ميشال قزح

إلى الدولرة الشاملة... در!

20 حزيران 2022

02 : 00

بني اقتصاد لبنان، بشكل كبير، على القطاعين المصرفي والسياحي، من دون أي اهتمام للانتاج عموماً لا سيما الصناعة والزراعة ولو للاكتفاء الذاتي. وتحول إلى بلد يستورد كلّ شيء تقريباً... من المحروقات الى المواد الغذائية الى الدواء الى نربيش الارجيلة، وكلّ ما يحتاجه الانسان ليعيش.

وبالتالي، اقتصاد لبنان اصبح غالباً مدولراً، وبنسبة وصلت الى 80%؜ عشية ثورة 17 تشرين.

مع بدء الأزمة وتعدّد اسعار الصرف، وطبع كميات كبيرة من العملة وصلت الى اكثر من 50 تريليون ليرة،

ومع عدم معالجة المشاكل الاقتصادية وتفاقم الانهيار، وانخفاض احتياطيات العملات الاجنبية في مصرف لبنان الى ما دون 10 مليارات دولار بحسب أرقام مصرف لبنان (والتي هي برأيي الشخصي لا تتجاوز 2 مليار دولار)... ستفقد الناس الثقة بالليرة، خصوصاً مع تحويل مبيعات المحروقات وخاصة البنزين الى الدفع بالدولار.

اذاً سيبقى قطاعان تجاريان فقط بالليرة وهما: المواد الغذائية والادوية، ولن يطول الوقت قبل ان يتحولا ايضاً إلى الدولار... وبالتالي الى الدولرة الشاملة در!

المشكلة الاصعب هي انهيار مؤسسات الدولة التي يتقاضى موظفوها رواتبهم بالليرة والتي اصبحت لا تتجاوز قيمتها ثمن صفيحتي بنزين. فلن يتمكن هؤلاء من الذهاب الى أشغالهم فتتعطل كلّ الوظائف العامة.

يكابرون ولا يريدون صندوق النقد. يهدرون في ستة أشهر ٣ مليارات دولار تساوي مجموع برنامج لثلاث سنوات مع الصندوق.

هل تتعظ هذه الطبقة الحاكمة لتتخذ اجراءات لوقف الانهيار، وتقوم باصلاحات تنعش الاقتصاد، وتنقذ هذا الشعب من المزيد من الفقر والتهجير؟

(*) مستشار مالي