الأفوكادو يُخفّف حدّة النوع الثاني من السكري!

02 : 00

يكشف بحث جديد أن جزيئة دهنية لا يمكن إيجادها إلا في الأفوكادو قد تقوي حساسية الأنسولين...
الأفوكادو ليس مجرّد إضافة لذيذة إلى الحمية الغذائية، بل إنه يشمل على ما يبدو جزيئة قادرة على تخفيض مقاومة الأنسولين بكل أمان.
أجرى باحثون من جامعة "غيلف" في كندا دراسة مفادها أن هذا العنصر الموجود في الأفوكادو حصراً قد يبطئ مؤشرات النوع الثاني من السكري لدى الفئران.
اختبر العلماء أيضاً مدى أمان ذلك العنصر على البشر، ونشروا ملخصاً عن نتائجهم في مجلة "التغذية الجزيئية والأبحاث الغذائية".


يمنع النوع الثاني من السكري الجسم من تفكيك الغلوكوز، أو السكر، في الدم بطريقة فاعلة. في الحالات الطبيعية، تتم هذه العملية بمساعدة هرمون الأنسولين في البنكرياس. لكن عند الإصابة بالسكري، يتوقف الجسم عن إنتاج ما يكفي من الهرمون أو يعجز عن استعماله بفاعلية.
يؤدي نوعا السكري إلى بقاء كمية مفرطة من الغلوكوز في الدم، وقد يسبب هذا الوضع غير الصحي (ما لم تتم معالجته) مجموعة من المشاكل الخطيرة، منها أمراض القلب، والجلطات الدماغية، وتضرر الكلى أو الأعصاب.
يقول المشرف الرئيس على الدراسة، نواز أحمد: "نحن نشجّع الجميع على الأكل الصحي وممارسة الرياضة كحلول فاعلة للمشكلة، لكن تبقى هذه الخطوات صعبة التطبيق في بعض الحالات. نعرف أن البدانة والسكري يطرحان مشكلة صحية خطيرة منذ عقود، ولا يزال الوضع على حاله".


حلل البحث الجديد، بقيادة الأستاذ المساعِد في جامعة "غيلف"، بول سبانيولو، ظاهرة مقاومة الأنسولين تحديداً.
تنشأ هذه العملية حين تعجز المتقدرات في الخلايا عن حرق الأحماض الدهنية بدرجة كافية عن طريق التأكسد. وعند الإصابة بمرض السكري، لا يكتمل ذلك التأكسد.
يحمل العنصر المؤثر في الأفوكادو اسم "الأفوكاتين ب". لإجراء الدراسة، أعطى الباحثون حمية غنية بالدهون للفئران طوال 8 أسابيع لتعزيز البدانة ومقاومة الأنسولين. ثم أضافوا "الأفوكاتين ب" إلى حمية نصف الفئران خلال الأسابيع الخمسة اللاحقة.
في نهاية الأسبوع الثالث عشر، اكتسبت الفئران التي استهلكت ذلك العنصر الوزن بوتيرة أبطأ من المجموعة الثانية، وزادت مقاومة الأنسولين لديها.
استنتج الباحثون أن عنصر "الأفوكاتين ب" تصدى لعدم اكتمال تأكسد الحمض الدهني في المتقدرات داخل عضلات الهيكل العظمي والبنكرياس، ما يضمن اكتمال تأكسد الدهون ويُحسّن تحمّل الغلوكوز وطريقة استعماله. نتيجةً لذلك، تحسنت حساسية الأنسولين لدى القوارض.


في دراسة عيادية منفصلة ومبنية على استعمال دواء وهمي لدى البشر، حلل الباحثون آثار مكملات "الأفوكاتين ب" تزامناً مع تبني حمية غربية نموذجية طوال 60 يوماً.
بلغت الجرعات المستعملة 50 أو 200 ملغ. وفي نهاية التجربة، لاحظ الباحثون أن المشاركين تحمّلوا ذلك العنصر بلا مشكلة، ولم يرصدوا أي آثار جانبية في الكبد أو العضلات أو الكلى، أو حالات تسمم مرتبطة بالجرعة. كذلك، خسر بعض المشاركين جزءاً من وزنه، لكن اعتبر الباحثون هذه النتيجة غير مهمة من الناحية الإحصائية.


يُصمم سبانيولو وزملاؤه تجارب عيادية لتقييم فاعلية "الأفوكاتين ب" على البشر، وحصلوا على رخصة من وزارة الصحة الكندية لبيعه على شكل مسحوق أو حبوب بحلول السنة المقبلة على الأرجح.
لكن من سوء حظ محبّي الأفوكادو وقليلي الحركة، يحذر سبانيولو من أن تناول هذه الفاكهة لا يضمن كمية كافية من "الأفوكاتين ب" لحصد منافعه المحتملة. تتفاوت كمية هذا العنصر بين فاكهة وأخرى، ولم يتّضح حتى الآن ما يفعله الجسم لاستخراجه من الأفوكادو.


هل سيكون "الأفوكاتين ب" القطعة المفقودة من معضلة التحكم بالسكري؟ وحدها الأبحاث المستقبلية قادرة على اكتشاف الجواب!

MISS 3