التنويم المغناطيسي تحت المجهر مجدداً

13 : 13

تتحول خيارات الطب البديل التي تثبت فاعليتها إلى أدوية بحد ذاتها!

تاريخياً، تكثر العلاجات التي بدت في المرحلة الأولى فاشلة، لكنها عادت وتحوّلت إلى أدوية مدهشة. خلال الثمانينات، أثبت عالِمان أستراليان أن قرحة المعدة لا تنجم عن الضغط النفسي، بل الجراثيم. نتيجةً لذلك، استطاع نوع بسيط من المضادات الحيوية أن يعالج المشكلة التي كانت تُعتبر غير قابلة للعلاج. لكن لم تقتنع الأوساط الطبية بهذا الخيار بسهولة.

فاز العالِمان بجائزة نوبل لأنهما كان عنيدَين بما يكفي لتحدي الأفكار السائدة. اليوم، نحتاج إلى هذا العناد أيضاً لتحديد مكانة التنويم المغناطيسي في الطب التقليدي.

يحق للناس أن يشككوا بهذا العلاج، نظراً إلى أصوله الخيالية، لكن تزداد الأدلة التي تثبت أنه علاج طبي واعد، كونه يساعد الأطباء على إجراء أي جراحة تزامناً مع تخفيض الآثار الجانبية المحتملة وتراجع الكلفة، كما أنه يخفف الألم المزمن، ويُحسّن تقنيات فقدان الوزن، وقد يسهم في معالجة أزمة الإدمان العالمية.

لكن يُفترض ألا يتقبل المعنيون أي نوع من الطب البديل قبل جمع أدلة صلبة على فاعليته وآثاره. يسمح العناد ببلوغ هذه المرحلة فحسب. لكننا نحتاج أيضاً إلى تكثيف الاستثمارات والدراسات في هذا المجال. في ما يخص التنويم المغناطيسي، لا تزال الأبحاث قليلة.

رغم شيوع الفكرة القائلة إن التنويم المغناطيسي وسيلة للإقلاع عن التدخين، لم تكتشف مراجعة حديثة أي أدلة جازمة على أثره الإيجابي في هذا الإطار. لكن لا يعني ذلك أنه غير مفيد برأي جايمي هارتمان بويس من جامعة "أكسفورد"، لأن تصميم البحث كان سيئاً لدرجة ألا يسمح بالتأكيد على أي معلومة: "هذا الموضوع مهم جداً، لذا نحتاج إلى تجارب أفضل وأكبر حجماً".

يصعب تعريف التنويم المغناطيسي أو دراسته، لكنها خطوة مفيدة جداً. يُقال إنه قد يخفف الإدمان على المواد الأفيونية. وبما أن المخدرات تقتل عدداً كبيراً من الناس يومياً بسبب الجرعات الزائدة، يجب أن نأخذ هذا الخيار على محمل الجد. سبق واقتنع أصحاب القرار بعلاجات بديلة مثل طب التجانس، لكن يُفترض ألا يمنعنا ذلك من استكشاف أنواع أخرى من العلاجات غير المألوفة. من يدري؟ قد يفوز علاج مستبعد بجائزة نوبل يوماً!


MISS 3