مايز عبيد

ساحة النور تحتضن هموم اللبنانيّين: لكلّ قضيّة خيمتها

13 تشرين الثاني 2019

02 : 00

أهالي الموقوفين الإسلاميين يُطالبون بالعفو الشامل

شهدت مدينة طرابلس ولليوم الثامن والعشرين على الثورة إقفالاً للطرقات، لا سيما الأوتوستراد الدولي عند جسر "البالما" والطريق العام في البحصاص بالقرب من أفران الزعرور، إضافة الى المسارب والطرق المؤدية الى ساحة النور، وسُجلت حركة سير خجولة، فيما المحال التجارية بدأت تفتح أبوابها، وأعلنت المدارس والجامعات والمعاهد والمهنيات استمرار إقفال أبوابها أمام التلاميذ والطلاب.

ورغم مرور 27 يوماً على الثورة لم يتسلل الملل إلى قلب طرابلس، بل على العكس هي يومياً في تجدد وتألق، كاشفة عن طرابلس الحقيقية كما يريدها أبناؤها: ساحرة، جذّابة، أذهلت اللبنانيين والعرب، بما تقدّمه يومياً من عروض وطنية فاستحقت عن جدارة أن تسمى بـ"عروس الثورة".

هذه الثورة التي أخرجت كل ما في طرابلس من جمال، تجمّعت آلامها وآمالها معاً جنباً إلى جنب في ساحة عبدالحميد كرامي. والكثير من القضايا الشائكة التي أصبحت كل واحدة منها قضية رأي عام في طرابلس وصارت ربما حلم الطرابلسيين، هي اليوم موجودة في ساحة النور تعبّر عن نفسها ويعبّر عنها طلاب هذه القضية، من خلال خيمة شيّدت في الساحة.في خيمة "صرخة المظلومين في طرابلس والشمال" وجد الكثير من الفقراء والمظلومين أنهم محرومون من حقوقهم في الدولة، من الرعاية بكل أشكالها إلى عدم توافر كل مقومات المواطنة الحقّة لكل مواطن. من هنا كانت الخيمة لتعبّر عن صرخة هؤلاء في مجتمع ظالم ودولة بلا رحمة تجاه أبنائها ومظلوميها.

أما في خيمة "السلطة سقطت... البديل حكومة انتقالية" يحاول الشباب من أكثر من اتجاه التأكيد بأن "ثورتهم نجحت في إسقاط السلطة والمطلوب الآن التوقف عن المكابرة والشروع سريعاً بتكليف رئيس حكومة وحكومة انتقالية تدير البلد في هذه المرحلة الإنتقالية ريثما تحصل انتخابات نيابية مبكرة وإعادة تشكيل للسلطة بما يرضي الشعب".

ولا تخلو الساحة من خيمة لـ "الدفاع عن حقوق المستأجرين في لبنان"، وأخرى لـ"الأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي" الذين يطالبون بالتثبيت. وقالت إحدى المعلمات المتواجدة في الخيمة لـ"نداء الوطن": "كنا نعتصم وحدنا في السابق واليوم نزل كل الشعب اللبناني لأن الجميع في هذا البلد متساوون بالظلم والمعاناة من هذه السلطة".

ونصب أهالي الموقوفين الإسلاميين خيمتهم وطالبوا بالعفو الشامل. وقال الشيخ عمر الرفاعي باسم الأهالي لـ"نداء الوطن": "نرفض قانون العفو العام الذي يُحكى عنه، لأنه كما نسمع يتوجّه إلى أشخاص في طائفة معينة وللناس التي سرقت البلد ونهبته، ولا يشمل أصحاب الحق الحقيقي بهذا العفو العام. نحن لم نعهد الرئيس بري بهذا الشكل من التصرّف وعليه أن يثبت أنه شريك في الوطن. في حال صدر قانون استنسابي سيكون هناك تصعيد وقد نلجأ إلى الإضراب عن الطعام. نحن من نسيج هذا الوطن وموجودون هنا مع كل أبناء طرابلس الذين يؤيدون مطالبنا ونريد مطالبهم أيضاً".

وتحمل خيمة اسم "مدرسة المشاغبين" والاسم مستوحى من مسرحية عادل إمام ورفاقه. داخلها تُدار حلقات نقاش وتوعية بهدف أن "يتلازم مسار التغيير المنشود بمسار الوعي الشبابي في البلد".

الشباب اليساري حاضر أيضاً في الساحة. من أكثر من منطقة أتوا ليعبّروا عن نظرتهم للبنان الذي يحلمون به. وأوضح إيلي خوري من زغرتا لـ"نداء الوطن" أن "هذه السلطة خلقت ترابطاً واضحاً بين الأزمات الإجتماعية والجو الطائفي المذهبي في البلد، لكي تمنع أي إمكانية للتغيير. نحن كشعب لبناني أهدافنا واضحة اليوم: حكومة إنتقالية مع استعادة المال المنهوب لوقف الإنهيار الحاصل. رسالتي إلى السلطة: "أنتو موجودين من 30 سنة ونحن كشعب بدأنا من 27 يوماً نوعى.. محاولاتكم الإصلاحية "تجليطة" عم تضحكوا فيها على ناس بطلت تصدقكن.. ريحوا البلد وفلوا..".


MISS 3