مايز عبيد

أوقفت آلياتها وأعمال الصيانة لعدم القدرة على تأمين المازوت

بلديات الشمال في عجز مالي كامل: إستسلام غير معلن

20 تموز 2022

02 : 00

النفايات تتكدّس

لا تخفى على أحد الأوضاع المالية التي وصلت إليها البلديات في لبنان وفي مناطق الشمال بطبيعة الحال. لكن ما لم يكن يتوقّعه المواطن هو أن تصل الأمور لدى السواد الأعظم من هذه البلديات إلى عدم قدرتها حتى على جمع النفايات من الشوارع التي تتراكم في موسم الصيف والحر وتنذر بكوارث بيئية وأمراض وانتشار الحشرات بشكل لافت.

بلديات عكار والشمال من أكثر البلديات تأثراً بالأوضاع الإقتصادية والإنهيار الحاصل، وكان المواطن حتى وقت قريب يقول: ليت البلديات تبقى تجمع النفايات فقط وهذه نعمة. إلا أن هذه النعمة المتمناة لم تدم طويلاً، فقد رفعت البلديات العشرة واستسلمت للأزمة بالكامل، ومن استطاع منها جمع النفايات من الشوارع هذا الشهر فلن يستطيع ذلك في الشهر المقبل، حتى أن استراتيجية بعض البلديات الجديدة بفرض مبالغ محددة على الأهالي في نطاقها من أجل جمع النفايات من الشوارع، لم تكن محكومة بالنجاح دائماً، لا سيما أن الأهالي قد يكونون قادرين على الدفع مرة أو اثنتين؛ غير أن الأمر يحتاج إلى تكاليف شهرية للمكب وآليات الجمع والنقل وكلها مبالغ على الفريش دولار.

تتراوح الكلفة الشهرية لنقل النفايات بين الـ500 والـ1500$ في بلديات عكار، بحسب حجم كل بلدية وحجم نفاياتها، وعلى كل بلدية أن تؤمّن المبلغ لتضمن نقل النفايات من شوارعها. وفي ظل عدم قدرة البلديات على تأمين المبالغ المطلوبة تتكدس النفايات في الشوارع بشكل مخيف، ويتحدث الأهالي عن أن برغش هذه السنة غير كل السنوات، حجمه كبير ولسعته أكبر، يقتات على النفايات المنتشرة وليس هناك حملات رش بالمبيدات تقوم بها البلديات للأسباب نفسها.

وفي سياق متصل بالأزمة، يلاحظ أن العديد من البلديات بات في حالة جمود تام وشلل غير معلن ويغيب رؤساؤها وموظفوها عن الحضور إلى مكاتبهم. وثمة بلديات تخلّت عن التزاماتها في أكثر من ناحية ولم تعد قادرة على القيام بواجباتها؛ فأوقفت آلياتها وأعمال الصيانة لعدم القدرة على تأمين المازوت والقيام بالصيانة المطلوبة. وتعتبر أزمة النفايات من أكثر الأزمات والمشاكل التي تؤرق البلديات والمواطنين وتقضّ مضاجع الناس في فصل الصيف، ناهيك عن أن أي مشكلة صغيرة أو كبيرة تعترض البُنى التحتية في المناطق فلا تستطيع البلديات القيام بها حتى أقله على ردم حفرة في طريق معيّن.

هذا الواقع ينطبق أيضاً على بلدية طرابلس. فالأخيرة وإن استطاعت أن تدير آلياتها بمساعدة معينة فإن ذلك سيكون لأيام ثم تعود لأزمتها من جديد. غياب الإدارة الصحيحة في البلديات إلى جانب ضعف الجباية وتراجع موارد البلديات من الدولة كلها عوامل تضع مصير البلديات في مهبّ الريح. فهل تعلن هذه البلديات استسلامها التام قريباً وتقفل؟


MISS 3