ماذا يحصل حين تتباطأ ضربات قلبك؟

11 : 55

يشير بطء القلب إلى اضطراب في إيقاع القلب يُسبب التعب والدوار والإغماء. يتوقف ثبات ضربات القلب على مجموعة خلايا تشبه شكل الهلال وتقع في الجزء الأيمن العلوي من القلب. تُسمّى هذه المنطقة "العقدة الجيبية الأذينية" وتبث نبضات كهربائية خفيفة لحث الأذينَين على الانقباض وملء البطينَين بالدم. تقع هذه العقد بين الأذينَين والبطينَين وتنقل الإشارات الكهربائية بين المنطقتين. ثم ينقبض البطينان ويضخان الدم في الدورة الدموية. وبما أن تلك العقدة تُحدد إيقاع القلب ووتيرة عمله، تُسمّى أحياناً جهاز تنظيم ضربات القلب الطبيعي في الجسم.

مثلما تعطي البشرة والمفاصل وأعضاء أخرى مؤشرات على استنزاف جسمك مع التقدم في السن، قد تكون الهياكل الواقعة داخل قلبك جزءاً من تلك المؤشرات أيضاً. يوضح بيتر زيميتبوم، مدير قسم أمراض القلب العيادي في مركز "بيث ديكونيس" الطبي التابع لجامعة "هارفارد": "هذا التنكس المرتبط بالسن قد يؤثر على العقدة الجيبية الأذينية وأعضاء أخرى من نظام توصيل القلب".

نتيجةً لذلك، قد يتراجع إيقاع القلب الطبيعي إلى أقل من 60 ضربة في الدقيقة، علماً أنه يتراوح في الحالات العادية بين 60 و100. تُعتبر مشكلة بطء القلب شائعة لدى كبار السن، بعد عمر السبعين بشكل عام. إذا تراجع إيقاع قلبك ولم تواجه أي أعراض، لا داعي للقلق. لكن إذا لاحظتَ أعراضاً واضحة، مثل الدوار أو الإغماء أو التعب أو انقطاع التنفس أو الارتباك، استشر طبيبك فوراً.

أسباب المشكلة

قد ينشأ بطء القلب حين تختلّ العقدة الجيبية الأذينية. لكن إذا توقفت عن العمل فجأةً، يملك القلب "مولّدات احتياطية" لاستلام المهمة، منها العقدة الأذينية البطينية التي تستطيع الحفاظ على إيقاع القلب، بين 50 و60 ضربة في الدقيقة. إذا تباطأت الإشارات الكهربائية التي تمرّ بهذه المنطقة أو تعطّلت، تُعرَف الحالة بالإحصار القلبي: إنه سبب كامن آخر لبطء القلب. لكن لا يتعلق هذا الخلل بالانسدادات المرتبطة بالصفائح في الأوعية الدموية، بل إنها ذات طابع كهربائي بكل بساطة.

ثم يشمل مسار التوصيل الكهربائي فروع الحزمة اليسرى واليمنى: إنها الإشارات النهائية التي تُبلِغ البطينَين بضرورة الانقباض. يقول زيميتبوم: "ليس غريباً أن يتباطأ إيقاع القلب أو ينسدّ بالكامل في أحد المسارات. لكن في هذه الحالة، يستطيع الطرف الآخر أن يعوّض عما يحصل في معظم الأوقات". وإذا تعطلت هذه الأنظمة الاحتياطية كلها، قد تتابع عضلة القلب الانقباض، لكنها تقتصر على 30 أو 40 ضربة في الدقيقة، وهو إيقاع أبطأ من أن يوفّر ما يكفي من الدم للدماغ.

عوامل خطر مؤثرة

بالإضافة إلى العمر، تتعدد الاضطرابات التي تزيد خطر الإصابة ببطء القلب:

• ارتفاع ضغط الدم بدرجة خارجة عن السيطرة.

• عدوى جرثومية في الدم تصيب صمامات القلب.

• تاريخ من عمليات القلب، منها جراحة تحويل مجرى الشرايين أو استبدال الصمامات.

على صعيد آخر، قد يتباطأ إيقاع القلب بسبب أنواع من الأدوية الخافضة للضغط، منها حاصرات البيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم، أو حتى قصور الغدة الدرقية وانقطاع التنفس أثناء النوم. يبقى مرض لايم نادراً، لكنه قد يسبب إحصاراً قلبياً ما لم يتم تشخيصه أو معالجته. لكن تستطيع المضادات الحيوية أن تحلّ المشكلة. أخيراً، يكون مرض الساركويد الالتهابي سبباً غير شائع آخر لبطء القلب.

التشخيص والعلاج

بما أن نوبات بطء القلب تكون متقطعة أحياناً، قد لا يرصد تخطيط القلب الكهربائي العابر المشكلة دوماً. يحتاج الناس إلى ارتداء جهاز محمول لمراقبة القلب وتسجيل إيقاعه لمدة تتراوح بين 24 و72 ساعة.

يتوقف علاج بطء القلب على سبب الحالة وحدّتها. يمكن الاستفادة أحياناً من معالجة المشكلة الكامنة أو تعديل الأدوية. في حالات أخرى، يحتاج المريض إلى جهاز تنظيم ضربات القلب: إنه جهاز صغير يعمل على البطارية ويرسل نبضات كهربائية عبر أسلاك إلى القلب. لكن يحتاج آخرون إلى وضع هذا الجهاز موقتاً، لبضعة أيام (بعد التقاط عدوى أو الخضوع لعملية استبدال الصمام الأبهري مثلاً). تبقى هذه الأجهزة خارج الجسم، فتُعلَّق على الملابس أو توضع على الطاولة إلى جانب السرير. لكن تتطلب الأضرار المزمنة في كهرباء القلب وضع جهاز تنظيم الضربات بشكلٍ دائم، فيُزرَع تحت الجلد في أعلى الصدر خلال جراحة بسيطة. تكون هذه الأجهزة مبرمجة لتحفيز أو تنظيم القلب عند الحاجة، بما يتماشى مع إيقاعه الطبيعي، لذا تساعد الناس في حالات كثيرة على متابعة التحرك. أخيراً، تكشف الأبحاث أن الأشخاص الذين يستعملون هذا النوع من الأجهزة يميلون إلى العيش بقدر من لا يستعملونه إذا كانوا غير مصابين بمشاكل صحية خطيرة أخرى.


MISS 3