الرئيس الصيني يوجّه تحذيراً مبطّناً لهونغ كونغ

02 : 00

اعتبر الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس أن "الأنشطة غير القانونيّة العنيفة" الأخيرة في هونغ كونغ "تدوس بشدّة على سيادة القانون والنظام"، في المدينة التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي. وحذّر أثناء قمّة لدول مجموعة الـ"بريكس" في برازيليا من أن العنف يُهدّد بشكل خطر مبدأ "بلد واحد بنظامَيْن"، وشدّد الرئيس الصيني على أن بكين "تدعم بقوّة" سلطات هونغ كونغ والشرطة، معتبراً أن "وقف العنف والسيطرة على الفوضى مع استعادة النظام، هو حاليّاً مهمّة هونغ كونغ الأكثر إلحاحاً"، في وقت أغلق المتظاهرون المؤيّدون للديموقراطيّة المدينة بالحواجز والمسيرات أمس لليوم الرابع توالياً، بعد أيّام من إطلاق الشرطة النار على متظاهر واشتعال النار في شخص كان يُعبّر عن وجهات نظر مؤيّدة لبكين. وأغلقت المدارس والجامعات في هونغ كونغ، التي لا تزال تشهد حالة شلل شبه كامل.

وارتفع منسوب التوتر أمس مع نشر صحيفة "غلوبال تايمز" القريبة من السلطات الشيوعيّة في بكين والناطقة بالانكليزيّة، تغريدة تُعلن فيها أن سلطات هونغ كونغ ستُصدر قراراً لحظر التجوّل. لكنّها قامت بحذف التغريدة بعد نصف ساعة من نشرها. وبعد أكثر من خمسة أشهر من التظاهرات، تبنّت حركة الاحتجاج في المستعمرة البريطانيّة السابقة هذا الأسبوع، تكتيكاً جديداً يقضي بمضاعفة التحرّكات المحدودة التي تقوم بها مجموعات صغيرة، خصوصاً الطلّاب، لاستنزاف قدرات الشرطة إلى أقصى حدّ ممكن.


وكانت محاور الطرق الأساسيّة في المدينة صباح أمس مغلقة بحواجز صنعت من الخيزران والحجارة وأكوام من أشياء أخرى. وكان واحد من ثلاثة أنفاق للسيّارات يسمح بعبور مرفأ هونغ كونغ، مغلقاً أمام حركة السير كغيره من العديد من محطّات المترو وخطوط الحافلات. كما أمرت السلطات بإغلاق المدارس والجامعات حتّى الأسبوع المقبل، بينما أرجأت المستشفيات العمليّات الجراحيّة غير العاجلة. وبقي العديد من المحلّات التجاريّة مغلقاً. وانضمّ عند موعد الغداء بعض الموظّفين الذين تمكّنوا من الوصول إلى مكاتبهم لتظاهرات مختلفة في أنحاء المدينة كافة. وفي حيّ الأعمال، الذي يضمّ العديد من الشركات الأجنبيّة، أغلق آلاف الموظّفين والمدراء الطرق.


توازياً، أطلقت الشرطة الغاز المسيّل للدموع بالقرب من جامعة البوليتيكنيك، حيث دعي المتظاهرون إلى التجمّع. وفي رسالة نشرتها على "فيسبوك"، اتهمت الشرطة "مثيري الشغب" بـ"إطلاق سهام على العديد من رجال الشرطة الذين كانوا يقومون بدوريّة بالقرب من هذه الجامعة". من جهتها، تُظهر بكين مرونة أقلّ وتُلمّح إلى ضرورة تشديد الإجراءات الأمنيّة لمواجهة تصاعد العنف. وعلى صفحتها الأولى، كتبت "غلوبال تايمز" أن "عصابات حوّلت الجامعات إلى موقع حرب يشبه سوريا"، فيما اتّهمت صحيفة "شاينا ديلي"، المتظاهرين، بتحويل الجامعات إلى "قواعد ثوريّة". أمّا صحيفة "الشعب"، التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، فدعت إلى اتخاذ إجراءات قويّة لاحتواء العنف ووضع حدّ له.


MISS 3