مايز عبيد

تراجع كبير في حركة منظمي الرحلات

موسم الحج شمالًا: دائرة المستطيعين ضاقت

9 تموز 2022

02 : 00

الحج بات شبه مستحيل لمن لا يملك المال

عندما فرض الله تعالى فريضة الحج جعلها على المستطيعين. قال تعالى:»( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا). هذا الشرط الإلهي وضع من باب تخفيف الأعباء عن غير المستطيعين تأدية هذه الفريضة، إذ ليس بمقدور كل الناس تأديتها سيما وأنها بحاجة إلى سفر ومصاريف وخلافه.

ولموسم الحج في لبنان حسابات أخرى مختلفة. ففي بلد يعيش الإنهيار منذ 3 سنوات، ارتفعت خلالها تكاليف فريضة الحج لتبلغ هذه السنة أكثر من 5 آلاف دولار أميركي على الشخص الواحد. هذا فقط في تكاليف السفر إلى مكة المكرمة وتأدية الفريضة والنحر أي فعاليات الحج. لكن من أراد من الحجيج شراء هدايا وأمور من لوازم الحج من قبيل المسابح والسجادات وخلافه، لتقديمها لأصحابه والمهنئين، فإن رزمة التكاليف ستزداد بلا شك، وهو سيكون بحاجة إلى مبلغ 1000 دولار إضافي أو أكثر لتأمين هذه المستلزمات. من هنا فإن دائرة المستطيعين تغيرت كثيراً بمعنى أنها ضاقت ولم يعد باستطاعة الموظفين ومن كانوا في السابق ممن يسمون بالطبقة الوسطى تأدية الفريضة.

أمام هذه التكاليف الباهظة فإن العديد من الأشخاص الذين كانوا ينوون تأدية فريضة الحج هذه السنة عدلوا عن الفكرة؛ لأنه بكل بساطة ليس باستطاعتهم تأمين تكاليفها بالدولار أو بما يعادله بالليرة اللبنانية.

السيد أحمد عودي من عكار قال لـ «نداء الوطن»: «فكرة الحج تراودني منذ سنوات، وكل سنة أحاول ولا تتيسّر. قبل الأزمة كانت التكاليف بحدود الـ 3 آلاف دولار أي 4 مليون ونصف لكنه كان مبلغاً ليس من السهل تأمينه... الحج هذه السنة تخطت تكاليفه الستة آلاف دولار وهو رقم خيالي لرجل عسكري متقاعد مثلي ولديه عائلة مؤلفة من 9 أشخاص... من يدري قد يكتب الله لنا الحج أنا وزوجتي في يوم من الأيام وقد توافينا المنيّة قبل ذلك، ولكن ما يطمئن في عقيدتنا أن الله قد جعل تأدية هذه الفريضة على المستطيع ولغير المستطيع عذره والله يتقبل ذلك».

من جهته، رأى السيد أنور ياسين من طرابلس أن «مستطيعي القيام بالفريضة باتوا قلائل جداً... النية موجودة والتيسير من الله وكل سنة أقول هذه السنة ثم تعود وتتعقد الأمور... الله كريم إلا ما تفرج».

قلة من الناس من أهالي الشمال هم الذين استطاعوا القيام بفريضة الحج هذه السنة. فقد اختفى مشهد باصات الحجيج وقوافلهم التي لطالما كانت تملأ الطرقات في القرى والبلدات والشوارع والأحياء وهم يتوجهون من مناطقهم إلى مطار بيروت ثم إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج... في هذا الصدد يشير أصحاب بيع محلات زينة الحج في الشمال إلى أن الحركة هذه السنة ما زالت دون المستويات السابقة والسبب هو قلة عدد الحجيج من جهة وارتفاع أسعار الزينة عن الأعوام السابقة وكلها عوامل أدت إلى تراجع الحركة.

من جهتهم، أشار عدد من منظمي رحلات الحج والعمرة في الشمال إلى تراجع كبير في الحركة هذا العام عن الأعوام السابقة حتى أن بعض المكاتب أقفلت بشكل نهائي.

تجدر الإشارة إلى أنه في السابق كانت موانع الحج في التأشيرات القليلة التي كانت تصدرها الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية وللأعمار الكبيرة، لكن الموانع زادت أكثر، وهو المانع المادي الذي بات يعيق الكثير من الحجاج عن تأدية هذه الفريضة في أركان الإسلام الخمسة.


MISS 3