حقنة جديدة تمنع حساسية الفول السوداني لأسبوعين على الأقل!

10 : 44

تكشف نتائج دراسة جديدة أن حقنة واحدة من "إيتوكيماب" قد تكبح حساسية الفول السوداني طوال أسبوعين على الأقل. شارك 15 مصاباً بدرجة حادة من هذه الحساسية في تجربة صغيرة، وتمكن 11 منهم من تناول بروتين الفول السوداني على مر 15 يوماً بعد تلقي الحقنة من دون إبداء أي ردة فعل تحسسية. جرت التجربة تحت إشراف باحثين من جامعة "ستانفورد" في كاليفورنيا، ونُشرت نتائجها في مجلة "جي سي أي إنسايت".

تطرح هذه الدراسة المبنية على مبدأ إثبات المفاهيم أدلة أولية مفادها أن الحقنة المليئة بجسم مضاد هي أداة آمنة وفعالة وتستحق اختبارات إضافية في تجارب أكبر حجماً.

توضح المشرفة الرئيسة على الدراسة، كاري نادو، أستاذة في طب الكبار والأطفال في جامعة "ستانفورد": "يتعلق أفضل جانب من هذا العلاج المُستعمل لاستهداف الحساسية الغذائية بعدم اضطرار الناس لتناول الغذاء الشائك لإزالة تحسسهم تجاهه".قد تكون حقنة الجسم المضاد بديلاً ضرورياً وسريع المفعول عن العلاج المناعي عن طريق الفم.

عند تلقي ذلك العلاج المناعي، يضطر الناس لاستهلاك جرعات تصاعدية من الغذاء الذي يُسبب الحساسية. تتطلب هذه الطريقة من إزالة التحسس إشرافاً طبياً عند أخذ كل جرعة، وتتراوح مدة العلاج بين 6 أشهر و12 شهراً وقد تنشأ ردة فعل تحسسية خلال تلك الفترة.

توضح نادو وزملاؤها أن العلاج بالجسم المضاد لا يزال في المرحلة التجريبية، ويأملون في نهاية المطاف أن يتصدى لعدد كبير من حالات الحساسية الغذائية وأمراض تحسسية أخرى.

تنشأ ردة الفعل التحسسية حين يتجاوب جهاز المناعة بطريقة متطرفة مع مسببات الحساسية التي لا تؤذي الآخرين عموماً.

يُعتبر غبار الطلع وبعض الأغذية من أبرز أسباب الحساسية. لا تكون ردة الفعل حادة بشكل عام. لكن حين تصبح كذلك، قد تتحول سريعاً إلى حساسية مفرطة وتطرح خطورة على حياة المريض.

يذكر الباحثون في تقريرهم أبحاثاً جديدة مفادها أن غبار الطلع يُسبب 8% من حالات الحساسية، والأغذية 11% منها، علماً أن حساسية الفول السوداني تحديداً تصيب بين 1 و3% من الناس وترتبط بزيادة مخاطر التفاعلات التحسسية المفرطة.يعطي علاج "إيتوكيماب" مفعوله عبر التأثير على الإنترلوكين 33 (بروتين مناعي يؤدي دوراً بارزاً في الصحة والمرض).

يطلق الإنترلوكين 33 سلسلة من الاستجابات المناعية التي تُسبب تفاعلات تحسسية. كما أنه يفرز أجساماً مضادة اسمها "الغلوبولين المناعي E" لدى المصابين بالحساسية.

تتجه تلك الأجسام نحو الخلايا المناعية التي تنتج المواد الكيماوية المسؤولة عن التفاعلات التحسسية، وغالباً ما تترافق تلك التفاعلات مع أعراض مثل الحكة في الفم والحلق، وصعوبة التنفس، أو حتى صدمات تحسسية قاتلة.

تختلف أنواع الغلوبولين المناعي E، ويتطابق كل نوع منها مع مستضد محدد. يحمل المصاب بحساسية الفول السوداني مثلاً أجسام الغلوبولين المضادة لمسببات هذه الحساسية حصراً. ويحمل المصاب بحالات متعددة من الحساسية الغذائية أجساماً مضادة لكل نوع من مسببات تلك الحساسية، ما يؤدي إلى إطلاق ردة فعل تحسسية في الجسم.في الدراسة الجديدة، أطلق الباحثون تجربة عيادية عشوائية ومتعددة المراكز ومبنية على استعمال دواء وهمي، وشارك فيها راشدون مصابون بحساسية تجاه الفول السوداني.بلغ عدد المشاركين الإجمـــالي 20 شخصاً، وكانوا جميعـاً مصابين بحالة حادة من تلك الحساسية. تلقى 15 منهـم حقنة واحدة من "إيتوكيماب"، بينمـا أخذ الخمسة الآخرون حقنة واحدة من الدواء الوهمي.

بعد مرور 15 يوماً، حاول جميع المشاركين استهلاك كمية صغيرة من بروتين الفول السوداني تحت إشراف طبي. في المجموعة التي أخذت "الإيتوكيماب"، تمكن 11 شخصاً (73%) من تناول 275 ملغ من ذلك البروتين من دون ظهور أي ردة فعل تحسسية. لم يستطع أي مشارك تلقى الدواء الوهمي تحقيق النتيجة نفسها.

وفي اليوم الخامس والأربعين من التجربة، خضع بعض المشاركين لاختبار بروتين الفول السوداني لأن هذا اليوم كان جزءاً من مرحلة المتابعة، ولم يعد إلا عدد صغير من المشاركين لإتمام تحدي الأكل في اليوم الخامس والأربعين.

في تلك المرحلة، نجح أربعة أشخاص من سبعة (57%) في مجموعة "إيتوكيماب" بتجاوز اختبار الأكل، على عكس المشاركين في مجموعة الدواء الوهمي. يقول الباحثون إن من بلغوا عتبة 275 ملغ في اليوم الخامس والأربعين بلغوا العتبة نفسها أيضاً في اليوم الخامس عشر.

كشفت اختبارات أخرى في اليوم الخامس عشر أن المشاركين في مجموعة "الإيتوكيماب" حملوا مستويات أقل من الغلوبولين المناعي E الخاص بالفول السوداني ومؤشرات مناعية أخرى في دمهم، مقارنةً بمن أخذوا الدواء الوهمي. توضح هذه النتائج أن "الإيتوكيماب" قد يُغيّر المواصفات المناعية ويجعل الجسم أقل ميلاً إلى إبداء استجابة تحسسية. تجدر الإشارة إلى أن أحداً من المشاركين لم يتعرض لآثار جانبية حادة خلال التجارب. تقول نادو: "من خلال تثبيط الإنترلوكين 33، نستطيع على الأرجح أن نكبح خصائص جميع أنواع الحساسية. إنها نتيجة واعدة".

في المرحلة المقبلة، يُفترض أن يطلق الباحثون دراسات أطول وأكبر حجماً ويستعملوا جرعات متنوعة من "الإيتوكيماب" مع مصابين بحساسية غذائية.


MISS 3