محمد دهشة

السلطة الفلسطينية بين محورَي المنطقة مع زيارة بايدن

الأحمد: نطالب بشطب "المنظّمة" عن لائحة الإرهاب

30 حزيران 2022

02 : 00

الأحمد ودبور مع ممثلي الفصائل في منظمة التحرير

تقف السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة «فتح» ومعها فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» بين محورين متناقضين في المنطقة، محور الممانعة وتشكل حركة «حماس» و»حزب الله» رأسي حربة فيه، ومحور يجري تشكيله بين «إسرائيل» وبعض الدول العربية برعاية أميركية حيث من المتوقع أن يعلن عنه مع زيارة الرئيس جو بايدن في منتصف تموز الجاري والتي يصفها البعض أنها لقرع طبول الحرب.

وقوف القيادة الفلسطينية بين المحورين، لا يعني على الإطلاق أنها ضعيفة، أو تريد المضي في الاستسلام، إذ تملك من أوراق القوة ما يمكنها من مواجهة الضغوط الأميركية – الإسرئيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة وإنهاء وكالة «الاونروا» لذلك هي تحارب سلمياً ودبلوماسياً وسياسياً وشعبياً على كافة الجبهات، نجحت في الصمود أمام قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المجحفة وأسقطت مع باقي القوى الفلسطينية «صفقة القرن» وباتت في سلة المهملات، وصمدت في التصدي لمحاولات تدنيس الأقصى وتهويد القدس وما زال النضال مستمراً...

اليوم، يستشعر مسؤولوها بخطورة المرحلة ودقتها في ظل المتغيرات المتسارعة في الإقليم، فانكبوا إلى عقد لقاءات واتصالات، زيارات وتنسيق مواقف بدءاً من الرئيس محمود عباس وانتهاء بمسؤولي الملفات الساخنة، حيث تأتي زيارة عضو اللجنتين «التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية» و»المركزية لحركة «فتح»» عزام الأحمد الى لبنان في هذا السياق قبل أسبوعين على زيارة بايدن.

وتؤكد مصادر فتحاوية لـ «نداء الوطن»، أن زيارة الأحمد الى بيروت كانت مدرجة على جدول الأعمال قبل العلم بزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية، وهي لا تتعلق بالملف الفلسطيني أو المصالحة أو عقد أي لقاء ثنائي على الإطلاق، تهدف الى زيارة المسؤولين الرسميين اللبنانيين ووضعهم في أجواء التطورات وموقف السلطة و»الحركة» و»المنظمة»، وتنسيق الموقف لمواجهة الخطر المحدق بلبنان نفسه والقضية الفلسطينية على ضوء فرض تنازلات على السلطة وترسيم الحدود البحرية ومحاولة «إسرائيل» سرقة الثروات البحرية من الغاز والنفط.

وفي معلومات «نداء الوطن»، إن الاحمد الذي يرافقه السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور سيلتقي الرؤساء الثلاثة والقوى اللبنانية، وهو منذ وصوله انهمك في عقد لقاءات داخلية في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت، مع قيادة الساحة لحركة «فتح» ثم مع فصائل «المنظمة»، حيث كشف أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس «ابو مازن»، لا تراهن على زيارة الرئيس بايدن، رغم التعامل الايجابي معها، وسيكون موقفنا صلباً في مطالبته ليس فقط باتخاذ مواقف سياسية بل خطوات فعلية وملموسة حول مجمل السياسة الإسرائيلية التي تنتهجها ضد شعبنا، خاصةً الإجراءات الأحادية الجانب المتعلقة في القدس، والاستيطان، والجدار، والتهجير الذي تقوم به في الشيخ جراح والاغوار وغيرها من المدن والقرى والبلدات الفلسطينية.

وأوضح الاحمد أمام الفصائل الفلسطينية، أن مطلبين لا تراجع عنهما كمقدمة لحسن النوايا الأميركية، أولهما: مطالبة الرئيس بايدن بتنفيذ وعوده بفتح القنصلية الأميركية في القدس، ورفع منظمة التحرير الفلسطينية عن قائمة الإرهاب وفتح مكتبها في واشنطن، حيث كان الرئيس السابق ترامب قد أقفله وقام بطرد ممثلها في إطار الضغط السياسي لتطبيق صفقة القرن وشطب القضية.

وشدد الأحمد على أن انتظار نتائج الزيارة الرئاسية الأميركية لا يعني تخلي القيادة الفلسطينية والرئيس «ابو مازن» عن قرارات المجلس المركزي في التحلل من جميع الاتفاقيات والتفاهمات المتعلقة بالكيان الإسرائيلي»، مشدداً في الوقت نفسه حرصه على تفعيل وتطوير المنظمة وفصائلها وأن هذه القضية كانت على سلم أولويات جدول أعمال اجتماع اللجنة التنفيذية الأخير وسيصار إلى رسم الخطوات المناسبة لتحقيق ذلك في الأيام المقبلة.


MISS 3