جوزيفين حبشي

لايك هالحكي

المسرح عاد "دوّاراً" و"شغّالاً"

25 حزيران 2022

02 : 10

البارحة كانت فرحتنا لقرعتنا وكنّا نتنفّس الصعداء ونقول خيّ، والف خيّ، اصبح بامكاننا نحن سكان بيروت ان نتنشق الصحة والعافية، بعدما تمكنت بلدية بيروت (مشكورة) من القضاء على وكر التلوث الفكري، ونيترات الثقافة المُدمّرة، وامونيوم الفن الهدّام.

البارحة، كنا نصفق ونقول برافووو لبلدية عاصمتنا الحريصة على صحتنا وبيئتنا وصورتنا الناصعة البياض في العالم اجمع. كنا فخورين بالبلدية المقتنعة أن بلداً مثالياً مثل بلدنا، حرام وألف حرام أن "ينسّم عليه الهوا" ملوثاً، بسبب "موتور" "شقفة "مسرحٍ "مَوْتورٍ"، ظن نفسه شمس الثقافة والفن والجمال وتجرأ على تحدي عظماء الفساد، وشكسبيرات قلة الادب، واينشتاينات الانجازات، الذين حافظوا على تراثنا برموش العين ونيترات الامونيوم. البارحة كنا نهلل لبلدية بيروت لأنها نجحت في اطفاء مسرح لا يملك القدرة على شراء الواح طاقة شمسية ليظل دوّاراً وشغّالاً. البارحة كنا نصفّق لبلدية حجّمت هؤلاء الجهّال المنافقين، ووضعتهم عند حدّهم، هم الذين يدّعون بكل وقاحة ان الفن والمسرح هما المتنفس الوحيد والاوكسيجين الأوحد، في جهنم الملوثات التي تخنق البلد.

البارحة كم كنا فخورين ببلدية بيروت الساهرة على وطن يتمتّع بكافة مقومات البلد النظيف و"المهفهف" والخالي من فساد السلطة، وثاني اوكسيد الزعماء ونيترات الصفقات.

البارحة قلنا شكراً بلدية بيروت، على شلّ حركة المكان الوحيد الذي وقف على خشبته مفسدو هذا الوطن الفعليون، وحولوه "قطعة سما" و"اخضر حلو"، رغماً عن انف سلطتنا الموقّرة التي سعت جهدها لترفعنا الى مصاف جهنم.

البارحة قلنا شكراً، شكراً بلدية بيروت، فمع إقفال واحد من أواخر مسارح العاصمة الصامدة "بطلوع الروح"، بات بإمكاننا أن نتنفّس ملء الرئتين هواء بلد "هوى" فن الثقافة والحياة، وبفضلك "هوى" الى ما اعمق من الحضيض…

ولكن شتّان ما بين البارحة واليوم، فاليوم هوى القرار، ويا فرحة ما تمّت، و نور "الموتور" سيسطع من جديد، وستشرق شمس الثقافة والفن من على خشبة مسرح دوار الشمس مجدداً.

يا فرحة ما تمّت، فقد نجح "مفسدو الوطن" مرة جديدة في تأجيل "أكل هوا" كل من يصرّ على خنق اوكسيجين وطن لم يقض عليه ثالث اكبر تفجير ارهابي في العالم، ولن .


MISS 3