"لحلّ معضلة الكهرباء بعيداً عن التجارب التي أثبتت فشلها"

ميقاتي بعد تكليفه: لا وقت للغرق ولا إنقاذ من دون صندوق النقد

02 : 00

بعد تكليفه بتشكيل الحكومة العتيدة أمس، واستدعائه إلى قصر بعبدا واجتماعه مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وتبلغه تسميته رئيساً مكلفاً تشكيل الحكومة، أشار الرئيس نجيب ميقاتي، إلى أن «هذا التكليف الجديد يحمّلني مسؤولية مضاعفة، ولكن تبقى الثقة الملزمة للجميع من دون استثناء، لها عنوان واحد هو، التعاون جميعنا لإنقاذ وطننا وانتشال شعبنا مما يتخبط فيه»، مضيفاً: «أمدّ يدي إلى الجميع من دون إستثناء، بإرادة وطنية طيبة وصادقة».

وقال: «الوطن بحاجة اليوم إلى سواعدنا جميعاً. لن تنفعنا حساباتنا ومصالحنا وأنانياتنا إذا خسرنا الوطن، المهم أن نعي أن الفرص لا تزال سانحة لإنقاذ ما يجب إنقاذه. نحن قادرون معاً على إنتشال البلد من أزماته، المهم أن نضع خلافاتنا واختلافاتنا جانباً وننكب على إستكمال الورشة الشاقة التي تتطلب أن نضع أمامنا انقاذ شعبنا ووطننا كهدف واحد أوحد. لم نعد نملك ترف الوقت والتأخير والغرق في الشروط والمطالب. أضعنا ما يكفي من الوقت وخسرنا الكثير من فرص الدعم من الدول الشقيقة والصديقة، التي لطالما كان موقفها واحداً وواضحاً، ساعدوا أنفسكم لنساعدكم».

تابع: «لقد أصبحنا أمام تحدي الإنهيار التام أو الإنقاذ التدريجي إنطلاقاً من فرصة وحيدة باتت متاحة أمامنا في الوقت الحاضر. على مدى الأشهر الماضية دخلنا باب الإنقاذ من خلال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ووقّعنا الإتفاق الأولي الذي يشكل خريطة طريق للحل والتعافي، وهو قابل للتعديل والتحسين بقدر ما تتوافر معطيات التزام الكتل السياسية، وعبرها المؤسسات الدستورية، بالمسار الإصلاحي البنيوي. وفي هذا الصدد علينا في اسرع وقت التعاون مع المجلس النيابي الكريم لاقرار المشاريع الاصلاحية المطلوبة قبل إستكمال التفاوض في المرحلة المقبلة لانجاز الاتفاق النهائي مع صندوق النقد وبدء مسيرة التعافي الكامل».

وأردف: «اليوم أكرر القول إنه من دون الاتفاق مع صندوق النقد لن تكون فرص الانقاذ التي ننشدها متاحة، فهو المعبر الأساس للانقاذ، وهذا ما يعبّر عنه جميع اصدقاء لبنان الذين يبدون نية صادقة لمساعدتنا. كما أننا في صدد استكمال الخطوات الأساسية لحل معضلة الكهرباء التي تستنزف الخزينة وطاقات الناس، وندعو الجميع للانخراط في هذه الورشة بعيداً من الشروط والاعتبارات المسبقة والتجارب التي أثبتت فشلها في تعافي هذا القطاع».

كما دعا ميقاتي جميع القوى السياسية إلى «لحظة مسؤولية تاريخية، لحظة نتعاون فيها جميعاً لاستكمال مسيرة الإنقاذ الفعلي بأقصى سرعة، وبثقة كاملة من المجلس النيابي الكريم لوضع لبنان على مشارف الحلول المنتظرة».

وختم قائلاً: «تبقى كلمة أتوجه بها الى أبناء وطني. ثقتي كبيرة بكم أنتم الذين لم تقهركم شدّة، ولم تهزمكم المحن والشدائد رغم كل ما مرّ على هذا الوطن عبر تاريخه. بتعاوننا جميعاً نصنع من الضعف قوة، معاً عقدنا العزم على النهوض، لأننا مؤمنون بأن لا خلاص لوطننا إلا بتكاتفنا وتآزرنا. هذا اللبنان، الذي يستأهل منا كل تضحية ممكنة، لن نتركه ينهار. أمامنا عمل كثير، ولا وقت نضيّعه. نظرة واحدة، ولو سريعة إلى بعض الإيجابيات مع بدء فصل الصيف تكفي لإعادة الأمل بأن لبنان لن يموت، وهو سيتغلب على محنه».


MISS 3