طوني فرنسيس

ميقاتي الرابع

25 حزيران 2022

02 : 00

مبروك للرئيس نجيب ميقاتي. ربما يكون وحده اضافة الى السيد حسن نصرالله، من الذين يعرفون ماذا يريدون والى أين تسير بهم سفن الحظ والسلطة.

وميقاتي ليس جديداً على عالم السياسة اللبنانية في تشعباتها وامتداداتها وأحفورياتها. وفي بداياته كان الراحل عمر كرامي بين الاوائل الذين وقفوا مندهشين ازاء «صعود نجيب العجيب»، لكن ذلك بات كلاماً من الماضي. ربما كان الراحل يشك بدعم خاص لغريمه من قبل الاصدقاء السوريين. الآن باتت الامور مختلفة. لقد فاز ميقاتي وقبله الرئيس نبيه بري ومعهما وبهما فاز «حزب الله»، والآن مهمتهم المشتركة جميعاً، الوصول بأريحية وارتياح الى رئاسة الجمهورية.

لعب ميقاتي دورين في محطتين مميزتين. الدور الاول في ترؤسه حكومة الانتخابات بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والثاني لدى ترؤسه حكومة الاطاحة بالحريري الإبن، الذي عاد وورثه في الحكومة التي سيستمر في رئاستها معدلةً على الارجح في أعقاب انتخابات جديدة وخيارات قديمة.

قُضي الأمر الآن. ميقاتي هو رجل المرحلة الحكومية حتى نهاية عهد قد لا ينتهي. كان يمكن للمعارضين المُعلنين في المجلس النيابي الجديد أن يخوضوا تجربة ً جديدة بإسم جديد، لكنهم لم يفعلوها، لذلك بقي ميقاتي فبدا انه يستحقها ويستحق الاستمرار، الا ان السؤال يبقى: ماذا بعد؟

اختيار ميقاتي بالأكثرية البسيطة التي نالها، يعني ان الكتل التي لم تختره للرئاسة مترددة وغير واثقة بمجريات الشهور الفاصلة عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتعني أيضاً ان الكتل التي اختارته واثقة بما تفعله وبخياراتها التي ستتوجها في انتخابات الرئاسة، الا ان عدم اليقين في حصول الاستحقاق الدستوري في موعده، سيدفع الجميع نحو الخيارات الغريزية الاولى المتعلقة بالبقاء والاندفاع نحو تأمين حصة في حكومة ميقاتي الرابعة التي ربما تحمل لقب فخامة الرئيس المنتظر حتى يقضي الله واحزابه أمراً كان مفعولاً.

في نظام من هذا النوع، وقوى سياسية كالتي نشهد، لا بد من نصيحة الى مختلف النواب، الذين سمّوا ميقاتي والذين لم يسمّوه وهو سيرحب بها، ومعه الحاكم الفعلي، ووزارة الخارجية الاميركية والرئيس ماكرون وطهران… مفادها خذوا حصتكم من الحكومة، لتكونوا موجودين يوم الترحيب بالرئيس الجديد، اما الاصلاح والتنمية والتغيير والتحرير فمجرد تعابير يجوز فيها الانتظار وشآبيب الرحمة.


MISS 3