شينزو آبي... "أمير" من النخبة اليابانيّة

02 : 00

آبي مخاطباً أنصاره قبل لحظات من اغتياله أمس (أ ف ب)

تولّى شينزو آبي الذي اغتيل بالرصاص في منطقة نارا بغرب اليابان أمس، منصب رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ البلاد، قاد خلالها إصلاحات اقتصادية طموحة وأرسى علاقات ديبلوماسية أساسية وتصدّى لفضائح.

وبعد حوالى عامَيْن من اضطراره للتخلّي عن السلطة لأسباب صحية، توفي آبي (67 عاماً) بعد إطلاق النار عليه خلال تجمّع انتخابي. وبصفته رئيس وزراء اليابان الأطول بقاء في هذا المنصب، كان آبي معروفاً بسياساته المتشدّدة واستراتيجيّته الاقتصادية المميّزة "آبينومكس"، وهي سياسته المبنية على التيسير النقدي والتحفيز المالي والإصلاحات الهيكلية.

وكان آبي يبلغ من العمر 52 عاماً عندما أصبح رئيساً للوزراء للمرّة الأولى في العام 2006، وبات بذلك أصغر رئيس حكومة سناً في تاريخ البلاد. وكان يُنظر إليه على أنه رمز للتغيير والشباب، ولكنه مثل أيضاً الجيل الثالث من عائلة محافظة من النخبة السياسية.

وينحدر آبي، الملقّب بـ"الأمير"، من عائلة سياسية بارزة فهو نجل وزير الخارجية السابق شينتارو آبي وحفيد رئيس الوزراء السابق نوبوسوكي كيشي. وانتُخب آبي للمرّة الأولى لعضوية البرلمان في العام 1993، وفي العام 2005 أصبح عضواً في مجلس الوزراء عندما عيّنه رئيس الوزراء آنذاك جونيشيرو كويزومي في منصب كبير أمناء مجلس الوزراء.

وكان آبي معروفاً بموقفه المتشدّد في شأن الدفاع والسياسة الخارجية، وسعى منذ فترة طويلة إلى تعديل دستور اليابان السلمي الذي صدر بعد الحرب العالمية الثانية. وغالباً ما أثارت آراؤه القومية التوترات مع الصين وكوريا الجنوبية، لا سيّما بعد زيارته العام 2013 لنصب ياسوكوني في طوكيو، وهو موقع مثير للجدل مرتبط بالنزعة العسكرية اليابانية قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها.

كما اتخذ موقفاً حازماً من كوريا الشمالية. وطالب في العام 2015 بالحق في الدفاع الجماعي عن النفس، الأمر الذي يُمكّن اليابان من تعبئة القوات في الخارج للدفاع عن نفسها وحلفائها المعرّضين للهجوم.

وعلى الرغم من معارضة جيران اليابان وحتّى الشعب الياباني، وافق البرلمان الياباني على هذا التغيير. ولم يتحقق هدفه الأكبر المتمثل في مراجعة الدستور للاعتراف رسميّاً بالجيش الياباني، ولا يزال هذا الموضوع مثيراً للإنقسام في اليابان.


MISS 3