لو أنّ السياسيين في وطننا لم يستولوا على أكثر من 90 بالمئة من مليارات الدولارات التي كانت تأتي الى لبنان منذ عشرات السنوات لكان لدينا اليوم أجمل بلد في العالم، وأنا أطلب من الله ألا يذهب تعبُ وتضحياتُ الثوّار سُدىً، وأن نصل الى تحقيق كلّ الطموحات المرسومة والأهداف المنشودة.
قلوبنا "محروقة" بسبب هذا الوضع الكارثيّ الخطير الذي وصلنا إليه، وأحزنُ عندما أرى كيف أنّ الرؤساء والملوك الخليجيين جعلوا من الصحراء جنّة، فيما المسؤولون في بلدنا حوّلوا لبنان "الجنّة" الى صحراء قاحلة، السياسيون عندنا مستهترون بالناس للأسف، لا يسمعون صوتهم وبكاءهم ولا يشعرون أبداً بوجعهم وجوعهم.
كلّ ما نناضل من أجله الآن هو أن نصل الى زمن يعيش فيه اللبنانيّ كإنسان، أيّ بمعنى ألا يتسول أبسط حقوقه الإجتماعية، كالماء والرغيف والكهرباء والطبابة وتعليم أولاده وتأمين مستقبل كريم لهم.
ما نريدُه اليوم ألا يتعرّض هذا الشعب الطيّب للبهدلة والإحتقار في حياته، أو أن يعيش بالذلّ والإرتهان كرمى لعيون هذا الزعيم أو ذاك!
المطلوب اليوم هو قليل من التواضع من قبل الطبقة الحاكمة، فهم حالياً ينظرون الى الناس من فوق، فكيف يمكن أن يشعروا بمعاناتهم وهمومهم؟ هم متخمون والشعب جائع، هم ميسورون والشعب يرزح تحت فقر شديد، فأين المساواة والعدل في هذا الوطن؟
ثورة ثورة...
* جو شلهوب
بطل لبناني ودولي في كرة الطاولة
