جنى جبّور

"آفاق" تحتفل بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسها

ريما المسمار: نعمل على دعم الإنتاجات للوصول إلى أوسع جمهور

15 تموز 2022

02 : 01

ريما المسمار

تحتفل "آفاق" غداً السبت بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسها في "ميدان سباق الخيل في بيروت" ايماناً منها بأهمية تفعيل الأماكن العامة المهملة في العاصمة لتكون مساحة لقاء جامعة، ليشكل "ميدان" حدثاً غير مسبوق تحييه أبرز الوجوه الفنية لموسيقى الشباب العربي اليوم. وفي هذه المناسبة، تحدثت مديرة المؤسسة ريما المسمار لـ"نداء الوطن" عن أهمية هذا الحدث وبرنامج "آفاق" المستقبلي لدعم المواهب الشابة وبناء القدرات وتحفيز انواع التعابير الابداعية الجديدة.






ماذا يعني لكم الاحتفال بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيس "آفاق"؟



ملصق الاحتفال




هذه المناسبة مهمة جدّاً بالنسبة لنا كمؤسسة تعمل في القطاع الثقافي والفني على امتداد المنطقة العربية، فهي تشير الى تراكم تجربتنا وخبرتنا ومعرفتنا. كما نتوقف عندها لتقييم أعمالنا ونجاحاتنا كما إخفاقاتنا لنطور عملنا في المستقبل، واضعين حجر اساس نسير وفقه في السنوات الخمس المقبلة، عارضين أمامنا المجالات التي تحتاج الى اهتمام، لنبقى على اتصال ومواكبة تامة للواقع الثقافي والفني في المنطقة.



كاتيب


هل سيواكب برنامجكـــــم التطـــــــــور الحاصل في الفضاء الثقافي والفني، وكيف؟



تدير "آفاق" حالياً 10 برامج دعم (الفنون البصرية، الفنون الأدائية، الفيلم الوثائقي، التصوير الفوتوغرافي الوثائقي، الكتابات الإبداعية والنقدية، البحوث حول الفنون، الموسيقى، التدريب والنشاطات الإقليمية والسينما) ضمنها برنامجان يقدمان دعماً مادياً. وسنكمل عملنا وفق احتياجات الساحة الثقافية - الفنية حالياً، سواء من ناحية بناء القدرات او تحفيز انواع التعابير الابداعية الجديدة او التفكير بالدائرة المتكاملة للإنتاج والعرض.






ويمكن القول إنّ تركيزنا سيصب على كيفية دعم الانتاج وتدوير وترويج الأعمال الفنية. فنحن حالياً ندعم المشروع حتى يبصر النور، ولكننا ندرك جيداً نقص البنى التحتية المتعلقة بالتوزيع والنشر، لذلك سنعمل في المرحلة المقبلة على خلق ودعم قنوات تسمح في تأمين التواصل بين الأعمال الفنية والجمهور وتوسيع رقعة المشاركة في الانتاج الثقافي بشكل عام، ودعم وتوفير فرص اكبر للمجتمعات المهمشة مطورين برامج دعم ملائمة لآليات الانتاج والعمل الثقافي فيها.





الوايلي



كيف تؤمّنون الموارد لدعم الإنتاجات الثقافية والفنية؟

تدعم "آفاق" بشكل منهجي المشاريع المناوئة للقيود والحدود التي يجد فيها ممولون آخرون مخاطرة، وتقيمها على أساس فني من دون أي رقابة أو تدخل في المضمون.

نحاول جاهدين، توفير مصادر مستقلة من أفراد ومؤسسات في المنطقة لدعم مشاريعنا وتأمين استمراريتنا من خلال تحريك الموارد واعادة توزيعها على شكل منح أو دعم تقني او تدريب، في ظل غياب المؤسسات المانحة وانعدام دور القطاع العام الّا في بعض دول العالم العربي مثل تونس، المغرب والجزائر.

إنّ تأمين الموارد مسألة مؤرقة بالنسبة لنا، ولاسيما اننا نلتزم بمبادئنا كمؤسسة رافضين اشتراط الممول على طريقة توزيع هذه الموارد أو توظيفها لخدمة أجندة خاصة به، فنحافظ بذلك على استقلاليتنا وعلى سقفنا العالي بعيداً عن الخطوط الحمر من ناحية أعمال الفنانات والفنانين...




دنيا وائل



بالعودة الى أجواء الاحتفال، أخبرينا أكثر عن برنامج "ميدان" السبت؟

نحتفل غداً (16 تموز) عند السادسة والنصف مساءً بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيس "آفاق" في ميدان سباق الخيل في بيروت بحفل موسيقي تحييه أبرز الوجوه الفنية لموسيقى الشباب العربي اليوم.

من مصر، نأتي بعرضَين يمثلان المستوى والشعبية اللذين يمكن للموسيقى المبتكرة في العالم العربي تحقيقهما. فنان مثل "ويجز" دليلٌ على أن الموسيقى يمكن أن تكون جماهيريّة وعلى مستوى فنّي عالٍ في آن. على عكس الاعتقاد الشائع، لا يتناقض الاثنان. لطالما كان رهاننا في "آفاق" على أن الموج سيرسو على شاطئٍ جديد، وعلى أن فنانين مثل "ويجز"، الذي تابعناه عن قرب منذ أعوام مراهقته، سيصبحون نجوم البوب. هذا يحدث بالفعل، ونحن متحمسون أننا نشهده ونحتفي به.

ضيفنا الآخر من مصر هو الثنائي "الوايلي ودنيا وائل". بينما جاء صعود "الوايلي" على حين غرّة، راكَمَ في رصيده سلسلة من الإصدارات القوية التي تؤكد أنه هنا ليبقى. يقدّم تعاون "الوايلي" مع دنيا وائل رؤيةً جديدة للمهرجانات. يركب صوت دنيا فوق أصوات "الوايلي" الإلكترونية، وبصورة أوسع، البوب العربي.





"دافن شي"



يحق للتونسيّين إعلان ريادتهم لراب متطوّر، عنيف ومفعم بالطاقة. لذا حرصنا على جلب "كاتيب"، الفنان الغامض والهائج، الذي بالكاد تستطيع باراته الموسيقية وفيديواته احتواء طاقته. "كاتيب" بليغ تقنياً من دون أن يضحي بالبعد الفنّي لأعماله. ورغم أنه قديم في الساحة، إلا أنه يستمر بإعادة ابتكار نفسه، وبإلهام الناشئين في تونس والعالم العربي.

ثم هناك "دافن شي"، فاتحٌ بزغ من حيث لا نعلم ليربك خوارزميات البث على كل المنصات في العالم العربي. لمست كلماته الرشيقة والعميقة، مع الإنتاج المتقن والمصقول من صانع بيتاته، خيّاط، شيئاً من الواضح أن الشباب العربي لا يستطيع مقاومته. يستعيد الفنان السوداني المقيم في السعودية تقليداً شعرياً عتيقاً وينعشه فوق بيتات تراب جذّابة. لم يؤدّ "دافن شي" عروضاً حية حتى الآن، ونحن متحمسون لمنح هذه الموهبة الصاعدة أداءها الأوّل، إلى جانب هذه المجموعة من النوابغ.

ما كان ليكتمل البرنامج من دون الموهبة الرائدة من لبنان، "الراس"، عرّاب المشهد البيروتي. ما زال "الراس" يستثير النقاش ويطرح أسئلة صعبة وإجابات دقيقة. كان تأثيره على شوارع بيروت ملموساً بأوضح شكل أثناء ثورة "17 تشرين"، التي لم يقدم لها الموسيقى التصويرية فحسب، بل شكّل حركتها. كتب الناس بالغرافيتي سطوره على جدران بيروت، وحولوا كلماته مصدر إلهام.

كما نلفت الى أنّ رسم المشاركة في هذا الحدث شبه مجاني (20 ألف ليرة للشخص الواحد)، رغبةً منّا بأوسع مشاركة ممكنة من دون أن يقف العامل المادّي عائقاً أمام من يرغب بالاحتفال معنا.

لماذا اخترتم موسيقى الراب والهيب هوب للإحتفال؟

إن صعود هذا النوع من الموسيقى في السنوات الـ15 الأخيرة، وقربه من الجمهور الشاب وقدرته على توسيع مساحة التعبير وتخطي الحواجز واعتماده كلغة احتجاج ونقد سياسي واجتماعي، جعلنا ندعم مختلف الانتاجات الفنية المتعلقة به، ولا سيما أنّ للراب والهيب هوب جانباً من الخصوصية في ما يتعلق بطريقة الانتاج والتسويق وصولاً الى أوسع جمهور ممكن.


MISS 3