"عمل بطولي" يُحبط مجزرة محتّمة في مركز تجاري أميركي

02 : 00

من أمام المركز حيث حصل إطلاق النار (رويترز)

في "عمل بطولي" أشادت به السلطات وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي، نجح مواطن مسلّح بمنع حصول مجزرة محتّمة داخل «غرينوود بارك مول» في ولاية إنديانا الأميركية حين تدخّل في مواجهة شخص فتح النار في اتجاه المتسوّقين وأرداه قتيلاً بعدما كان المُهاجم قد قتل 3 أشخاص وأصاب اثنين آخرين فقط.

وقال رئيس بلدية غرينوود بولاية إنديانا مارك مايرز في بيان: «شهدنا إطلاق نار كثيفاً الليلة في غرينوود بارك مول»، مشيراً إلى أن مُطلق النار قُتِل برصاص «شخص مسلّح». ونشرت شرطة غرينوود رسالة عبر صفحتها على «فيسبوك» تطلب من الأشخاص الذين شهدوا إطلاق النار الاتصال بها للإدلاء بمعلومات.

من ناحيته، أوضح قائد شرطة غرينوود جيم أيسون أن مُطلق النار الذي لم يتمّ التعرّف إليه، دخل جناح المطاعم في المركز التجاري قرابة الساعة 18:00 بالتوقيت المحلّي وكان يحمل مسدّساً وأمشطة ذخيرة. وأشار إلى أن من بين الجرحى فتاة تبلغ 12 عاماً، لافتاً إلى أنه لم تُعرف بعد دوافع المهاجم.

وذكر أيسون أنّه «تمّ تأكيد وقوع 4 وفيات»، بينهم مُطلق النار الأساسي، مشيداً بتدخّل الرجل المسلّح البالغ 22 عاماً الذي أنهى الهجوم، وقال: «البطل الحقيقي اليوم هو المواطن الذي كان يحمل سلاحاً بشكل قانوني في قاعة تناول الطعام وتمكّن من توقيف (هجوم) مطلق النار بمجرّد أن بدأ تقريباً»، مضيفاً: «هذا الأمر هزّنا بشكل عميق. هذا ليس أمراً شهدناه في غرينوود من قبل».

وفي سياق متّصل بعمليات إطلاق النار التي تهزّ الولايات المتحدة، انتقدت لجنة تحقيق برلمانية في ولاية تكساس الأميركية الأحد مجمل أجهزة الشرطة المنخرطة في الاستجابة لعملية إطلاق النار في مدرسة يوفالدي التي أسفرت عن 21 قتيلاً في 24 أيار، مشيرةً إلى «وضع فوضوي» و»غياب القيادة» و»عناصر متراخين».

وبحسب تقرير اللجنة الذي يرفض تجريم بعض الشرطيين من دون غيرهم، فإنّ قوات الأمن «لم تحترم تدريبها» و»لم تضع حياة الضحايا الأبرياء قبل أمنها الخاص». وأشار أعضاء في مجلس نواب تكساس في تقرير عن تحقيق أوّلي إلى أنّه في المجمل، تدخّل 376 عنصراً من حرس الحدود وشرطة الولاية والمدينة والقوات الخاصة، في مدرسة روب الإبتدائية.

لكن بين وصول أول عناصر شرطة ومقتل المهاجم، مرّت 73 دقيقة وهي مدّة «غير مقبولة» مرتبطة «بغياب القيادة، قد تكون ساهمت في خسارة أرواح»، وفق ما جاء في التقرير الذي أكد أيضاً أنّه حتّى لو أنه «يُرجّح أن يكون معظم الضحايا قُتلوا فوراً بعد أولى الطلقات»، فإنّ بعضهم توفي أثناء نقلهم إلى المستشفى و»كان من المحتمل» أن ينجوا لو تمّ إسعافهم بشكل أسرع.

وسبق أن وصف مدير جهاز الأمن العام في تكساس ستيفت ماكراو استجابة قوات الأمن بأنها «فشل مطلق»، موجّهاً انتقاداته لقائد شرطة المنطقة حيث تقع مدرسة يوفالدي بيت أريدوندو الذي عُلّقت مهامه مذّاك.

ويعتبر التقرير كذلك أن أريدوندو «لم يتحمّل مسؤوليّته كقائد» وارتكب أخطاء تحليل لأنّه لم يكن يملك كلّ المعلومات. لكن النصّ يوضح أن أحداً لم يقترح مساعدته ولا أن يحلّ مكانه، لافتاً إلى أن «سلوك جميع العناصر كان متراخياً» و»مسرح (الجريمة) كان فوضويّاً، من دون أن يكون هناك شخص مكلّف بشكل واضح أو يُدير الاستجابة».

وفي ملف آخر، بدأت في فلوريدا بالأمس محاكمة لتحديد عقوبة نيكولاس كروز، منفّذ عملية إطلاق نار في ثانوية مارجوري ستونمان دوغلاس في باركلاند العام 2018 أودت بـ17 شخصاً فيما جرح 17 آخرون، يواجه فيها المُتّهم إمّا الإعدام أو السجن مدى الحياة. واستغرق اختيار المحلّفين الـ12 ثلاثة أشهر، وهم 7 رجال و5 نساء اعتُبروا محايدين بدرجة كافية لتقرير مصير المُتّهم كروز (23 عاماً).

ومَثُلَ الشاب صباح الإثنين مرتدياً سترة رمادية وزرقاء وواضعاً نظارات كبيرة وكمامة أمام المحكمة في فورت لودردايل بحضور عدد من أقارب الضحايا. وتهدف المحاكمة فقط إلى تحديد ما إذا كان يستحقّ الإعدام كما يطلب الادّعاء. وإذا عارض محلف واحد الحكم على كروز بالإعدام، فستكون عقوبة الأخير السجن مدى الحياة.

وتتّسم هذه المحاكمة التي ستستمرّ عدّة أشهر بطابع فريد، إذ من النادر أن ينجو مرتكبو عمليات إطلاق نار كهذه في الولايات المتحدة. ويبدو أن جلسات الاستماع ستكون طويلة ومُنهكة مع شهادات أقارب الضحايا والناجين، بالإضافة إلى بث مقاطع فيديو سجّلها شهود على المأساة. ومن المتوقّع أن يستخدم محامو كروز حجّة أن موكّلهم مصاب بأمراض نفسية وأن يُذكّروا بأنّه سبق واعتذر.

وفي المقابل، سيُركزّ الادّعاء على طابع التعمّد في تنفيذ الجريمة، مستنداً إلى مقطع فيديو صُوّر قبل تنفيذ إطلاق النار قال فيه كروز: «فلتبدأ مجزرتي اليوم. فليهرع جميع الأطفال المرعوبين وليختبئوا!». وقد أضاف: «أنا لا أحد وحياتي عدم ولا معنى لها!».


MISS 3