإنها كانت تطلب من كل العاملين في أي فيلم تصوره، الخروج من الغرفة، عند تصوير مشهد قبلة. بدورها مسلسلاتنا التلفزيونية اللبنانية القديمة لم تخل من قبلة سريعة، مثل تلك التي تبادلها كل من وحيد جلال ووفاء طربيه سنة 1963 في مسلسل "مذكرات بوليس". يومها تحركت الرقابة وأصدرت قراراً بمنع التقبيل في المسلسلات اللبنانية. ولكن القرار سقط مع مرور الزمن، وهكذا أصبحت نضال الأشقر صاحبة أطول قبلة في تاريخ تلفزيون لبنان، من خلال قبلة في مسلسل "نساء عاشقات" سنة 1974. بدورها نبيلة كرم، طبعت قبلة سريعة وغير واردة في السيناريو، على شفاه أنطوان كرباج سنة 1979 أثناء تصوير أحد مشاهد مسلسل "بربر آغا". أما الراحلان الموسيقار ملحم بركات والراقصة داني بسترس فتبادلا قبلة، استُخدمت للتسويق التلفزيوني لمسرحية "ومشيت بطريقي" التي عرضت سنة 1995 على مسرح البيكاديللي في شارع الحمرا في بيروت.


MISS 3